الأحد، 3 مارس 2019

مقالات:زوايا المرايا:امتحانات الشهادة والعقلاء


بدأت بالأمس امتحانات الشهادة السودانية للعام 9102م  والبلاد تمر بظروف دقيقة ،القلوب تهفو نحو مستقبل الأبناء ،والاستقرار والأمن  لتمر هذه الايام بسلام وتحصد الآف الأُسر ثمرة التعب والسهر والاجتهاد في زمن التنافس واتاحة المعلومة وسهولة الحصول عليها..
وانا اترجل نحو مدرسة الخرطوم النموذجية الحكومية بنات برفقة ابنتي(فاطمة) قالت بكل جارحة وهي ترفع يديها الصغيرتين(يااارب ماتحصل مظاهرات
ومشاكل لحدِّ الامتحانات ماتنتهي انا مابستحمل البُمبان وبخاف يجمدو السنة بعد القراية والتعب.ده.)..تأملت كلامها وأمنت على دعائها...وتألمت دواخلي لواقع مرير نعيشه ..هل تعلمون ان توقع السوء أسوأ من وقوعه؟، نحن لاننكر على احد مايراه مناسبا من افعال للتعبير عن مطالبه طالما انها مشروعة ،لكنها يجب ان تتوافق مع القوانين الوضعية والاجتماعية ويجب ان تراعي ظروف الآخرين،بمبدأ (لاضرر ولاضرار)..نأمل من- الثوار العقلاء-وقف الاحتجاجات. لأجل اكثر من مائة وخمسين ألف أُسرة، يجلس ابنائها لامتحانات هذا العام المليء بالاجازات والعقبات ...
قبل ان يقرع الجرس عدت الى الوراء بذاكرتي ودعوات أُمي تلاحقني وأبي يوصلني لمدرسة الخرطوم القديمة بنات ويقول ..(.شدِّي حيلك واثق فيك بتي المحامية عارفاك دايرة قانون ..وواثق انك حاتحققي أحلامك...).
رحم الله أُمي وأبي كم تعبا لأجلنا.. وشكرا لكل معلم دًّرس وعلًّم حرفا ..وشكرا لقرار إمضاء الامتحانات في وقتها رغم زفرات الشارع ودخان الاحتراق...
شكرا ابنتي فاطمة وكل الممتحنين لتحملكم عبء الضغط النفسي من الأباء والمدارس وانتم مطالبون بتحقيق افضل النتائج...شكرا أُمي رحمات على قبرك الطاهر ..كنتي لي نعم السند..
زاوية اخيرة..
ادري بأنك منذ ولدت
وانت يغمرك التعب..
ادري بأنك لست تظهره
حتى وان ظهر الغضب..
والله
لو وقع الغبار علي قميصك
لانثني قلبي عليه واضطرب
مازلت أمضي خلف خطوك قائلا
اني حظيت بخير أب
اني حظيت بخير أب