الأربعاء، 13 فبراير 2019

واحة الوطن .. صفحة خاصة بمناسبة عيد الحب


اعداد : ندى بدر

اعتبره البعض هزيمة نفسية للشبابغدًا عيد الحب مظهر ترويجي لاستلاب ثقافي


من اراد ان يسلك طريقا للحب فان اقصر طريق قد أسس له الدين الاسلامي قبل اكثر من اربعة عشر قرنا من خلال (افشوا السلام بينكم .. تهادوا تحابوا) وهي القيم الانسانية النبيلة التي قام عليها المجتمع الاسلامي منذ ذلك الوقت ، فالدين الاسلامي منبع لنشر الإلفة والمحبة بين الناس ، اذن هل نحن بحاجة الى تجديد مبدأ الحب وتخصيص يوم للإحتفاء به؟ وماذا عن الحب في مجتمعاتنا العربية والاسلامية ؟ وكيف يمكن التعامل مع الثقافات الوافدة دون ترك أثر سلبي في ابنائنا ؟.

 هذه الأسطر هي بعض آراء نضعها بين ايديكم عن الاحتفاء بعيد الحب..


محاربة الوافد 

هل انت ممن يحرصون على الاحتفاء بعيد الحب او ممن ينتظرون وردة حمراء تعبر عن مشاعر رقيقة يكنها لك شخص تحلم به ؟ ام ان لك وجهة نظر خاصة تعارض الاحتفاء في هذا اليوم ؟ من خلال حديثنا الى البعض وجدنا وجهات نظر مختلفة وممن تحدثنا اليهم أماني ادريس(معلمة) والتي قالت ان الإحتفاء بعيد الحب ثقافة وافدة من الغرب نتيجة للعولمة والغزو الثقافي ولابد ان يتم محاربة الوافد لكن كيف يكون ذلك حتى لا يتم التأثير على اجيالنا القادمة ، فانا مثلا احاول تغيير مفهوم عيد الحب عند ابنائي ولكن ذلك لا يكون بالحرمان لأنه كما يعرف الجميع الممنوع مرغوب ، كما ان الأبناء عند خروجهم للجامعات والمدارس يتم اكتسابهم لثقافات جديدة لذلك عندما يدور حديثهم حول عيد الحب احاول الانفعال معهم  واحدثهم عن حبنا كأفراد أسرة ونتبادل الهدايا مع بعضنا ونحاول عمل مفاجأت لبعضنا في اطار الأسرة واحاول تهيئة جو أسري مليئ بالسعادة والحب حتى لا يراودهم احساس انهم تخلفوا عن المجتمع في شئ مهم بنظر افراد المجتمع المحيط بهم .

 اما نسرين عبدالوهاب (طالبة) فقالت منفعلة وساخطة :( من الذي يستحق ان يهدى له ولو وردة في هذا اليوم؟، وانا شخصيا اصبحت لا أؤمن بالحب وليس هناك مشاعر حقيقية واغلبها مبنية على المصالح حتى الحب بين الرجل والمرأة اصبح عن عبارة خاوية من المشاعر ويمكن اطلاقها بسهولة ولاكثر من شخص وذلك نتيجة للعلاقات المتعددة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي اتاحت للشباب الدخول في اكثر من علاقة زائفة في آن واحد ، ويمكن القول ان الاحتفاء بعيد الحب ثقافة سطحية وافدة من الغرب وليس علينا مجاراة الغرب في كل شئ حتى وان لم يكن ذو فائدة ).

شروط جزائية !!

الإعلامية عفاف حسن امين حدثتنا عن الحب باستفاضة قائلة( الحبيب تصادفه مرة في العمر وتحتفي به طول العمر ، لذلك يكون اجمل هتاف، كل عام وانت الحب، وهو حبيب يسكن ويشكل وجدانياتك طيلة (365) يوما اي العام بحاله وهذا لا يحتاج زمانا محددا للاحتفاء به ، والحب شئ محسوس لذلك لا يحتاج هدية للتعبير عن هذا الشعور الذي يمكن ان تطلق عليه فوضى حواس منظمة ، مثلا الحب عند عاطف خيري لا يحتمل اللون الفاتح ودائما يكون داكن اللون ، والحب له شروط جزائية واي من الطرفين يخل بها فمن حق الطرف الآخر اتخاذ التدابير اللازمة ، والحب جمهورية رئيسها اسحق الحلنقي لأنه يستطيع ان يقابل الريدة متى وكيف شاء وذلك عندما يقول - اقابلك في زمن ماشي وزمن جاي وزمن لسة - وفي عيد الحب أقول لكل - المشوكشين- ليس هناك انسان نهاية العالم ، ومن كل مكان يبدأ الحب وما تزعل قلبك بكرة الريد يلاقيك ... لو الريد حظوظ .. لو الريد عشم محظوظ .. لا ياخي ما تزعل روحك .. خط الريدة بدا - لكن لو حبيب فارق دربك انا اقدم له دعوة صادقة من قلبي انشاء الله ما تتهنى وكل حب والجميع بخير وحبكم معافى ).

