الثلاثاء، 30 أبريل 2019

مداخل للوطن:‎إلياذةٌ على مُلْتَقى حُزنين


‎ابتهال محمد مصطفى تريتر‎ 

‎أجِيؤكَ مُلْتَقى حُزْنينِ
‎ يَحْتَرِمانِ نَبْعَهما
‎وَمِنْ عُذْرِيَّةِ المَعْنَى 
 جَرَحْتُ الماءَ تَجْرِيحَا
‎هَبَطّتُ.. 
‎وَجْبَتِي الحَوَّاء تَحْمِلُ عُرْيَ أسْئِلَتِي
إلى زِنْدِيقةٍ... 
  شَغَلَتْ أكُفَّ الأرضِ تَلْوِيحَا
‎مَنَحْتُ الشَّهْرَيارَ دَمِي
‎ وَقَوَّسْتُ المَدى 
  وَرَميتُ
‎  طَلَّقْتُ الظلامَ المُرَّ 
  زَوَّجْتُ المَصَابِيحَا
‎طَوَاوِيسُ الكلامِ... 
‎تَجِيءُ مِنْ أقْصَى انْتِفَاضِ الرِّيشِ
‎أُثْنِيهَا.. 
‎فَتسْبِقُنِي إلى الأضْواءِ  
 تَجْنِيحَا
‎أُكَسِّرُ في رِقَابِ القَولِ.. 
 أقْرَاطَ الجَزَالَةِ 
‎بلْأُفَتِّحُ في مَجَازاتِي
 غُمُوضَ الناي تَفْتِيحَا
‎لِأَشْغلَ بَالكَ المَمْشُوقِ 
 في إزْهَارِ وَحْشَتٌه
‎فَيُرِهِقُنِي
‎ حَدِيثُ الوَرْدِ‎
 إمْلَاءً وَتَصْحِيحَا
‎وَسَامةُ مَنْطِقي الدِّرْويشِ 
 أجْراسٌ تُحَجِّلُنِي
وَطَارُ المُسْتَحيلِ 
يَدُقُّ في صَحْنِي الأمَادِيحَا
‎مَعِي صَبرانِ
‎ ضَفَّرْتُ الدَّقائقَ في احْتِشَادِهما
‎بَخُورُ الوقتِ
‎ صَندلُ فكرةٍ.. 
‎فَرَشتْ لنا السُّوحَا
‎مِعِي فيروزُ 
‎يَشْتعِل الصباحُ على ضِفَافِ مَدَائِني.. 
‎ارْتَاحُ عندَ جَدائِل الذِّكْرى
   وَأغْزِلُها تَواشِيحَا
‎أَجِيؤُكَ مِنْ مَغَاراتٍ
 تُغسِّلُ وَجْه قَسْوَتِها
‎وَتُرْسِلنَا مَداراتٍ
 تَلُفُّ بِثَوبِها الرِّيحَا
‎مَدَدْتُ إلى قَنادِيلِي مرَايَانَا 
‎فَلَمْ أرَنَا
‎فَلَقَّحْتُ المُنَى الخَضْرَاءَ
‎ بالأضْواءِ تَلْقِيحَا
‎نُكَابِرُ.. 
‎تَفْضَحُ الألواحُ 
‎ما خَبَّأتُ مِنْ شَجَرِالكلامِ 
‎وَيَقْتفِيكَ الغَيمُ إثرَ الغيمِ مَفْضُوحَا
‎أرَى البُؤسَاء.. 
‎مُذْ مَرّوا على "فيكتور" 
‎هَيَّجَهم-
‎حَنينُ الضحكةِ المَشْروخِ
 يا "فالجان" مِرِّيحَا
‎ألمُّكَ مِنْ دَمِ الأيامِ 
‎كمْ عُصفورَ يَرْقبُنِي
 لِيعزفَ نَايهُ للغيبِ
 باسْمِ الحُبٌّ مَذْبُوحَا
‎أرَبِّتُ ظَهْرَ قافيتينِ
‎     - مَا نَاما على بحرٍ-
‎وإلَّا  مَسَّدا لُغَتِي
‎ بِدِهْنِ الدَّهْشَةِ المُوحَى
‎تَقَاسِيمي عليكَ 
‎تَشُدُّ أوتَارًا مُبَعْثرةً
‎وَتَجْمعُ رِيقَ ألحانٍ
 يُعَرِّى  شَدْوُه الرُّوحَا
‎على فلكٍ وطوفانين 
‎تحملني نداءاتي
‎ونوحُ يَشُقَّ حلقَ الأرضِ
‎ حتى يَلتقِي نُوحا
‎أرَاكَ أراكَ 
‎حَتَّى لا أرَى إلَّاكَ 
‎أغْرَقنِي
‎اشْتِهاءٌ رَفَّلَ الرُّؤيا
 لِيلقَى الحُبَّ مَنْدُوحَا
‎أرَى "إلياذةً" 
‎عَبَرتْ إلى رَغبَاتِنا حِيلًا
‎كآلهةٍ.. 
‎لأنَّ الحاءَ في الباءاتِ لمْ تُوحَى
‎أنا قشٌ بنهركِ
‎ ارْتَمِي غَرْقَى 
‎لِتَحْمِلُنِي على دَوَّامةٍ
‎ تَرَكَتْ مَقَالَ النَّهرِ مَشْرُوحَا