السبت، 1 يونيو 2019

استطلاع:الاسراف في رمضان...تباهي أم شراهة للطعام؟؟


ربة منزل :ما ينفق اسرافا أولى التصدق به على الفقراء !!
 اختصاصي تغذية : تسخين الأطعمة بعد تجميدها يصيبها بالتلوث البكتيري!! 
عالم دين : الاسراف فيه كراهية..وعلي المجتمع التكافل والتراحم!! 

• استطلاع :عائشة عبد اللـه

*بالرغم من الظروف الاقتصادية الضاغطة الا انه مازال هناك مظهر من المظاهر السالبة وهي الاسراف وخاصة عند قدوم الشهر الفضيل ، حيث درجت بعض الأسر في شهر رمضان على طهي الطعام بكمية كبيرة حتى يفوق حد حاجتها اليه فيما وصفه علماء الدين والخبراء بانه نوع من الاسراف والتبذير ، وعدم توازن في الانفاق لان كمية كبيرة من تلك الأطعمة والمشروبات تذهب الي سلات القمامة في الوقت الذي يكون فيه بعض الفقراء والمساكين في حاجة الي جزء من هذه الأطعمة ليسدوا بها رمقهم من الجوع.. (الوطن وقفت عند هذا الموضوع في شهر رمضان وذلك لارتفاع نسبه الانفاق فيه فماذا قال المجتمع وماهو رأي الدين في هذه الظاهرة؟*

