السبت، 9 فبراير 2019

تقرير:مصر تقترب من رئاسة الاتحاد الأفريقي.. هل تعود القاهرة للواجهة فى قمة اديس

اسكات البندقية واللجوء والاتجار بالبشر ضمن أجندة لقاء الزعماء

تبدو القمة الأفريقية التي ستنعقد غدًا بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا ذات أهمية كبيرة ، بالنظر لواقع القارة السمراء . فالقمة رغم أنها عادية ولكنها تنعقد في ظروف غير عادية؛ تشهدها بلدان القارة . وبالطبع السودان ليس بمعزل عن مشاكل القارة،  فالقمة التي ستبحث موضوعات اللجوء والنزوح، ستضع ضمن خياراتها التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات في أفريقيا، فضلاً عن المساعي القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة ، من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، وجهود إعادة إحياء السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الأفريقية، لكن ما يلفت نظر المراقب أن مصر التي تترشح لرئاسة الاتحاد الافريقى تسعى لاستعادة دورها في القارة.  
أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عمر البشير يتوجه السبت إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة في القمة الإفريقية، وتستضيف أديس أبابا القمة الإفريقية في دورتها الاعتيادية الـ32، وتنطلق أعمالها على مستوى القادة الأحد، وتستمر يومين، وأشار بيان صادر عن الرئاسة أمس الجمعة أن البشير يعتزم إجراء لقاءات مع عدد من الزعماء الأفارقة المشاركين في القمة، لمناقشة العلاقات الثنائية, ويرافق الرئيس كل من وزير شؤون الرئاسة فضل عبد الله فضل، ووزير الداخلية أحمد بلال، ومدير المخابرات صلاح عبد الله قوش، وفق البيان.
قمة اللاجئين
ورغم إن القمة رقم (32) لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، والتي تنعقد يومي (غدٍ  وبعد غدٍ ) ، تحت شعار (عام اللاجئين والنازحين داخلياً .. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا) هي قمة عادية وفق ماهو مخطط غير أنها تجيء في ظروف مختلفة بالنظر واقع الحال في البلاد الافربقية .
 وقال د. الدرديري محمد أحمد وزير الخارجية في تصريح نقله المركز السوداني للخدمات الصحفية أن الرئيس البشير سيقود وفد السودان للمشاركة في قمة القادة الأفارقة والتي تسبقها إجتماعات المجلس الوزاري لوزراء الخارجية الإفارقة، وتوقع وزير الخارجية أن يلتقي رئيس الجمهورية بعدد من القادة الأفارقة على هامش إنعقاد القمة لمناقشة القضايا التي تهم القارة والأوضاع السياسية والأمنية.
استعادة الدور المصري
 ومن المقرر أن يتسلم الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال أعمال القمة رئاسة الإتحاد الإفريقي من الرئيس الرواندي الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي.
وبدوره أكد وزير الخارجية الأوغندي سام كوتيسا، دعم بلاده لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتي يتسلمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الثانية والثلاثين للقمة الأفريقية وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، للمرة الأولى منذ نشأته عام 2002 خلفاً لمنظمة الوحدة الأفريقية ، تعد تتويجاً لجهود مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الأخيرة لتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، وتجسيداً لاستعادة الدور المحوري المصري كإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية الأم في ستينات القرن الماضي، وهي الجهود التي قوبلت من الأشقاء الأفارقة بالتقدير مما انعكس بالمقابل في منح مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي الثقة في إدارة والإشراف على الجهود القارية الدؤوبة لتلبية أحلام وطموحات الشعوب الأفريقية في غدٍ أفضل وقيادة دفة العمل الأفريقي المشترك في ظل ظروف دولية وإقليمية دقيقة تزيد من حدتها تنوع التحديات التي تواجه القارة، مما يحتم ضرورة تنسيق المواقف الأفريقية المشتركة للتعامل مع تلك التحديات ولتضطلع أفريقيا بدورها كقوة مؤثرة على الساحة الدولية، وذلك بالتعاون والتنسيق الحثيث ما بين مصر وأشقائها من الدول الأفريقية،وأضاف "راضي" أن القمة الافريقية ستعقد تحت شعار"اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، والذي يأتي اختياره مواكباً لما تشهده أفريقيا من تزايد في أعداد النازحين واللاجئين وتضخم ظاهرة الاتجار بالبشر، مما يستلزم العمل على معالجة تلك التحديات وفقاً لمُقاربة شاملة في إطار من المسئولية الجماعية، حيث من المنتظر أن يشهد جدول أعمال القمة تناولاً مكثفاً لعدد من أهم الموضوعات التي تشغل الشعوب الأفريقية، والتي تندرج بالأساس تحت محوري التنمية والسلم والأمن، بالإضافة إلى الارتقاء بآليات تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي والهيكلي للاتحاد الأفريقي.
بالنسبة للمحور التنموي؛ فستناقش القمة عدداً من موضوعات التنمية المستدامة في إطار أجندة التنمية الأفريقية 2063، أبرزها مسألة التكامل والاندماج الإقليمي من خلال تطوير البنية التحتية القارية ومشروعات الربط القاري، ومتابعة جهود تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، وتعظيم التنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الاستراتيجيين للقارة من الدول والمنظمات لحشد التمويل والدعم اللازمين للجهود التنموية في أفريقيا، ودفع المساعي القائمة لطرح حلول مبتكرة للتغلب على التأثير السلبي لظاهرة تغير المناخ، بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالصحة والتعليم والابتكار وتوطين التكنولوجيا ،وفيما يتعلق بمحور السلم والأمن؛ فسيتم التباحث بشأن آخر التطورات على صعيد أبرز بؤر النزاعات في أفريقيا، فضلاً عن المساعي القارية الحثيثة لتسويتها وتعزيز أطر الدبلوماسية الوقائية بالقارة من خلال اتخاذ تدابير عملية لتطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، وكذلك جهود إعادة إحياء السياسة الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بالإضافة إلى أنشطة مكافحة آفة الإرهاب والتطرف بالدول الأفريقية.