الأحد، 10 فبراير 2019

أيقونة الوطن:الرئيس عبدا لناصر خصص يوم الجمعة لمشاهدة اسماعيل يس..

أفلامه الستة الشهيرة كانت فكرتها واحدة..


ظل الجميع يشاهدون ياسين دون ان يفكر احد في أهدافها..

ما يضحك الناس اليوم ليس شرطاً ان يضحكهم غداً..
افلام اسماعيل ياسين
كان الرئيس جمال عبد الناصر يخصّصٌ يوم الجمعة لمشاهدة افلام اسماعيل يس وكانت هناك مجموعة من العاملين في التلفزيون اختصّهم الدكتور عبدالقادر حاتم ـ وقتها كان وزير الثقافة والإرشاد لتجهيز فيلم اسماعيل ياسين ـ وكان يتكوّن من اكثر من «51» علبة تحملها مجموعة من التلفزيون الى بيت الزعيم عبد الناصر بمنشية البكري ليلة الخميس او في صباح الجمعة
٭ حدث  مالم يكن في الحُسبان!
كان الرئيس يريد مشاهدة «فيلم اسماعيل يسين في الجيش» ووجد مسؤولي التلفزيون ان هناك علبتين مختفيتين وانقلبت الدنيا راساً على عقب بحثاً عنهما لارسال الفيلم كاملاً الى عبدالناصر واعلنت وقتها الراحلة همّت مصطفى الطواريء في التلفزيون بحثاً عن العلبتين الضائعتين حيث كانت تشغل منصب رئيس القناة الأولى حتى وجدتهما وارسلت العلب كاملة الى بيت الرئيس تلك الواقعة جعلت كل من يعمل في التلفزيون يعرف إعجاب وولع عبدالناصر بأفلام اسماعيل يسين لكن الحقيقة انّها كشفت عن أهمية اسماعيل ياسين في نظام عبدالناصر فقد كان «سُمعة»
 هو كومديان النظام الذي قدم ستة افلام حاولت فيها الدولة إستغلال نجاحه في دفع الشباب الى التطوّع في إستخدام اسلحة الجيش المختلفة بل انها ساهمت في إنتاج هذه الافلام والترويج لها لدرجة ان الرئيس عبدالناصر حضر بنفسه حفل افتتاح فيلم اسماعيل ياسين في الجيش سنة 5591م اي بعد عام واحد فقط من رئاسته
٭ الرئيس حضور برغم الظروف السياسية
كان جمال عبدالناصر يحرص على مشاهدة أفلام «سُمعة» كل يوم جمعة مهما كانت الظروف السياسية لكن الحقيقة الرئيس لم يكن يهتم باسماعيل ياسين لولا انّه وجد فيه ما يحقّق اهدافه وقد كانت تلك الاهداف نبيلة ووطنية وذكية فالأفلام الستة كانت فكرتها واحدة سواء كانت تدور احداثها في الجيش،الطيران، او البوليس الحربي، او السري فقد كان البطل دائماً شاباً بتسم بالسذاجة المفرطة لكن بعد نجاحه في سلاحه ومهمته المكلف بها يصبح ذكياً وفاعلاً في مجتمعه ووطنه
٭ إسماعيل ياسين ونظرية الجمهور المغفّل!
أغلب الظن ان مشكلة اسماعيل ياسين انه لم يطوّر نفسه ولم يحاول اتقان ما يقوم به، ولم يفكّر في ما يعمل فقد ترك نفسه طوال الوقت اسيراً للصدفة وكان يؤمن بنظرية «الجمهور المغفّل» حسب وصف الممثل القدير «السعدني» الذي لخّص حياة اسماعيل ياسين بقوله بدأ اسماعيل ياسين حياته العجيبة لم يحلم بأن يكون منلوجستياً يضحك المعازيم في الأفراح والليالي الملاح لكنه بالصدفة صار اشهر منلوجست في مصر والدول المجاورة وصارت له مدرسة واصبح له اتباع، ثم بالصدفة ايضاً دخل السينما وصار بين الممثلين!
ثم بالصدفة ايضاً صار بطلاً ثم اصبح البطل الوحيد للسينما المصرية على مدى خمسة عشر عاماً، واستطاع أن يفرض اسمه على شباك التذاكر، وعلى الموزعين ثم صار بعد ذلك هو اسم الفيلم ثم فجأة تدحرج اسماعيل ياسين من القمة الى النسيان
٭ مذكرة الرئيس عبدالناصر
ما حدث لاسماعيل ياسين في سنواته الاخيرة يوحي كأنه هوى مع النظام فقد تدهورت حالته المادية وانحصرت في شهرته ولم يجد امامه سوى ان يذهب لمقابلة عبدالناصر ليبحث له عن عمل وبالفعل قابلته وقال له عبدالناصر: اذهب الى الدكتور حاتم وقل له: الريس بيقولك شغلني في التلفزيون واصدر الدكتور حاتم تعليماته لتأليف وانتاج حلقات تلفزيونية بطولة اسماعيل ياسين وأيّ عمل يناسب عمره وقد اعطى التلفزيون اجراً خاصاً لاسماعيل ياسين يعينه على مواجهة الحياة التي ضاقت عليه
*اسماعيل ياسين يدفع ثمن الإستسهال!
الكوميديان عموماً يختلف عن اي فنان آخر فهو يمكن ان يصعد الى سماء النجومية كالبرق لكنه قد يسقط في لمح البصر، حين تشيخ مهاراته وينصرف الناس عنه إلى كوميديان آخر
 لذلك نجد الكوميديان المضحك يعيش طوال حياته في صراع مع الزمن حتى لا يتجاوزه، فما يضحك الناس اليوم ليس شرطاً ان يضحكهم غداً وهذه آفة الكوميديا!