باحث في التاريخ : الكنداكات قدمن تضحية ودورآ بطوليآ من أجل الثورة!!
ناشط : الكنداكات سبب نجاح الثورة ولايعرفن مظاهر الخوف لهذه الأسباب!!
استطلاع : منى مصطفى
*فرضت المرأة السودانية وجودها في المواكب الاحتجاجية التي شهدتها البلاد بشكل شبه يومي منذ أندلاع التظاهرات وحتى عزل البشير ، تلك المشاركة النسائية البارزة ارتبط اسمها في وسائل الإعلام بلقب «الكنداكات» الذي يُطلق على الفتيات والنساء السودانيات بغرض تمجيدهن ، حيث كانت تشعل الأحتجاجات بالزغاريد تارة وبالهتافات تارة أخرى بمشاركة قوية وفعالة لم يخفض صوتها اوتقل عزيمتها ، وتناضل المرأة السودانية هذه الأيام ضد حكم الرئيس المخلوع لتحقيق عدالة كاملة للمجتمع السوداني في سعيها المستمر منذ عقود لانتزاع حقوقها وفرض تأثيرها في الحيز العام ، لا ينفصل نضال المرأة السودانية عن المرأة العربية بشكل عام ، فهو جزء من التحدي النسوي الكبير ضد المنظومة المتمثلة بالسلطة السياسية أو الاجتماعية ، تتحدى المرأة السودانية القمع المزدوج الذي يمارس عليها منذ الإستعمار الذي كان يحط من قيمة المرأة وقدرتها على اختيار مصيرها أو الدفاع عن الإنسان والمطالبة بالعدالة للجميع ، إلا أن المرأة السودانية لا تتوقف عن النضالات لتنال مكانتها المستحقة ، وهو ما نراه الأن في نضالها ضد حكم البشير ، حيث يعتبر نضالآ في الحاضر لكن جذوره تعود للتاريخ القديم فقد كان للمرأة دورآ بارزآ في ذلك ، وقد وضعت المرأة السودانية بصمتها بقوة في تاريخ السودان قبل الاستقلال وكذلك الحكومات الوطنية التي تعاقبت بعد الإستقلال دفعتَ بالمرأة إلي الأمام ، وأثبتت وجودها ومكانتها ، فقد حكمت في العصور القديمة أيام الممالك وقاتلت في الحروب وكانت سياسية محنكة وأمّاً مربية ، والأن الكنداكات هن أيقونة الثورة و التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ هبة ديسمبر المجيد ، حيث لديهن وقفة مشهودة ضد دولة الظلم والفساد التي قبعت علي صدر الشعب السوداني خلال الثلاثة عقود الماضية...*
تضحية بطولية
( م ، أ ) باحث ومتخصص في التاريخ والاثار ابتدر حديثه
( للوطن ) قائلآ : إن كلمة ( الكنداكة ) يكتنفها الكثير من الالتباس في أذهان الكثيرين ولعل ذلك ناتج عن بعد المسافة التاريخية التي تفصل ما بين عصرنا الراهن وذلك العصر البعيد الذي كانت تحمل فيه الكلمة مدلولها الملوكي، بل حتى أن المعاصرين لذلك العهد من الأجانب كان يلتبس عليهم معنى الكلمة حيث كان الرومان ، على سبيل المثال يعتقدون أن الكلمة هي اسم للعديد من ملكات مروي ، ويعتقد كثير من المؤرخين بأن الكلمة هي أصل الاسم الأوروبي المؤنث كانديس والواقع التاريخي يقول إن الكلمة من غير تعريف العربية كانت لقباً ملوكياً لاثنتين من أعظم ملكات مملكة مروي التاريخية العظيمة التي أصبحت آثارها اليوم من ضمن منظومة التراث الإنساني العالمي ، ولا يزال الغموض يكتنف طبيعة العلاقة