أقنع تماماً واقتنع أن البشير ما ارتكب جرائمه إلا بعد «شحنة» من قبل «ملكية» من يسمون أنفسهم بـ «الاسلاميين»..!
وأعجب لأصحاب هذه الأطروحة المخادعة والكذوبة.. لأن الدين يقوم على المقاصد لنيل الغاية بشرف الوسيلة, فالاسلام مشتق من السلام والسلامة والتسليم بقيم الله ومعاني القرآن وموجبات السنة المباركة..
لقد فارق «قوم الانقاذ» الدين, يوم أن أتوا بدين جديد, عكس مرامي الدين, ومن أهداف التدين:
-بدأوا نظامهم المشؤوم بأكبر كذبة في تاريخ البشرية «اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب الى السجن حبيساً» إن رسول الصدق ذم الكذب حينما أرسى هذا المعنى بالقول لمجتمعه وسائر الانسانية «يسرق المؤمن يزني المؤمن, ولا يكذب المؤمن» فالكذب هو أبو الرذائل وعماد الكبائر, فالكذاب يفعل قبيح ولا يتوانى في أي معصية والدليل:
-استبدادهم ولد فسادهم بيد أن الفساد هو الإبن البكر للاستبداد..
ومنظر آخر من مشاهد الاستبداد, وليدة الظلم والفساد:
-ألم تشهد بلادنا غلاءً فاحشاً للأسعار وسيادة سياسة الاحتكار والدين يعتبر ان «المحتكر مخطئ» وأن من يشاقق على الناس يشاقق الله عليه..؟!
-ألم ينتشر أيام احتضار نظام النهب وأكل أموال السحت.. ألم ينتشر الربا, فوجدنا في الأسواق أربعة أسعار.. بالكاش والكاش المؤجل.. والشيك والشيك المؤجل..؟!
والله تعالى يقول للمرابين «حرب من الله ورسوله»..!
والمرابى هو الدولة, وليس المواطن قليل الحيلة.. والذي أباح له علماء أن يشتري لو كان مضطراً.., فأدخلتنا «طفرة الانقاذ» في عالم رمادة كئيب وعجيب, لم تشهده أي دولة في أسوأ حالاتها..!
ثم تحججت «جمهورية الفرعون» لتقتل الناس حينما هب شباب مؤمن بالله والوطن والحرية والسلام والعدالة.. ماذا يكون الدين إن يكن هذا الثالوث «حرية سلام وعدالة»..؟!
ولكن الظلام والظالمين والظلام قتل الثوار.. وكان «الفرعون» وبفتوى من علمائه الأشرار وبغطاء «عصابة المؤتمر الوطني» الباقية الباغية بعد أن تسرب منه العاقلون أفتى لـ «الفرعون» بعض «العلماء الناعمين المنعمين» بأن أقتل ثلث الشعب ليعيش الثلثين..؟!
وهم يعلمون علم اليقين ان المستبد يريد أن يحكم الى الأبد مستعصماً بالكرسي من المحاسبة المحلية والدولية..!
ولكن يا علماء السلطان ويا أيها المغرور.. الدين بريء منكم.. الله نصير المظلومين والمقهورين فأسقط الظالم قاتل النفس التي حرم الله قتلها.. وحقاً حينما قتل السفاح أبناء الشعب السوداني البررة الذين خرجوا ليعبروا عن آلام وآمال أهلهم حاسب الله المستبد فوجد كل الناس في مواجهته.. ألم يقل الله سبحانه وتعالى «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً؟
كلمة أخيرة أقولها لدعاة الفتنة من علماء السلطان الذين لم تشهد منابرهم اعتراضاً ولا مواجهة للسلطان الجائر لعمري لا أفهم كيف يعطل من يسمون أنفسهم أئمة وعلماء كيف يعطلون الركن السني العظيم: «أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر»..
أين كان «دعاة مسيرة الاثنين» يوم أن استشرى الاستبداد والفساد ويوم أن باع الناس ويوم أن تسول شرفاء غلبتهم الحاجة واحاطتهم الفاقة؟!
نحن نعرف إن «علماء السلطان» كانوا إما في أسفارهم «يتفسحون باسم الدين» أو في شهور عسلهم, يتزوجون مثنى وثلاث ورباع.. بنات بكر فاتنات كالحور العين.. يتسترون وراء اشباع رغباتهم باسم الدين..!!
وفقط حينما فاقوا بعد أن أطاح الشباب بصاحب سكرة السلطة, والذين كانوا ينوون وينتون بفعل الزبانية ان يعدلوا له الدستور فيترشح في 2020م ثم يفتحوا له الدستور ليحكمنا حتى القبر..!
هو لم يفق من سكرة السلطة وعلماء السوء السلطانيون لم يفيقوا من «شهور عسلهم» مع المال والنساء والكساء.. ولكن لأن شعب السودان مؤمن.. ولأن شبابه يبكون من خشيته وهم يسجدون في أعظم صلاة جمعة عرفها العالم العربي والاسلامي.. بساحة الحرية والخشوع في حر يتلفظى وشمس يسيل منها لعابه كالمهل يشوي الوجه ولكن السماء تحيطهم بهواء بارد وماء مسكوب وقدرة السماء تنصر ابراهيم الخليل عليه السلام لأنه كان نصيراً للحرية والانعتاق ونشر قيم السلام والعدالة, فأمر العادل اللطيف النار بالقول الصادق الصافي «يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم..
والآن.. الآن فان الديكتاتور وقد استدرجه ناصر الثوار رب العرش العظيم الى محيط المتدينين ليتعمق بالنية السيئة لقتل الثلث.. حتى أوقعه الله سبحانه وتعالى في شر أعماله بأن جعل من أيديهم سداً ومن خلفهم سداً..!
حتى وصل الثوار الى ساحة الحرية أمام جيش السودان البار.. وسقط فرعون وهو حي في بحور أوهامه.. حتى وجد نفسه في عمق الوهم.. فعاقبه رب العرش العظيم.. إله العدل.. نصير الحرية والسلام والعدالة عاقبه تماماً كما عاقبه فرعون وصحبه «اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»..
بئس الباطش وبئس بطانة السوء.. تلك التي تظاهرت بعد ثلاثين عاماً ان الدين في خطر عظيم..!!
لقد استيقظ علماء السلطان النائمون في شهور عسلهم من سباتهم العميق فالجموهم بالرابعة فهم متخصصون في تطوير «فقه الحيض والنفاس»..!
ولا يقوون على مقاتلة الظالم أو مقارعة المغدور أو حتى مجادلة الفرعون فقاماتهم أصغر بكثير من أن يمتثلوا لقوله تعالى «اذهبا لفرعون انه طغى... فقولا له قولاً ليناً عله يتذكر أو يخشى»..
لعن الله الطاغية والطغاة..
لعن الله البطانة السيئة والبغاة..
المجد والخلود لشهدائنا الكرام
والتحية لشعبنا العظيم العملاق..