السبت، 2 مارس 2019

منوعات:«تقابة» الأقاشي..الوجبة الوسيطة تستلهم «فكرة» من دور العبادة..


الوطن / علي أبو الكنزة 
الأقاشي وجبة شعبية ذائعة الصيت، ورغم لذتها وأهميتها، إلا أنها لم تستطع أن تقتحم قائمة الوجبات الأساسية في المائدة السودانية التي يقف على رأسها العصيدة، القراصة، الكسرة  وبقية العقد الفريد الذي تسيد المائدة منذ زمن طويل..
لكن الأقاشي المبعد من المائدة السودانية أظهر سطوته في الشارع العام وأصبح رائد الوجبات السريعة والوسطية خاصة بعدما ارتبك موعد الوجبات وتقلص عددها إلى اثنين فقط "الفطور والعشاء" واختفى "الغداء" في ظروف غامضة، فاعتمد الناس عليها لقيمات يقن صلب الجوع الذي يستعر عند منتصف النهار ووقت القيلولة ومع نزول الظلام، لذا تجد محلات الأقاشي منتشرة في كل مكان الأسواق والأحياء الشعبية،ولم تترك حتى الكافتيريات والمطاعم الراقية داخل المناطق السكنية الفخمة.. 
وتختلف محلات الأقاشي عن غيرها من الوجبات حيث دائما يضع فوق تربيزة حديد ذات مدخنة وفوقها "كانون" نار وتنتشر حول الكثير من المشهيات والمقبلات شطة، بودرة ذات تركيبة خاصة، بصل، ليمون وغيرها من اسرار الوجبة التي تعتمد انتشار رائحة الشهية في تحريك غريزة الجوع عند الزبائن.. 
ورغم أن صناعة تحضير الأقاشي احتفظت بأدواتها، إلا إنها في السنوات القليلة الماضية استخدمت طريقة جديدة استلهمت فكرتها   من الخلاوي "المسيد" ودور العبادة وهي "التقابة" حيث يتم رص عدد من "سلوك" الأقاشي في شكل دائرة كبيرة حول النار مثلما يفعل طلاب الخلاوي في أوقات الدراسة والحفظ، ويتم ذلك على الأرض أو فوق تربيزة بمواصفات خاصة..  الإقبال على الوجبة الوسيطة رفع سعرها بصورة جنونية حيث قفز ثمن "سلك" الأقاشي الواحد من 5 إلى 20 جنيهاً، أما السندوتش فقد ارتفع إلى 15 جنيه فيما تفاوت سعر السندوتش الجامبو ما بين 30 إلى 50 من الجنيهات،  كما أن الأقاشي المطروح للبيع نوعان "اقاشي لحم" وهو الأصل و"اقاشي دجاج" والأخير جاء وفقاً لحاجة العصر وتطور الوجبة..