الأربعاء، 8 مايو 2019

مقالات:• المحطة الوسطى:دولة الكهرباء العميقة ) ! 


(انهم يكيدون كيدا ) الاية 
....والدولة العميقة لايمكن أن يطال الاتهام بها المجلس العسكري نفسه مالم يسارع فينفي ماورد بإحدى الصحف حول عرض من دولة خليجية لاستضافة البشير وعائلته علي أراضيها وأن الأخير وافق على  العرض وهو قيد النظر أمام المجلس العسكري للبت فيه..العرض في حد ذاته غير مُتصور أن تبديه أي دولة في الظرف الراهن لأنه مستفز للسلطة الحاكمة والسودانيين ولاينطوي علي أي قدر من اللياقة والذوق..وقد يكون ملائماً لوجاء في وقته لإغراء البشير بالرحيل قبيل خراب مالطا .. في حالة تأكيد المجلس العسكري للخبر عليه أن يجيب علي سؤالين.. أولاً هل المجلس هو من نقل العرض للبشير داخل السجن وحصل علي موافقته ؟ وبأي وجه حق .. وهل من سلطته النظر في قبول العرض أو رفضه تجاه رئيس ملاحق جنائياً داخل وخارج بلاده ؟  المجلس العسكري عليه ان ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات للإسراع بنفي الخبر فهو أغلب الظن خبر كاذب فليس هناك سفير دولة يزور رئيس دولة معزول في سجنه ويقدم له العروض وليس من سبيل للوصول للسجين المذكور إلا عبر المجلس العسكري هذه مسخرة واستخفاف بالثورة وشبابها.والسودانيين كآفة  وحتى المجلس العسكري الذي استجاب للتغيير ..ويرفض أن يسمى بالانقلابي
 أقول مثل هذه الأخبار تشكك في نوايا المجلس الانتقالي مُعلنةً كانت أو مبيتةً على طريق ايجاد ملآذات آمنة لرأس النظام المخلوع ورموزه..وتشي بتبرير بصرف النظر ..والتغاضي عن ملاحقة عصابات المؤتمر الوطني بانتماءاتها المعروفة.. وهي مازالت تدير مرافق الدولة الخدمية منها  بالذات التي ترتبط مباشرةً بمعاش الناس ..وحياتهم اليومية  وقد تتعمد تلك العناصر بافتعال أزمات تزيد الحال سوءاً على سوء ماهي عليه كعنصر فاعل من عناصر مقاومة الثورة..عندما بطش النميري بعناصر الأخوان بعد فض الشراكة شاع أن كوادرها طفقت تحتكر المواد التموينية لنشوء سوق أسود وندرة وغلاء في السلع الضرورية لتحريك موجة من السخط والتذمُّر في أوساط المواطنين .. علي رأس هذه المرافق الخدمية التي تديرها كوكبة من أزلام الدولة العميقة ومواليها من المستفيدين من إنحراف النظام وتوجهاته الفاسدة مرفقي الكهرباء  والمياه ..كان أمرا ًغريباً ومثيراً للدهشة..أن تتزامن قطوعات الكهرباء قطعاً يومياً وعاماً من الصباح للمساء بعد سقوط النظام قطعاً غير مسبوق ..الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء ..زعمت أن اجراءاتها تستهدف توفير الطاقة في شهر رمضان فكذّبتها شواهد الإمتحان اذ استمرت القطوعات لليوم الأول والثاني على التوالي للشهر المبارك . في كوستي حاصر المواطنون مرفق الكهرباء وشيعوها باللعنات لذات السبب . في العاصمة تحرك أهالي منطقة مظلمة صوب الهيئة مطالبين المجلس العسكري باقالة المسئولين .. شركات الكهرباء الستة الخاصة من فواجع أسامة عبد لله التى رزأ بها هذه الأمة  .. أسامه عبد الله من خلصاء الرئيس المخلوع الذي أطلق يده في هذه البلاد..وفي عهده وعهد ساعده الأيمن الحضري وزير السدود شهد شمالنا حوادث الصدام الدامية وضحاياها المعلومة واجتاحت مياه السد أهلنا المناصير ..وبلغ طوفانه حتي جزيرة (مقرات) غرب أبوحمد بالرباطاب ودمرت قرى كاملة لم تكن في حسبان النظام المجرم ..وغرق عشرات التلاميذ في محلية البحيرة بالمناصير..وقضى خمسة وثمانون طفلاً نحبهم بلدغات العقارب الهاربة من السيل العرمرم الى منازل السكان في غياب المصل الواقي من سم العقارب .. ولم يتحقق المقصد من السد في توفير الطاقة الكهربائية لمن هم على مرمى حجر منه ناهيك عن وسط وأقاصي البلاد .هيئة المياة عزت النقص في الامداد المائي لتذبذب التيار الكهربائي  أصحاب المخابز ردوا أزمة الخبز لذات السبب  . مرضى السكري تلفت أدويتهم المنقذه للحياة . الأجهزة الكهربائية والثلاجات ضربت بسبب الأخطاء الفنية أثناء فصل واعادة التيار كما سبق أن أفادني بذلك دكتور مهندس جون جندي الخبير المحترم  في شئون الكهرباء عشرات المواطنين يموتون كل خريف ..وعشرات المواشي النافقة كل خريف جراء الصعق الكهربائي في الشوارع بسبب الأسلاك العارية دون محاكمة المسئولين .. ودون تعويض لأسر الضحايا. وأرباب المواشي النافقة شركات الكهرباء الست الخاصة ولدت من رحم الفساد  بزواج المحارم بين السلطة والمال على أنقاض مؤسسة الشعب العريقة الهيئة المركزية للكهرباء والمياه.وقد آن الأوان لتفكيك دولة الكهرباء العميقة  . أما أزمة المياه فلنا معها شأن  حيث الماء أرخص موجود وأغلى مفقود.