الأسرية بين الملكتين مع التأكيد على إنها قرابة من الدرجة الأولى والملكة الأولى هي الكنداكة أماني ريناس أو أماني رينا ، وقد ولدت فى العام (40) قبل الميلاد وتوفيت في عام (10) قبل الميلاد ، وكانت زوجة للملك المروي تريتكاس وخلفته على العرش بعد وفاته ، وأطلق عليها لقب ( كنداكة) عندما كانت زوجة أولي للملك وذلك على ما جرت عليه العادة في مملكة مروي ، ولكن اللقب اكتسب في عهدها معنى جديداً هو اقرب الى وصف ( الملكة العظيمة ) وقد كانت بحق أعظم الملكات فى تاريخ مملكة مروي العريقة بل انها تصدت لمملكة من أعظم الممالك آنذاك إذ أمرت جيشها بمهاجمة سيني( أسوان القديمة) في عام (24) ق.م ، وذلك عندما قام الرومان بغزو مصر وإخضاعها لحكمهم ، وقد أغضب ذلك الهجوم الرومان فأرسلوا حملة انتقامية وصلت الى مدينة نبتة عاصمة مملكة مروي والتي كان تعد مدينة مقدسة ولا تذكر مصادر التاريخ المتاحة شيئاً عن مجريات تلك الحرب التي يدعي كل من الكوشيين والرومان أن النصر كان حليفه فيها ، ولكن المعروف أن الحرب قد أسفرت عن عقد اتفاقية سلام لم يعد بعدها الرومان مطلقاً لمهاجمة المملكة الكوشية ، ويبدو أن الرومان قد رأوا الملكة أماني ريناس رؤية العين حيث كتب مؤرخهم ستراب أن الملكة كانت مسترجلة للغاية ، وهو وصف يتوافق مع مظهر الاسترجال والقوة البدنية الذي تعكسه مناظر ملكات مروي العظيمات والتي يمكن مشاهدتها على جدران معابدهن ومدافنهن ويرجح المؤرخون أن الهرم رقم (21) بالشمالية مروي - البجراوية هو مدفن الملكة أماني ريناس ، وأن رسم السيدة الجالسة المنقوش على جدران المصلى هو لها وإن كانت المقبرة لم تفصح عن ذلك بالطرق التقليدية التي كانت سائدة ، أما الكنداكة الثانية التي إعتلت عرش مروي بعد وفاة الملكة أماني ريناس فهى الملكة أماني شاخيتي ، حيث يختلف المؤرخون حول صلة القرابة بين الملكتين فإما أن الثانية هي ابنة الأولى أو أختها ويذهب بعضهم الى أنها الزوجة الثانية للملك تريكتاس ، وأياً كان الأمر فهى من أكثر حكام مروي قوةً وثراءً ، وقد شيدت القصر والمعابد التي توجد إطلالها حالياً في ود بانقا، وكان مدفنها في البجراوية هرماً من أكبر الأهرامات التي بنيت عموماً في البجراوية ، والكنداكات بصفة عامة لهن تاريخ أصيل في السودان فقد أرتبطن بالثورات والنضالات والانتفاضات الشعبية ، ولهن مكانتهن في التاريخ وصولأ للوقت الراهن ، فالكنداكة هي الحكامة ، والأن الكنداكات اليافعات يساعدن ويقفن بجانب الرجال في كل شي في الصبر والكرم وميدان القتال والمرأة هي الداعم الأساسي لنفسها وللرجل ، والحديث عن الكنداكات كثير ويطول ويحتاج لوقفات كبيرة ، ومن المعروف أن الحكامة إذا تحدثت لا أحد يعقب علي حديثها والشي الذي تقوله هو الذي ينفذ ويعمل به ، وكنداكات الثورة قدمن تضحية ودوراً بطولياً كبيراً بوقفتهن ومشاركتهن طوال التظاهرات منذ إندلاعها وصولأ إلى الإعتصام وسقوط النظام.