*تنوع الأصناف!!*
زينب خضر ربة منزل ابتدرت حديثها لـ (الوطن) عن الاسراف قائلة انها سكنت قريبآ في المنطقة الحفرة محلية شرق النيل ومنذ ان جاءت اليها التزمت بما يقدم في المائدة الرمضانيه مثلها وكل الأسر في الحي ، وقالت زينب انها لا تستطيع ان تخالف عادات وتقاليد المجتمع الذي اصبحت جزءآ منه ، واشارت الى ان طبق العصيدة بالتقلية من ابرز الاصناف  ويعد اهم مكونات المائدة الرمضانية ،وأكدت ان تعدد الاصناف الذي يفوق حاجة الأسرة هو نوع من الاسراف والتباهي بالاطعمة ، لذلك عندما تريد التنويع في الطعام تقوم باستبدال صنف مكان الآخر حتى لا تخالف غيرها ، وقالت زينب ان معظم هذه الأطعمة التي يتم طهيها لا يؤكل ويتعرض للتلف . من جانبه وجه مختار احمد تهمة الاسراف الى النساء ، وقال في حديثه لـ «الوطن» النساء وربات المنازل هن المسؤول الاول عن ظاهرة الاسراف خاصة في شهر رمضان حيث تقوم النساء بتجهيز كل مستلزمات الشهر الفضيل قبل ايام من قدومه ، ولكن سرعان ماتجد معظم هذه المستلزمات قد نفدت قبل انقضاء نصف الشهر الكريم وساق مختار مثالآ لذلك استخدام النساء للزيت عند طهي الأطعمة وكذلك السكر حيث تقوم بعضهن باستخدام كمية كبيرة منه عند تجهيز العصائر الى جانب طهي كمية كبيرة من مختلف اصناف الاطعمة التي تفوف حاجة وعدد افراد الأسرة ، مما يؤكد ذهابها الى سلة القمامة ، ويضيف هذا هو الاسراف الذي نهي عنه الدين فمن الاولى التصدق بهذه الاشياء على الفقراء والمساكين قبل ان تتعرض للتلف  وتفقد قيمتها الغذائية .
*اصناف للعرض!!*
بينما جاء حديث سلوى عبد الرؤوف يحمل جوانبآ اخرى حيث قالت ان الاسراف في طهي الطعام بكميات كبيرة غير انه مناف للدين الحنيف فان الطعام يصبح فاقدآ للقيمة الغذائية بعد وضعه في الثلاجة لعدة ايام وقد يصل بعضه الي مرحلة التجمد وقالت انها تفضل الطبخ يوميآ حتي يستفيد الجسم من المادة الغذائية بشكل افضل وتؤكد سلوي ان معظم افراد المجتمع يسرفون في تجهيز الموائد الرمضانية واحيانآ تكون هناك اصناف لا تؤكل حتي مابعد الافطار وقد تكون ثقيلة علي المعدة بل تاخذ حظها في العرض فقط علي المائدة ومن ثم تذهب الي سلة النفايات مشيرة الي ان الاموال الطائلة التي تنفق علي الطعام والاسراف فيه يحتاجها العديد من الفقراء والمساكين ، او حتى مدهم بالطعام الفائض عن الحاجة بدلآ من التخلص منه .
*ماهو الاسراف؟*
يعرف الاسراف بانه تجاوز الحد في كل فعل يفعله الانسان في الانفاق قال تعالي: (وكلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين) سورة الاعراف الايه١٣ فالاسراف يعني كل تجاوز في الامر وقد جاء في القران الكريم معان متقاربة ترجع جميعها الي الاصل اللغوي وهو التجاوز في الحد ومن اهم مظاهر الترف هو الاسراف في انفاق الاموال وتبديدها دون ضرورة مما يحرم مستحقيها فيشيع من جراء ذلك البؤس والشقاء في الطبقات ويتفجر الحد وتروج الرذيلة ويتبين الاجرام ،فالاسلام يري بان مال كل فرد هو مال الامة وهو في الاصل مال الله اعطاه الانسان وديعة لينفقه على نفسه ومجتمعه في سبل الخير وهذا ماصرح به القران الكريم في قوله تعالي(وآتوهم من مال الله الذي اتاكم) سورة النور٣٣
(وانفقو مما جعلكم مستخلفين ) سورة الحديد٧ فالاسراف انفاق المال وتبذيره بغير الطرق المشروعة واعتداء علي مجموع الامة لان المال عصب الحياة ومصدر قوة الامة به ولقد وصف الله المبذرين بالسفه وامر بالحجر علي اموالهم قال تعالي(ولا تاتو ا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم فيها قيامآ) النساء٥ . ولقد راج التبذير في مجتمعنا في الطبقة الغنية والطبقة المتوسطة وهذا مايترتب عليه وخيم العواقب ولهذا نهي الاسلام عن الاسراف والتبذير .
*تكافل مجتمعي!!*
أما العالم والداعية بشارة محمد بشارة أفاد في حديثه لـ الوطن ان الاسراف فيه كراهة وقال ان الصوم  هو الصبر وليس الجزع فالعبد عندما يترك طعامه وشرابه و شهوته من اجل طاعة الله سبحانه وتعالي،وقد استشهد بالحديث القدسي كل عمل ابن ادم له الا الصوم  فانه لي وانا اجزي به . واضاف بشارة ان الاسراف لايجوز وطهي الطعام بكميات كبيرة ثم تبذيرها وذهابها الي القمامة ايضآ لايحوز ولابد من مراعاة الفقراء والمساكين واطعامهم من اجل كسب الحسنات ففي شهر رمضان اجر جميع الاعمال مضاعف واي صدقة تعطي يصبح اجرها مضاعفآ  وناشد بشارة المجتمع المسلم بضرورة التكافل والتقرب من بعضهم البعض .في نفس هذا الجانب يقول علماء وخبراء ان٥٤٪  من حجم الغذاء يذهب الي قمامة العرب حيث اعتبروا هذا نوع من انواع الاسراف . ومن ناحيه اخري فقد نظر علماء الاجتماع الي القضية بالقول ان الاسراف ببساطة يعني عدم النضوج والتوازن في الانفاق،مما يؤدي بدوره الي الاسراف .وقد اكدت اختصاصية التغذيه نجوي محمد الحسن  ان عملية تسخين الطعام بعد تجميده يؤدي الي التلوث بالبكتريا ويصبح الطعام فاقدآ للقيمة الغذائية المعروفة ، ويصبح بذلك ملء للبطن دون فوائد غذائية واضافت نجوي هناك العديد من انواع الخضروات لاتتحمل التجميد لايام عديدة وكذلك تفقد قيمتها لذا نصحت بان تقوم ربات المنازل بطهي الوجبات بصورة يومية دون اسراف .