الأحد، 3 مارس 2019

تقارير:من يخلف البشير في رئاسة الوطني.؟ .. سؤال يبحث عن اجابة


 منذ إعلان مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش خلال لقائه مع الإعلاميين الجمعة الماضية عن ترجل المشير عمر البشير عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني تسارعت الأسئلة الى أذهان الكثيرين عن من سيخلف البشير على رئاسة الوطني،  وهل  سينفض سامر المؤتمر الوطني فور ترجل رئيسه عنه  ويرجع كل عضو الى موقعه الحزبى السابق إما في الأُمة او الاتحادي أوينضم الإسلاميون الى الشعبي ؟، بينما هناك من ذهب الى ان يتولى رئاسة الحزب احد الجنرالات بما ان البلاد تسير على نهج عسكرة المناصب ، ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه هل سينعقد  المؤتمر العام للمؤتمرالوطني في ابريل ؟،وفى قراءة مع عدد من السياسيين والمهتمين برزت جملة من التوقعات  .
من العسكر
عضو حزب المؤتمر الوطني ورئيس اتحاد الصحفيين الصادق الرزيقي اكد ان الصورة غير واضحة حتى الآن ، وقال ان الحزب اعلن عن تأجيله لمؤتمره العام مشيراً الي إحتمالية ان يكون عقب شهر رمضان أو في أكتوبر القادم ، وعاد الرزيقي قائلاً ان كل شيء يرتبط بحالة البلاد وما تكون عليه من تطوارات خلال الأشهر القادمة ، لذلك الذي يخلف البشير من داخل صفوف المؤتمر الوطني حتى الآن غير معلوم ولكن يمكن التكهن بمواصفات محددة نظراً لطبيعة الأوضاع والحكم في السودان منذ الإستقلال ودور المؤسسة العسكرية من المستبعد ان يكون خليفة البشير من خارج المؤسسة العسكرية ، واضاف الرزيقي قائلاً السودان لم ينضج بعد لإستدامة التحول الكامل لحكم مدني يعود فيه الجيش الى ثكناته .
غير معقول
بينما ذهب القيادي بالوطني اسماعيل الحاج موسى للقول بأن هناك تضارب حول ما إذا كان الرئيس سوف يستقيل عن رئاسة المؤتمر الوطني أم لا وهل سيكوِّن حزب جديد فعلا ام انها إشاعات ؟، واشار موسى الى ان بعض اعضاء المؤتمرالوطني ربما يقولون ان الرئيس حينما جاء الي السلطة كان مرشحا للمؤتمر الوطني وحتى إذا أراد ترشيح نفسه مرة أخرى سيبحث عن حزب ليرشحه ، واضاف  التكهنات تقول بأن  هناك حزب جديد سيكونه البشير ،هذا لن يكون له أي معنى وهو امر ليس باليسير فهناك احزاب تكونت من اربعينات القرن الماضي وحتى الآن لا يعترف بها ، وقال ان المهدي والميرغني إعتمدا علي الطائفة في الحزب بينما الحزب الشيوعي ضُرب بشكل لن يستطع القيام مرة أخرى ، لذلك الاحزاب لا تنشأ بسهولة ولا اعتقد ان البشير يفكر في تكوين حزب جديد وإلا سيكون ذلك خطأ جسيما جداً، وتابع: خلافة الرئيس يجب ان تكون إما بالإنتخاب بالطريقة المنصوص عليها في لوائح الحزب سواء كان بالمكتب القيادي او القطاع السياسي او الجمعية العمومية ، او ان يرشح البشير خليفة له ، وقال التجاني  بأن البعض اشار الى ترشيح احمد هارون خلفاً له في الحزب ، منوها الى ان  قرار  تأجيل المؤتمر العام كان قبل خطاب الرئيس أي منذ بدء الإحتجاجات ، وقد اكد المكتب القيادي تأجيل المؤتمر العام  ، ويرى حاج موسى بأن الإحتمال  الأرجح هو تأجيل المؤتمرالعام لأن احدى المهام الموكولة إليه  تسمية مرشحه لرئاسة الجمهورية في 2020 وهذا  أمر مازال مكان شدّ وجذب .
بداية النهاية
القيادي بحزب المؤتمر الشعبي ابو بكر عبد الرازق قال: (في تقديري ان مغادرة البشير لحزب المؤتمر الوطني ستكون بداية النهاية للحزب وزواله من الساحة )، مؤكدا انه حتى هذه اللحظة لم يخرج البشير من المؤتمر الوطني ومازال عضواً فيه لأنه فوض صلاحياته لمولانا احمد هارون  ، وأضاف عبد الرازق قائلاً:( لا اعتقد ولا أؤمن بإقالة البشير إلا إذا قالها صراحة ورفع يده تماماً واصبح فعلا واقعاً  على انه في مسافة واحدة من الجميع ، وإن لم يفعل ذلك فأنه لازال مستمراً وقد يكون قائداً من خلال مشهد الفعل اليومي ولكن صلاحيته يمارسها احمد هارون ولكن إذا جاءت اللحظة التاريخية التي ينفض يده تماماً من الوطني وإنقطع الحبل السري بينه والحزب فإن المؤتمر الوطني الي زوال وكلٌ سيذهب الي الحزب الذي يحب ويشتهيه وربما يأتي الإسلاميون وغيرهم للمؤتمر الشعبي الحزب الذي يمسك زمام التاريخ ويشكل المستقبل)  ، وبتقديرات المشهد السياسي يؤكد ابو بكر  انه ربما يعود الآخرين لأحزاب الأُمة او الإتحادي و فى  تقدير اكثر وضوحا  يقول ابوبكر إذا ترك الرئيس المؤتمرالوطني سينفضّ سامره وسيعود الجميع إلي احزابهم الأُم ، اما المؤتمر العام ربما يتم تأجيله وفي الأغلب لن يكون هنالك حزب بعد البشير .
بالنسبة للمحللين والمهتمين لم تكن  لديهم الرؤية واضحة  حول من سيخلف البشير على رئاسة المؤتمر الوطنى؟، ولكن الذى برز للعيان جليا  هو تفويض البشير لصلاحياته لأحمد هارون ليدير شؤون حزب المؤتمر الوطنى،  غير ان السؤال الذى يطرح نفسه بالحاح هل ستغيب شمس المؤتمر الوطنى عن اجهزة الدولة؟، أم انه سيظل حزبا حاكما  وتسيير امور الدولة حتى اشعار آخر؟  .