السبت، 9 فبراير 2019

مقالات:تحديات العصر المعلوماتي

يعتبر نمو وسائل الإعلام على المجتمعات الإنسانية في الفترة الأخيرة، واحداً من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يميز تقنيات الإعلام الحديثة بتغيير الكثير من قيود الإعلام التقليدي، فلم تعد الرسائل الإعلامية حكراً على جهات معينة.
مما ساعدت ثورة المعلومات والإتصالات بإحداث تغييرات جذرية في مفاهيم وأشكال التواصل مع الإعلام، وإفراز تأثيرات مختلفة في جوانب الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية والثقافية على مستوى العالم.
كما أدت عملية التدفق الحر للمعلومات على إزالة حواجز بعض النظم، بشكل إفتراضي على تحول الإنترنت الى سوق عالمي للأفكار الديمقراطية، وما وفرته ثقافة الإنترنت بذاتها في حرية ونمط اللامركزية في الإختيار.
وكذلك تم إستخدام الإنترنت عند البعض في الترويج للأجندة الدولية، لحقوق الإنسان من أجل إنفتاح المجتمعات المغلقة على ثقافات أخرى، وتوجيه درجة الحرية والمستوى الإقتصادي الى شكل قد يؤدي الى مزيد من الضغوط على تلبية مطالب شعبها، والتطلع والتوجه بهم نحو الأفضل بثقافتهم وقيمهم.
وذلك لما أتاحته الإنترنت من حرية في الحوار والتعبير عن الرأي، والمناقشات خلال المنتديات وإستطلاعات الرأي والتجمعات الإفتراضية، وبالتالي أصبحت أكثر تداولاً وشيوعاً في أوساط حياة المجتمعات المعاصرة من الباحثين والمتخصصين.
باعتبارها عنواناً بارزاً لتحولات كبرى غير مسبوقة ثقافياً وإقتصادياً وإجتماعياً، وترتبط مع إستخدام مجموعة من التقنيات التي تتطور باستمرار، كشبكة المعلومات والمنصات الإلكترونية متعددة الوسائط، والأجهزة الإلكترونية بمختلف أنواعها.
إنه عصر معلوماتي إعلامي جديد بكل المقاييس، سمته التقنية الذكية، ووسائل الإنتاج التي تليق معها على درجة رفيعة من الرقي والتقدم، والتي تعتمد على وضع الإستراتيجيات الصحيحة للوصول إلى تحقيق نتائج ناجحة.
مما تساعد الأفراد المرتبطين بهذه التقنية من إتخاذ القرارات المناسبة، بناءً على مجموعة من الخطط الدقيقة والقواعد والمبادئ والإستراتيجيات، التي يتبعها الإعلام الإلكتروني من معلومات ذات تأثير على عقول الجماهير وخداعهم.
إن حجم المعلومات المتدوال عبر الإنترنت، له تأثيراته المباشرة أو غير المباشرة لدى الجمهور ومستخدمي التقنية عامة في نقل الحقيقة بالتركيز على جوانب الأخطاء، والتي لها تأثيراً ذات نمط تفاعلي على إستراتيجية الإعلام الجديد.
لذا قد يأخذ الأمر كثيراً من الوقت في فكرة الأيديولوجيا المعلوماتية، الأمر الذي لن يترك أي فرصة من أجل مناقشة الأفكار أو البرامج أو الإنجازات، حيث تمحي هوية الأفكار عبر التشويه والتزييف للحقائق التاريخية.
إذن من التحديات التي يواجهها رواد المعلوماتية بصورة فعالة، هي تحقيق التوازن في معادلة الإعلام الجديد من حيث الحرية والتفاعلية التي يتميز بها من جهة، وتقنين النشر الإلكتروني للمعلومات والأخبار والإلتزام بالمصداقية من جهة أخرى.
لله درك يا وطن ..