اما الشاعر مدني النخلي فيرى ان الاحتفاء بعيد الحب احدى ثقافات الانترنت بدأت تستشري في السنوات الأخيرة والمجتمع السوداني في زمن سابق كان متماسكا وموروث مكتسب فقط من البيئة المحيطة فالإنسان يجد المسجد والاحتفاء بعيد المولد النبوي وهذه تعمل على تقوية صلته بالمجتمع ، وانتشار ثقافة الاحتفاء بعيد الحب ناتج عن ضعف الموروث الثقافي الداخلي ، فالأجيال السابقة كان يتم افهامهم كيف يكون التعامل مع الحب واشيائه ، والاحتفال بعيد الحب من وجهة نظر دينية بدعة وهذا كلام واضح ، أما ان يحاول (فلانتاين) التوفيق بين الشباب وتزويجهم فنحن في مجتمعنا تقام الزيجات الجماعية لذلك نحن لسنا في حاجة للقديس (فلانتاين)) وكون الامبراطور منع الزواج في فترة الحرب فهذا شئ طبيعي وإنما استغل(فلانتاين) هذا الوضع واستفاد منه ، والزواج تحكمه اسس دينية وعلاقات اجتماعية لكن الزواج عنده ما الذي يحكمه؟ ،نحن لدينا موروثنا الغني الذي نفخر به ، واعتقد ان الحب لا يحتاج ليوم للاحتفاء به ، والحب ينمو في ظل العدالة ، وانا ليس من انصار الثقافات الوافدة ، والدين الاسلامي لم يشرع مثل هذا ، وكل ايام الدنيا حب وليس يوما واحدا ، وعند احتفالنا في هذا اليوم فاننا نقدس شخصية (فلانتاين) وليس الحب فلماذا لا نقدس الحب ؟

استلاب ثقافي

د. خالد الكردي (خبير نفسي) تحدث الينا في هذا الموضوع متسائلا :( لماذا خلقت حواء من ضلع آدم ؟) السبب في ذلك التأسيس للمحبة والأسرة السليمة ، والإسلام لم يهمل الشباب واهتم بحقوقهم لكن المجتمع متغير ، وهنالك عوامل كثيرة لذلك ومن اهم عوامل التغيير هو التكنولوجيا التي اسست لاستخدام اشياء كثيرة في حياتنا منها الأطباق الفضائية التي اصبحت بمبالغ زهيدة مما اسهم في انتشار الثقافة الوافدة التي غيرت عادات ابنائنا واصبحت لا تشبه عاداتنا ، وتغيير هذه المفاهيم لدى الاجيال الحالية يحتاج لدور فاعل من المجتمع والدولة حتى يمكن احداث تغيير اجتماعي ، وهناك شئ مهم وهو اننا تحولنا من أسرة ممتدة الى أسرة نووية وهي ذات اثر كبير في اكتساب ثقافات وسيف ذو حدين ، وبالنسبة للاحتفاء بعيد الحب وأعياد الميلاد وغيرها فيمكن ارجاع ذلك الى الهجرة الى الخارج واعتبارها سببا مباشرا في ذلك ، وفي اوقات كثيرة يتم ضغط الأُسر لعمل هذه الاحتفالات في الخارج ، ويمكن القول ان عيد الحب مظهر من مظاهر الاستلاب الثقافي وهناك عدد كبير معجب بهذه الأشياء ، فماذا يعني ذلك ؟، اذا كان يقصد به التعبير عن الحب فهو موجود في نفوسنا وحتى ان لم يكن موجودا فيجب ان نصنعه ويجب ان نعبر عن الحب على طريقتنا وبما يناسب قيمنا .

حب زائف

كذلك تحدث الينا حول مظاهر الاحتفاء بعيد الحب الدكتور اسماعيل حنفي والذي قال ان ذلك ليس من ديننا ولا اعرافنا ولا ثقافتنا وهو وافد غربي وهزيمة نفسية للشباب في محاولة منه لاظهار انه مواكب وغير متخلف ، وذلك بسبب عدم تلقيهم للقيم الدينية والثقافة الاسلامية التي تعطيهم الحصانة، والأُسرة لها دور كبير في غرس القيم داخل ابنائها وأجهزة الإعلام لها دور في نشر التوعية والنقد السليم لهذه الأشياء وكذلك المدارس لها دور في التربية السليمة للأطفال وتبيين الاعياد التي نعتز بها ، كما يجب محاولة توعية الذين يبيعون الأشياء الخاصة بهذا الاحتفال ونحن لا نحتاج لهذا النوع من الحب لأنه حب زائف ينهار  من أول لحظة ونحن نحتاج للحب الحقيقي والدين الاسلامي لم يهمل جانب المودة والرحمة .

