![]() |
ابتهال محمد مصطفى تريتر |
أجِيؤكَ مُلْتَقى حُزْنينِ
يَحْتَرِمانِ نَبْعَهما
وَمِنْ عُذْرِيَّةِ المَعْنَى
جَرَحْتُ الماءَ تَجْرِيحَا
هَبَطّتُ..
وَجْبَتِي الحَوَّاء تَحْمِلُ عُرْيَ أسْئِلَتِي
إلى زِنْدِيقةٍ...
شَغَلَتْ أكُفَّ الأرضِ تَلْوِيحَا
مَنَحْتُ الشَّهْرَيارَ دَمِي
وَقَوَّسْتُ المَدى
وَرَميتُ
طَلَّقْتُ الظلامَ المُرَّ
زَوَّجْتُ المَصَابِيحَا
طَوَاوِيسُ الكلامِ...
تَجِيءُ مِنْ أقْصَى انْتِفَاضِ الرِّيشِ
أُثْنِيهَا..
فَتسْبِقُنِي إلى الأضْواءِ
تَجْنِيحَا
أُكَسِّرُ في رِقَابِ القَولِ..
أقْرَاطَ الجَزَالَةِ
بلْأُفَتِّحُ في مَجَازاتِي
غُمُوضَ الناي تَفْتِيحَا
لِأَشْغلَ بَالكَ المَمْشُوقِ
في إزْهَارِ وَحْشَتٌه
فَيُرِهِقُنِي
حَدِيثُ الوَرْدِ
إمْلَاءً وَتَصْحِيحَا
وَسَامةُ مَنْطِقي الدِّرْويشِ
أجْراسٌ تُحَجِّلُنِي
وَطَارُ المُسْتَحيلِ
يَدُقُّ في صَحْنِي الأمَادِيحَا
مَعِي صَبرانِ
ضَفَّرْتُ الدَّقائقَ في احْتِشَادِهما
بَخُورُ الوقتِ
صَندلُ فكرةٍ..
فَرَشتْ لنا السُّوحَا
مِعِي فيروزُ
يَشْتعِل الصباحُ على ضِفَافِ مَدَائِني..
ارْتَاحُ عندَ جَدائِل الذِّكْرى
وَأغْزِلُها تَواشِيحَا
أَجِيؤُكَ مِنْ مَغَاراتٍ
تُغسِّلُ وَجْه قَسْوَتِها
وَتُرْسِلنَا مَداراتٍ
تَلُفُّ بِثَوبِها الرِّيحَا
مَدَدْتُ إلى قَنادِيلِي مرَايَانَا
فَلَمْ أرَنَا
فَلَقَّحْتُ المُنَى الخَضْرَاءَ
بالأضْواءِ تَلْقِيحَا
نُكَابِرُ..
تَفْضَحُ الألواحُ
ما خَبَّأتُ مِنْ شَجَرِالكلامِ
وَيَقْتفِيكَ الغَيمُ إثرَ الغيمِ مَفْضُوحَا
أرَى البُؤسَاء..
مُذْ مَرّوا على "فيكتور"
هَيَّجَهم-
حَنينُ الضحكةِ المَشْروخِ
يا "فالجان" مِرِّيحَا
ألمُّكَ مِنْ دَمِ الأيامِ
كمْ عُصفورَ يَرْقبُنِي
لِيعزفَ نَايهُ للغيبِ
باسْمِ الحُبٌّ مَذْبُوحَا
أرَبِّتُ ظَهْرَ قافيتينِ
- مَا نَاما على بحرٍ-
وإلَّا مَسَّدا لُغَتِي
بِدِهْنِ الدَّهْشَةِ المُوحَى
تَقَاسِيمي عليكَ
تَشُدُّ أوتَارًا مُبَعْثرةً
وَتَجْمعُ رِيقَ ألحانٍ
يُعَرِّى شَدْوُه الرُّوحَا
على فلكٍ وطوفانين
تحملني نداءاتي
ونوحُ يَشُقَّ حلقَ الأرضِ
حتى يَلتقِي نُوحا
أرَاكَ أراكَ
حَتَّى لا أرَى إلَّاكَ
أغْرَقنِي
اشْتِهاءٌ رَفَّلَ الرُّؤيا
لِيلقَى الحُبَّ مَنْدُوحَا
أرَى "إلياذةً"
عَبَرتْ إلى رَغبَاتِنا حِيلًا
كآلهةٍ..
لأنَّ الحاءَ في الباءاتِ لمْ تُوحَى
أنا قشٌ بنهركِ
ارْتَمِي غَرْقَى
لِتَحْمِلُنِي على دَوَّامةٍ
تَرَكَتْ مَقَالَ النَّهرِ مَشْرُوحَا