تصميم أمة
الموثق للأغنية الوطنية والباحث في التراث السوداني أحمد هشام قال إن الكنداكات للثورة السودانية أدينا الواجب الوطني تجاه الوطن وقضاياه ، والمرأة السودانية هي أم الرجال وشقيقة الأبطال المجاهدين المناضلين الشرفاء الأحرار والنفر الذين رووا بدمائهم الذكية ثرى السودان من أجل حريته وكرامته ومستقبله الزاهر ، ولقد أسهمت حواء السودانية في تنمية بلدها في صور مختلفة منذ أقدم العصور ، وأصبحت أسماء نساء السودان رموزاً وطنيةً وقوميةً شامخةً ، وما عازة التي رمز بها الشعراء لكل الوطن إلا دليل على مكانة المرأة السودانية في نفوس كل السودانيين ، وقلما نجد بلداً في العالم رمز باسم نسائه لكل الأمة وقيمها ، فأصبحت مهيرة بت عبود رمزاً للشجاعة و أضحى شجعان السودان هم أخوان مهيرة وبالأمس ساهمت المرأة السودانية جنباً إلى جنب مع الرجل في دحر المستعمر وتوعية الأجيال ونيل الاستقلال ، خروجاً في مواكبه واستشعاراً لمسئولياتها ، فتقلدت مختلف المناصب وأسست الجمعيات النسوية للنهوض بالمرأة وإعدادها للقيام بدورها الاجتماعي والوطني ، لذا تشكلت ثقافة المرأة السودانية وسلوكياتها من كل هذا الخليط الثر فجعلت منها كياناً متفرداً متميزاً بين نساء العالم ، فهي رمز لكفاح شعب و تصميم أمة ، والمرأة السودانية لها مشاركات واضحة عبر التاريخ ولها دور بارز في الحركة الوطنية والاستقلال ، وكمثال نجد أن حواء الطقطاقة أول من تغنت للإستقلال وأول أمراة تستقبل الزعيم الأزهري وهي إحدى رائدات البلاد مازالت تتمتع بمكانة كبيرة أنضمت للنضال الوطني وغنت للجيش والحركة الوطنية إعتقلها الاستعمار ، وكذلك يوم الإستقلال إرتدت الثوب الذي فيه ألوان العلم السوداني كما أنها دخلت القصر الجمهوري مع أول فوج ، ونحن جيل اليوم نتمنى أن نستفيد من تجارب حياة الذين سبقونا حرية سلام و عدالة .
واقع مرير
أحمد سليمان حامد الناشط الشبابي يرى أن الكنداكات أبصرن دورهن وارتفع وعيهن بالمشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأصبح دورهن وأضحاً لايمكن تجاوزه ، والمرأة هي شريك حقيقي للرجل في كل مناح الحياة وأصبح دورها مهماً وجوهرياً في المجتمع ، وقد نجحت المرأة كثيراً في الأعمال التي أوكلت لها بل تفوقت أحيانآ على الرجال ، وهي التي تحمس الرجال لإنجاز كثير من الأعمال وهي الدينمو المحرك ، وحينما يقال كنداكة فهي تعني زيادة الحماسة للرجال لذلك أصبحت الكنداكة موجودة في صفوف القوات النظامية كالشرطة والأمن وكذلك الجيش ، وأصبحت تشارك في كثير من الأعمال ونرى انجازها علي أرض الواقع ، والنساء والشابات خرجن جنباً الى جنب مع الرجال والشباب ووقفن صفاً واحداً في التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد في الآونة الآخيرة ولم يعرفن الخوف بل تقدمن الصفوف بكل جسارة وحماس ، ويضيف أحمد بأن الكنداكة عرفت مسؤوليتها تجاه المجتمع والمرأة الأن تقوم بأعمال كثيرة في اعالة الأسر الكبيرة وغيرها وفي بعض الأحيان يقمن بدور الرجال من حيث المسؤولية تجاه المنزل ، وأردف بأن الشاهد في الحراك الأخير ومشاركتهن الفاعلة في الحراك الذي ينادي بالتغيير والحرية الذي توافقت عليه القوى التي تقود الحراك أن تنال الكنداكات نسبة (40‰) من التمثيل في المجلس التشريعي المقترح وذلك اعترافا للدور الكبير الذي قامت به الكنداكة ، والأن لا زلن معتصمات في القيادة العامة للجيش ، وهن سبب نجاح الثورة وقدن الحراك ، دون خوف وذلك نتاج المسؤولية والواقع المرير الذي افرزته الظروف الاقتصادية القاهرة ، وأنهن سوف يقودن الحراك حتى نهاياته بعزمهن وارادتهن ، وكذلك لهن دور فاعل لايقل عن دور الرجال وأصبح وجودهن في كل المهن والأعمال منضبطات أكثر من الرجال في أداء الواجب والمهام ويعملن بكل تفان ، وهذا ليس تقليلآ من دور الرجال في أداء مهامهم ولكنها شهادة في حق الكنداكات.