من المحرر 

هي تجربة وجودية نقدمها للانسان في حياة مشتركة قوامها الدفء والحب .. ماهو الحب ؟، هناك من يراه سعادة وهناك من يراه سرابا ..  يختلف التعريف ولكن نتفق جميعا انه الحب !! ولكل البشر إن ارادوا الحياة فليفسحوا في قلوبهم مجرى لنهر الحب ، وكما يقول الشيخ ود بدر( الما عنده محبة ما عنده الحبة)، وهذا دليل على اهمية ان تسود المحبة بين الناس ، ويوشوش همس الحب في آذاننا ..كالوهج الخاطف يضئ حياتنا .. كالنسمة الرقيقة ترف حول وجوهنا .. كالطل يرطب ايامنا المقفرة ... كذلك هو الحب .

هدية


>> في عيد الحب اعطاها وردة حمراء تزينها عبارة أنيقة (كل عام وانت الحب) .. هذا العام في عيد الحب اهدته (ياسمين) ... طفلتهما التي ملأت الدنيا بالحب الدافئ وروح الرباط المقدس الذي يجمع بينهما الى الأبد >>

في عيد الحب ... الوردة الحمراء لماذا؟

ما ان تشرق شمس صباح الرابع عشر من فبراير حتى تزدان الطرقات باللون الأحمر ويحرص المحبون على تبادل الهدايا والورود خاصة الحمراء حيث يدل تقديم الورود بمختلف ألوانها على الحب والاحترام والتقدير، وكل لون من الورود يرمز الى عدة معان ، واذا كنت ممن يحرصون على تقديم وردة لمن يسكن سويداء الفواد فلابد ان تتعرف ألوان الورود وما يرمز له كل منها فعلى سبيل المثال الورود الصفراء

تعد رمزا للسعادة ولا تشير الى الحب التقليدي المعروف بين الرجل والمرأة أبدا، وتقدم الورود الصفراء للأصدقاء فقط لأنها تعني السعادة، وإذا أردت ان تدخل السعادة الى شخص ما فان الورود الصفراء هي أفضل خيار. وترمز الورود ذات اللون الزهري الى التقدير والاحترام، واذا اردت تقديم الشكر للأشخاص عليك تقديم الورود الزهرية وهم بالتالي سيقدرونك . بينما تدل الورود البيضاء على النقاء والبراءة، حيث يمكن تقديمها لطلب المسامحة والمصالحة مع الغير، واذا اردت اصلاح اي علاقة ما، ينصح بتقديم الورود البيضاء،  اما الورود البنفسجية فتعد رمزا للجاذبية والاعجاب، حيث يتبادل الأشخاص هذه الورود لاظهار اعجابهم بالطرف الآخر في بداية العلاقة قبل تورط المشاعر ، وبالنسبة  للورود الحمراء والتي يتبادلها العشاق فانها تدل على الحب العميق والجنون في الحب، و تعتبر رمزا عالميا حيث الجميع يعلم انها تدل على الحب العميق في القلب، وإذا اردت اخبار احدهم بالحب العميق قدم له الورود الحمراء ، وهذا يقودنا للاجابة على سؤال (في عيد الحب ... الوردة الحمراء لماذا ؟) ويمكن القول ان الوردة الحمراء ارتبطت في اذهان الكثيرين بالحب والشغف والرغبة وكانت موجودة في الأفلام الاجنبية والعربية وكانت في تركيا لغة التواصل بين العشاق الذين يكتمون حبهم عن المجتمع ،  وفي فيلم »الجميلة والوحش«، الذي أنتجته شركة »ديزني« في العام (1991) تركزت أحداثه حول الوردة الحمراء التي وضعها الأمير تحت جرس زجاجي لحمايتها، بعد أن حوّلته الساحرة إلى وحش، وأخبرته بأنه إذا تساقطت أوراق الوردة قبل أن يعثر على حب حياته فلن يعود مطلقاً إلى طبيعته ، غير أن تاريخ الوردة الحمراء يعود لحوالى (35) مليون سنة، وقد اكتسبت شعبيتها في الأساطير، وفي عهد الرومان ارتبطت بالحب والتضحية خاصة أنها كانت الوردة المفضلة ل(فينوس)، إلهة الحب والجمال، وتناولت الأساطير أيضاً قصة الوردة الحمراء التي نبتت حين بكت (أفروديت) بعد مقتل عشيقها (أدونيس)، فامتزجت دموعها بدمه وانبثقت من التراب وردة حمراء جميلة ، اما عن اللون الأحمر الذي يميّز هذه الوردة بالتحديد فقد ساد اعتقاد لدى الرومان بأن الورود كانت كلها في الأساس بيضاء إلى أن تحوّل لونها إلى الأحمر بسبب دماء (فينوس)، التي جرحت قدماها بأشواك الورد عندما كانت تحمي حبيبها من غضب إله الحرب.

