الوطن : يوسف ابكر
" القدو قدو" أكلة وسطية ذات سمعة طيبة وواسعة الانتشار في مدن السودان المختلفة ، كانت تحظى بشعبية واسعة كبيرة لا سيما في مناطق تواجد عشاقها ومحبيها ..
ولكن في الفترة الأخير التي ظهرت فيها وجبات وسطية عديدة مثل الباكمبا، البليلة والاندومي تراجع " القدو قدو " وهرب من وسط المدن إلى أطرافها في مناطق الهامش، كما تجد بائعي الوجبة يتجولون عند أماكن تجمع بعض الحرف والمهن القاسية المنطقة الصناعية، العتالة، الكمائن ومناطق صناعة الطوب، عمال المباني وغيرهم، كما تنتشر الوجبة في المناطق الزراعة المطرية والمروية حيث ان هناك مجموعات من القبائل خاصة "الهوسا" يعتقدون ان اكلة القدوقدو تمدهم بالطاقة وتعويض الارهاق وتقليل معاناة العمل المجهد في الزراعة بجميع مراحلها.
وحسب العادة يتم تحضر القدوقدو كوجبة ذات قيمة غذائية مفضلة واقبال وسط هذه المجتمعات، كما هنالك بعض الاغاني التي يرددونها الأمثال الشائعة التي قد تسمعها عابرة عند الجلوس لتناول وجبة القدو قدو السريعة وهناك مثل معروف يقال ( زول عيان يموت دا قضاء وقدر زول يكشح كوره القدو قدو دا إهمال ) وهذا المثل الشائع يبين ويوضح اهمية القدوقدو عند بعض القبائل حيث تقوم الأسر بإنتاج وصنع مكونات هذه الاكل في المنازل كموروث شعبي يعكس ثقافة وتراث القبيلة للتباهي به عن المحافل والمسابقات حيث تتكون اكلة القدوقدو من دقيق محصول الدخن حيث يتم عجنه وصب هذا العجين في حلة او الاواني المعدنية النظيفة يضاف له البهارات والمكونات ويتم غليه في النار لفترة من الوقت حتى يبين ان العجين بدأ يأخذ شكله المتماسك على شكل عصيدة حتى يتم انزاله من النار ليبرد قليلا حيث تقوم افراد الاسرة معا بعمل تحضير (دردمة) من هذه الخلطة المنتجة من الدخن ووضعها في ماعون كبير في غالب الاحيان صينية او غيرها شرط ان يكون بها قليل من دقيق حيث تحضر قطع القدو قدو لمرحلة تجهيز الاكلة الشهيرة وتعد هذه مرحلة شبهة النهائية حيث يضع في كل كورة ما يقارب ثلاثاء حبة قدو قدو ويضاف لها المكونات الرئيسية الروب وهو مهم جدا عند هذه المرحلة ثم يضاف كمية موزونة من السكر والطحنية و البسكويت ويتم عجن هذه المكونات الدسمة في إناء مخصص لهذه الأشياء، فيما كان في السابق تضع هذه الخلطة السحرية في ماعون القرع ولكن مع التغيرات والتطورات الحاصلة حتى اصبحت استعمال المواعين المعدنية..
المعروف بين أوساط عشاق هذه الوجبة الوسطية التي تنحصر جميع مكوناتها من المواد السكرية والنشوية أنها تمد الإنسان بالطاقة الكاملة، وهذا يعطي الفرد قدرة كاملة على زيادة الإنتاج وبذل مجهود إضافي على العطاء في العمل خاصة وأن الغالبية منهم ينتمون لقطاعات الأعمال الشاقة ويمارسون الرياضة في مناشط متعددة..