وتجددت حالة الحزن والغضب عندي مرة أخرى عندما سمعت يوم أمس الأول افتراء قناة الجزيرة القطرية الذي زعمت فيه أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني الفريق أول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح (قوش) التقى مدير الموساد الإسرائيلي، وأذكر أنه عندما سألني أحد الأصدقاء عن صحة خبر قناة الجزيرة القطرية، قلت له وهل لقطر موقف ضد إسرائيل؟ ، ولم يكن سؤالي هذا هروباً عن إجابة السؤال الرئيس الذي يحمل الإجابة في طياته، فأي دولة في العالم اتخذت مواقف قاطعة ضد دولة الكيان الصهيوني، ولعل المخضرمين يذكرون أن جواز السفر السوداني القديم مكتوب عليه، (يسمح له بالسفر إلى كل دول العالم عدا إسرائيل) ولكن يبدو أن قطر فضلاً عن عدم معرفتها لقدر السودان والسودانيين، وأنها لا تقدر مواقف السودان معها، أنها تتآمر على بلدنا، ومن الواضح جدًا أنها تسعى لغرس بذور الفتنة بين السودانيين، وأنها تنحاز إلى فئة، وأكبر دليل على ذلك تزامن هذا الافتراء مع ثورة الإصلاح الشاملة التي يقودها الرئيس البشير ويعتبر الفريق صلاح قوش أكبر معاونيه في هذه الثورة، فتلك حملة ظاهرة جدًا تلعب قطر فيها دورًا رئيساً. ويبدو أن قطر ارتضت أن تضع نفسها وأجهزتها في السوق، وتكون تحت الخدمة، وتحت الطلب، ومعلومة الفتن التي غرستها قطر في خاصرة الوطن العربي، وكثير من الفتن التي تنخر في جسد أمتنا العربية والإسلامية تنطلق من قطر، ومعلوم أن الإعلام القطري وفي مقدمته قناة الجزيرة هو الذي أشعل نيران ما يسمى بالربيع العربي، او الربيع العبري على قول صديقنا الأستاذ مصطفي محمود رئيس الحزب الناصري في السودان، ولقد وقعت قناة الجزيرة القطرية في خطأ كبير حينما اتهمت السودان بتهمة هي عندها من الفضائل، فالكل يعلم متانة العلاقات القطرية الإسرائيلية. وفي تقديري أن هذه فرصة لاعمال حالة الطوارئ لمراجعة العلاقات السودانية القطرية، فمثل هذا الموقف القطري يهدد ثورة السودان، فلا بد من موقف حاسم وواضح. وهي فرصة أيضاً لأن يراجع السودان علاقاته الخارجية، وأول ما يجب أن ندعو له أن نعامل الدول بالمثل، ولتكن أغنية (ما بنمشي لناس ما بيجونا) شعارًا لزيارتنا الرئاسية.