رؤساء ومشاهير في عيد الحب 


ترامب حرص على الظهور الدائم مع ميلانيا ترامب في عيد الحب

يحرص الكثيرون على الاحتفاء بعيد الحب وتجديد المشاعر الحلوة في داخلهم ، الرؤساء والمشاهير مثل غيرهم من الناس يعبرون عن مشاعرهم .. هناك عدد من الشخصيات البارزة والنجوم سيحتفلون هذا العام بعيد الحب بعد ان كللت علاقتهم بمن يحبون بالزواج ومنهم الامير (هاري) وزوجته الدوقة (ميجان ماركل ) والذي اثار زواجه العام الماضي ضجة كبيرة لان (ميجان) ليست من الأسرة المالكة ، وهناك الفنانة المصرية (شيرين عبدالوهاب) والتي تزوجت العام الماضي من الفنان( حسام حبيب) ، وممن سيحتفلون بطريقة مختلفة نجمة بوليوود (بريانكا تشوبرا)  و(نيك جوناس) ، ومدونة الموضة اللبنانية( تمارا فرا) وزوجها (جاد الحكيم )، وكذلك النجمة العالمية (مايلي سايريس) ونجم هوليوود (وليام هيمسورث) ، النجمة (عُلا فرحات) ورجل الأعمال (غيث العزب) واخيرا مدونة الموضة الايطالية (كيارا فيراجني) والنجم (فيدريكو ليوناردو لوسيا) . رؤساء وحكام العالم كذلك رصدت لهم عيون الكاميرا صورا بصحبة أزواجهم ونصفهم الآخر وهم يحتفلون  بعيد الحب، ولعل أبرز من ظهر بصحبة رفيقة عمره، هو الرئيس المثير للجدل (دونالد ترامب)، حيث حرص على الظهور الدائم مع الجميلة (ميلانيا ترامب) زوجته، ولا يقتصر عيد الحب على الأجانب فقط، بل نجد الملك (عبد الله) ملك الأردن وقد يظهر بصورة مستمرة وإلى جواره الجميلة الملكة (رانيا) زوجته، والأمر لا يختلف كثيرا عند الرئيس (بشار الأسد)، الذي أطل مع زوجته (أسماء الأسد)، في مظهر (كاجوال) رائع .

القصة الحقيقية لعيد الحب

ما ان يرد في خاطرك لفظة عيد الحب او (فلانتاين) حتى يطل اسم القديس (فلانتاين) والذي ارتبط بهذا اليوم ، لذا كان من الضروري معرفة من هو وماهي القصة الحقيقية لعيد الحب . ولد القديس (فلانتاين) في مدينة تيرني  بايطاليا  ويعتبر هو شفيع المدينة وشفيع الحب والمحامي عن العشاق في كل العالم .كرس حياته للجماعة المسيحية وتقوية إيمانها آنذاك التي كانت مضطهدة لأنها تتبع يسوع المسيح،
وفي غمرة الإضطهادات التي كانت تواجه الكنيسة الجماعة المسيحية آنذاك أصدر القائد (أكلوديوس) القوطي قرار بمنع الزواج للجنود، بحجة أن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فقام القديس (فلانتاين) بمعارضته على قراره المخالف لإرادة الله، واستمر بمنح سر الزواج للراغبين حيث كان يزوج العشاق في السر وبعدما كشف من قبل السلطات آنذاك غضب القائد القوطي  وقام بتعذيبه وسجنه حتى يمنع من اكمال رسالته الخلاصية ، لكن القديس (فلانتاين) لم ييأس واستمر في منح سر الزواج للمتقدمين للزواج من خلف القضبان وكانوا يرمون له الورود الحمراء من خلف القضبان فرحا لزواجهم ومنحهم السر  . وفي (14) فبراير عام (296)  قام القائد القوطي بإعدامه وقطع رأسه بسبب عصيانه الأوامر ولم يخف القديس أن يستشهد من أجل إيمانه بالله وبيسوع المسيح وقد بنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام (350) تخليدا لذكراه ، واستمرت الجماعات المسيحية آنذاك بالاحتفال بهذا العيد الذي سمي على اسمه (القديس فلانتاين) الذي يرمز إلى الشهادة في سبيل الحب وسمي أيضا بعيد العشاق وفي عالمنا اليوم اطلق عليه اسم عيد الحب .