كلنا للوطن
أحد الفنانين التشكيلين وصاحب قبيلة العروض الأفريقية التقت به ( الوطن ) وقال أن الكنداكات في هذه الأحداث والتظاهرات وصولأ للاعتصام بالقيادة العامة أثبتن وجودهن في المجتمع بالشجاعة والثبات في كل الظروف التي تمر بها البلاد وخرجن منددات باسقاط النظام المستبد ودحره إلى مزبلة التاريخ ، وأشار إلى أنه أتى من عطبرة مدينة الحديد والنار ليشارك الثوار في مقر اقامتهم بالقيادة العامة ، ومن ضمن مشاركاته عمل لوحة فنية باسم ( كلنا للوطن ) وطولها ثلاثة في أربعة متر ، حيث ذكر أنه لم يوقع عليها إسمه بل إكتفى بكتابة التاريخ عليها فقط وهي لوحة تدعو الشباب للتعاون مع بعضهم البعض في الوقت الراهن ، وقال إن لديه كثير من الأعمال سوف يقوم بعرضها لاحقأ كنوع من رد الجميل لشباب الثورة بساحة القيادة العامة للجيش ، وأردف أن العمل الثوري يصعب على التشكيلي التحدث عنه وكذلك التوقيع على الأعمال ودائماً يكون (نكرة) ، والعمل الثوري لا يحتاج للحديث والافصاح عنه وهي كأعمال تقدم للوطن في هذه اللحظات المفصلية والتاريخية .
دور بطولي
عوض صديق مهتم بقضايا الوطن والاحداث الجارية أوضح أن الكنداكات لهن تاريخ حافل منذ المماليك والعصور القديمة ، والكنداكات كن يشجعن الرجال علي الحرب والتقدم في الصفوف ، وأن كنداكات ثورة اليوم قمن بدور بطولي طوال مدة التظاهرات التي شهدتها البلاد وشجعن الشباب علي تواصل المسيرة ولهن ذراع قوي في نجاح الثورة و تحقيق النصر ولانهن مشجعات وقويات ولا يعرفن الخوف وصاحبات كلمة قوية ورأسهن مرفوع عاليأ ، ويقول عوض بأن النساء في السابق كن يتخوفن ويتوجسن من النظم السابقة عكس الوقت الحالي فإن كنداكات اليوم لا يخشين الخوف ولا يعرفنه خلال التظاهرات والإحتجاجات وحتى الإعتصام أمام القيادة العامة وتحقيق الهدف عانت النساء معاناة كثيرة من كل النواحي ، والكنداكات متأثرات بالنظام البائد أكثر من الشباب فقد إنعدمت الوظائف بصورة عامة وسط الشابات وأصبحت محسوبة للموالين للنظام مما أفقدهن حظهن في التوظيف ، وكذلك تأثرن من ناحية إجتماعية فقد عزف الشباب عن الزواج بسبب الأحوال الإقتصادية المتردية التي شهدتها البلاد منذ سنوات .
واجب وطني
أم المظفر إحدى الكنداكات التي تدعم الثوار المعتصمين بالقيادة العامة للجيش بالطعام والشراب قالت إنها درجت علي ذلك منذ الأيام الأولى للإعتصام وحتي الأن لازالت تساهم وتواصل عملها في ذلك ، حيث ذكرت أنها تقدم ما لديها من طعام قدر إستطاعتها عبارة عن سندوتشات تقوم بإعدادها في منزلها وتحملها للثوار بجانب الماء والعصائر ، وكذلك لديها ثلاث مجموعات اسفيرية لإعانة الثوار وتقوم بتقديم مناشدة من خلالها وتحث على جمع مبلغ مالي بقدر الاستطاعة لمساعدة الثوار وتجهيز الطعام لهم وأن مناشدتها تجد القبول عند الناس وكثيراً منهم يدعمها بمبلغ مالي وآخرين يساهموا بأشياء عينية كالسكر والعصير وغيره ، وبعد جمع التبرعات تقوم بتجهيز الطعام والماء والعصائر لمنزلها طوال أيام الإعتصام الماضية ولا زالت تقوم بعملها بصورة يومية ، وذكرت أنها خلال الايام الماضية كانت تعتصم مع اخواتها الكنداكات والثوار طوال فترة النهار ، وبحكم عملها وانشغالها بالمنزل أصبحت لا تطيل الجلوس في القيادة العامة ولكنها تكتفي بتوزيع الدعم للثوار وبعد ذلك تعاود لمنزلها وبعودتها وصفت أنها تشعر بالسعادة والارتياح لما تقدمه لهؤلاء الثوار وأوضحت ان ذلك وأجب وطني .
