السبت، 9 فبراير 2019

منوعات:جراه:"دوامة المجهول"

من جديد، ارتفعت "حمى الاحتجاجات" المناهضة للحكومة، بعدما اعتقد النظام الحاكم أنها إلى "غير رجعة"، أو في طريقها إلى الوأد من جذورها.
وبحسب تقديري، فإن "موجة الاحتجاجات" لن تتوقف، وربما تمتد لأشهر، في مسعى لاسقاط الحكومة؛ التي قللت من شأنها في بداياتها، لكنها تخوفت منها بعد أن اتسعت رقعتها لتشمل مدن وقرى لم يخرج سكانها متظاهرين في سنوات سابقة.
ومنذ انطلاقة "شرارة الاحتجاجات" لم تتوقف التصريحات "هنا وهنالك".. أحياناً تأخذ جانب "العنف اللفظي"، وأخرى "المُهادنة"، ومحاولة تلطيف الأجواء، وثالثة قادها وزراء سابقون نصبوا أنفسهم "حكماء"، منهم وزير جاء حديثه لوسيلة إعلامية، "كما يعتقد ناصحاً"، حينما رأى أن الأجدى هو تشكيل حكومة انتقالية عسكرية.
وما تفوه به الوزير السابق، واعتبره "نصح"، هو الأمر الذي سيجري عند تعقد الأمور بما يدخل البلاد في "دوامة المجهول"
وأبديت استغرابي من أحاديث منسوبة لمسؤولين بالحكومة لم تجانب الحقيقة والواقع، إذ أنهم يعتقدون أن مشاكل الشباب الأساسية تتمثل في إرجاع الشيشة وستات الشاي لشارع النيل، أو إلغاء قانون النظام العام، لكن الأمر أكبر مما يتصورون.
والحكومة في الوقت الراهن يمكن أن تراجع كل القوانين والتشريعات من أجل إرضاء الشباب، وايقاف زحفهم نحو مطالبهم التي تنادي بالحرية والسلام والعدالة.
ووفقاً لمجريات الأحداث فإن الأوضاع الاقتصادية في السودان لن تتحسن عما قريب، وربما تزداد سوءاً، مع العلم أن الحكومة لا تملك الحلول العاجلة، ويضيق عليها الخناق يوماً تلو الآخر، ولن يشفع لها اطلاق تصريحات عن عزمها عقد مؤتمر قومي للشباب أو طباعة النقود، فالوضع الحالي،لم يعد يحتمل أكثر من ذلك.
أخيراً :"السودان وطن يأبى أن يستقر وينعم أهله".