الاثنين، 25 فبراير 2019

منوعات:المعضمية .. "حلة الملاح" تتقشف..


الوطن / علي أبو الكنزة
لم تنجو "حلة الملاح" من موجة الإنهيار التي ضربت مناحي الحياة بعنف وخلفت خسائراً فادحة داخل وخارج  "زنك الخضار" وامتد تأثيرها حتى المطبخ مركز إنتاج الوجبات بأنواعها المختلفة التقليدية "الشعبية" والأفرنجية عند الأسر السودانية.. 
الوضع الاقتصادي السيئ فرض على   "حلة الملاح"   التقشف والتخلي عن بعض المكونات الدسمة لدرجة أنها حالياً اعتمدت على مجموعة عظام تعرف بـ"المعضمية" لتحل مكان "اللحمة" العنصر الأساسي إلى جانب البصل.. الخضار، البهارات، الشطة والملح..
"المعضمية" التي أصبحت معشوقة الأسرة والعائلات و"نجم الشباك« في الجزارات ومنافذ بيع اللحوم في العاصمة ومدن الولايات، هي التي كشفت الوضع الذي تعيشه »حلة الملاح« وحالة التقشف التي وصلت إليها،  وتباع المعضمية البديل الحالي للحوم في الجزارات داخل الأسواق والأحياء السكنية بالكوم والكيلو معاً حيث بلغ الكوم 20 جنيهاً والكيلو 40. جنيهاً..
ويعد ذلك أسوأ وضع تواجه حلة الملاح خلال تاريخها الطويلة التي أفنته في خدمة المواطن السوداني » محمد أحمد » قبل أن تتأثر بالوضع الاقتصادي المتدهور الذي بدأ قبل سنوات بالاعتماد على نص وربع الكيلو والذي يعرف بـ« مس كول » ودعمه بالمرقة »ماجي« الرزية وغيرها.. 
ويقول صاغة جزار ببحري: »الطلب على المعضمية ارتفع فجأة بصورة جنونية لدرجة أنه أثر نسبياً على شراء اللحوم ومشتقاتها، كان في السابق هناك طلب ولكن دائماً ما يكون بعد شراء الزبون لكميات كبيرة من اللحمة،  يعني ما في زول يقول ليك داير لي عضام مثلما يحدث اليوم«.. 
وعن أسعار المعضمية يقول تباع في الغالب بالكوم قيمته مابين 20 إلى 30 جنيهاً، اما الكيلو منها يباع بـ 40 جنيهاً، وأتوقع ارتفاع سعرها نسبة للإقبال الكبير.. 
»حلة الملاح كان ما بنعملا إلا بي كيلو لحمة.. ياحليل أيام زمان« هكذا تحسرت »حاجه فاطمة« على  ضياع هيبة حلة الملاح وإختفاء المكون الأساسي والهام، وتضيف: واللـه تحسرنا على الوضع الحالي لأننا أصبحنا نعتمد على العضام والماجي لإنتاج الوجبات اليومية وهي محدودة الغذاء وغير مفيدة، يا ولدي كل شيء أتغير وبقى كعب ».