مقالات:دموع بري .. والنائب العام
العزاء واجب..
ابتل ثري (بري) بالدموع المالحة وتلفحت بسواد قاتم رغم بزوغ الشمس في صباح أشبه (بليل الغربة)..الضني سبق الخطى ،والأسى طغى على أصوات الباعة وحركة الكون ..سكون هياب اعترى المسيرة القاصدة نحو (المرقد الأخير)...ضجيج (الوجع) أعتى من هدير الأقدام ورزم السيارات...التي تحمل على متنها وأعناقها حب هائل لذاك (الجسد المسجى)الذي ارتاح من عنت الحياة بعد أن دفع ضرائب الحب ودمغات الأمل ...
توارى( ابراهيم اللحو)... بجسده وبقيت تلك المعاني الشفيفة التي صدح بها وأدخلت البهجة والشجن كطوفان يجتاح لا كابح لتمرده حين يشذ عن الطبيعة..
كان (اللحو) حالة من المواجد.. والأماني.. كتاجر ورد وحامل مسك ...لا تجد منه إلا ريحاً طيبة...
أيها التائه ها قد رجعت إلى مثواك الأخير.. فبحق (الطير الخداري )الذي يسبح بعظمة الله أن يرحمك ويغفر لك .. مادامت السموات والارض...
معالي السيد النائب العام..
ولأني أعرفك زميل دراسة بجامعة الخرطوم كلية الدراسات العليا ..(.وطالب) يدرِّس( الطلبة )القانون الجنائي بأمر (البروف الاستاذ)أنذاك أستاذنا المغفور له بإذن الله (حافظ الشيخ الزاكي)..بأعتبارك أفضل من يشرح ويحلل مواد القانون الجنائي برؤية قانونية لا تنفصل عنها تلك الروح الانسانية التي تميزك...ولأنني أعرفك فأنا أثق بك...وبعدالتك وحيادك ...العدل الذي يزيل (الاحتقان والغبائن)وقد أنصفت الأستاذ الشهيد (احمد خير ) حين تعاملت بشفافية وصدق في مؤتمركم الصحفي الموسوم... والذي نرجو ونأمل ألا ينقطع ما بدأتموه حتى منتهاه...والتوصل للجناة ومعاقبتهم مهما كانت مسمياتهم أو مواقعهم ( فلا كبير فوق القانون)حتى تعود للناس الثقة في العدالة ...وفي دولة القانون..وليرعوي أولئك الذين يظنون إن أرواح الناس رخيصة لا تساوي ( أكثر من أن تطأها الأقدام)..
زاوية أخيرة...
على رصيف روحي أحلاماً مختلفة..
أفرش (بسطتي)وانتظر الأيام لتمد يدها وتشتريها..