طاقة تراكمية
محاسن الحاج (ربة منزل) قالت إنها إحدى النساء المشاركات في التظاهرات التي اندلعت منذ 19 ديسمبر/ الماضي ، وترى أن حكم البشير الذي استمر ثلاثين عامأ كان الأعنف علي الاطلاق في تغييب النساء وتهميشهن وكبتهن ، مما خلق لديهن طاقةً تراكمية قويّةً جداً طاقة رفض وتمرد ضد هذا النظام حيث أن تلك الطاقة تحولت إلى مساهمة لصالح استمرار التظاهرات في كل أوقاتها طوال الفترة الماضية بمشاركة نسائية كبيرة وهي إحدى الناشطات اللائي ارتبط اسمهن بالحراك الدائر في السودان وتؤكد أنها شاركت مع أخريات كثيرات في جميع التظاهرات التي دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات في البلاد وأكدت أن عهد البشير يتصف بالتهميش الكبير لدور المرأة في المناصب الحكومية والمجالس المنتخبة ويمتاز بالمحسوبية فلم تتولى المرأة سوى حقائب وزارية قليلة جدا وهامشية في كل حكومة ، كما لم تسلم النساء المعارضات من الاعتقالات والتضييق الأمني ، كل ذلك دفع بالنساء للخروج في التظاهرات التي شهدتها البلاد ولازلن معتصمات بجانب اخوانهن .
التوعية والأرشاد
وذكرت ساره أحمد أحد الكنداكات أنها تقف خلف الثوار حتي النصر وتظل جالسة بمقر الإعتصام عدة أيام ، وأشارت الى أنها من الكنداكات اللائي يقدمن التوعية والإرشاد للشباب للتحلي بالانضباط والأخلاق ، وأضافت أنه توجد داخل ساحة الإعتصام أشياء سالبة مثل وجود الباعة المتجولين وكذلك الاغاني غير الوطنية التي لا تليق بالثورة و أهدافها ، وهي تطلب من الثوار توعية الشباب . اما الكنداكة مزاهر عثمان فقد التقيناها بموقف الإستاد في طريقها للقيادة العامة وقالت بأنها شاركت في التظاهرات المستمرة لأربعة شهور ونالت كذلك لقب «كنداكة» وهى الأن تعيش «أحلى» أيامها والفرحة لا تسعها بعد إسقاط البشير ونظامه ، ويوم 6 أبريل 2019 أعادها إليّ ذكريات طفولتها عندما شهدت سقوط حكومة الرئيس الأسبق جعفر نميري في اليوم نفسه من العام 1985 وتقول أن في يوم 6 أبريل الماضي يترآى لها بأنها كانت تمضي بالتظاهرات نحو المجهول ولم تصدق نفسها وأنها بين الآلاف الذين يحتلون الساحة المحيطة بقيادة الجيش بالخرطوم ويؤسسون للاعتصام المستمر حتى الأن ، حيث كانت لحظات عصيبة بالنسبة لها ، وفي هذه السانحة تطالب بالتمثيل المتساوي للنساء في الحياة العامة ، وأشارت إلى أنها كانت شديدة الانحياز للشعب السوداني وتتمني له مزيدأ من النصر و تحقيق كل ما يرمي له لانه ذاق المرارات طوال فترة النظام البائد الذي أنجلى بعزيمة وإصرار الشعب السوداني والكنداكات وتماسكهن جنباً لجنب حتى تحقيق النصر .
ومن جانبها قالت طالبة في كلية الصيدلة بجامعة أم درمان الاسلامية أنها فخورة بالمشاركة في الإعتصام وأن الثورة لا بد أن تنتصر لأنها ثورة من أجل حقوق الشعب في الصحة والتعليم والحياة الكريمة وشكرت الجميع من أعماق قلبها مؤكدة أن الكفاح لابد أن يكون من الجميع لتأسيس سودان ديمقراطي تتحقق فيه العدالة ويزدهر ، وقالت أنها تدعو الجميع لنبذ العنصرية والقبلية بجميع أشكالها والتي تؤثر في كآفة مناحي الحياة ، وأضافت أنها تتحدث نيابة عن الشباب وأنها خرجت للعلن للقول إن السودان للجميع وتلعب النساء دوراً كبيرأ في التظاهرات المتواصلة والاعتصام الأكبر والتظاهرات الاحتجاجية في ديسمبر ، وأكدت أنها تشارك في التظاهرات منذ بدايتها في 19 ديسمبر ، رداً على قرار الحكومة لرفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف وكذلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي مرت بها البلاد وسرعان ما تحولت التظاهرات إلى حركة احتجاجية في كافة أنحاء البلاد .