* جهاز الأمن جهاز قومي يمثل كل اهل السودان باثنياتهم المختلفة وتوجهاتهم المتعددة والأهم أن كل منسوبيه رهن قرار وتعليمات ومنضبطون في تنفيذ مهامهم باحترافية ومهنية وحتى ان كان لأحدهم انتماء فهو مقيد بقرار المؤسسة لأن الجهاز مؤسسة نظامية منضبطة وليس ميدان للهتاف السياسي أو تصفية الحسابات الشخصية.
* لو كان صحيحا مايزعمون بأن جهاز الأمن يمثل النظام السابق وأن منسوبيه ينتمون للمؤتمر الوطني لحموا نظامهم ولاتعجزهم الوسائل والسبل ولكنهم وقفوا مع إرادة الناس وانحازوا للشارع ولقرار اللجنة الأمنية العليا التي يشكلون جزء مهم وأساسي فيها.
* أن قرار حل جهاز أمن الدولة في عهد نميري عقب انتفاضة أبريل كان واحد من الأخطاء التي دفعت البلاد ثمنها طويلا وجعل المعلومات وأمن البلد في (السهلة) واستفاذ منها أعداء البلاد وخسرت جراء ذلك حكومة الديمقراطية الثالثة هشاشة وغياب معلومات وظهر مكشوف.
* أعجبني انصاف الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي» نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي ، جهاز الأمن والمخابرات الوطني وأشادته به ووصفه ب"العنصر المهم" للبلاد وإستقرارها ، وأكد أنه يعرف الجهاز تماما ويعرف أنه يضم كفاءات وطنية ومهنية نالت تدريبا وتأهيلا عاليا ، وقال"حميدتي" لدى تنويره ظهر السبت لعضوية الجهاز ، أنه ليس هناك أي تفكير أو إتجاه لحل الجهاز وإنما المطلوب إعادة هيكلته وترتيبه كجهاز قومي ووطني تحتاجه الدولة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها ،ولعل هذه التأكيدات بعدم حل الجهاز إشارة واضحة إلى وعي بدور هذه المؤسسة الوطنية.
* حميدتي دعا لمصالحة وطنية عامة وشاملة يحتكم فيها الجميع للقانون بصرامة وعدالة ، وأشار أنهم يستهدفون الفاسدين والمفسدين وليس لديهم تصفية حسابات ، ولا يأخذون شخصا بجريرة إنتمائه السياسي، ولم ينس الإشارة للعلاقة المتينة التي تربط الدعم السريع بالجهاز تاريخا وحاضرا ، مؤكدا على وحدة وتماسك القوات النظامية الأربعة وأنها على قلب رجل واحد ، حاثا على بذل المزيد من الجهد المعلوماتي والميداني لدعم وإسناد الإستقرار الوطني وتأمين الخدمات الأساسية للمواطن ولعل الجميع يعلم أبوة جهاز الأمن لقوات الدعم السريع وتدريبها وتأسيسها ودعمها وإسنادها.
< الفريق أول أمن أبو بكر دمبلاب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني إبتدر اللقاء بالترحيب بنائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي ، واستعرض جانبا من جهود الجهاز وإنجازاته في مجالات مكافحة الإرهاب والتهريب والإتجار بالبشر والسلاح والأمن الإقتصادي ، مؤكدا على قومية الجهاز وأن العمل فيه موجه للملفات والقضايا الوطنية ، مشيرا الى أنهم شرعوا بالفعل في خطوات إعادة الهيكلة بما يواكب المرحلة الجديدة ومتطلباتها.
* حميدتي طالب الجهاز بالعمل فورا على مراقبة وضبط التفلتات في الأسواق ومراقبة الوقود والدقيق السلعتين الاستراتيجيتين اللتين تعاني البلاد في توفيرهما ومن التهريب والإتجار غير المشروع والمضاربة فيهما ولعل ذلك إقرار بنجاح الجهاز في السيطرة على الممارسة السالبة في هذا الاتجاه والتي أضرت بالمواطنين وتسببت في الشح والغلاء و أسهم جهاز الأمن في التقليل من آثارها وتوفير وانسياب هذه السلع الضرورية للمواطن.
< ليت الجميع يرتفع إلى مستوى المسؤلية الوطنية ويبتعد عن التفكير السالب والتقليل من دور مؤسسات الدولة الوطنية ويعمل الجميع بلا غبينة لتجاوز المنعطف الخطير الذي تمر به البلاد.