الاثنين، 11 فبراير 2019

أوراق من ذاكرة أمدرمان:فقاقيع ملونة


اتكاءة على قافية الحروف
حميدة عبد الرحمن
ماذا أريد؟
أبو آمنة حامد
في مقدمته لديوانه الأول  (سأل من شعرها الذهب )
هذا ما أردت أن أقوله للعينين الرائعتين تخفقان. .. في صبا العمر نبضا. . هوإلى اللـه أقرب! .. فإن إرتعش القلم.. وألجمت مشاعر التعبير. . . فيه جلال اللحظة التي يلتقي فيها بالجمال. . . فصلوا من أجله!
وإن حمل الكأس بيد. . ورنق صفاء الحس على حباب الشوق. . . على ضفافه. . . فصلوا معه..!
تأله الجمال عليه. . وهو غرغرير ..،،
فحمل لوحاته ..... ومشى ... ولا زال ...
كانت الصفحات. . . . مدار الفرشاة عنده.... أحب الرونق الروى. . . واكتست أبعاد الحياة عنده بلوعة تشتعل بالإخضرار. . . . . والنضرة. . . . فأحترق في حقول الحس. . . وارتمى على  الجداول الرقراق تسيل دفقات المشاعر عنده. . . هذه القطرات المسافرة. ... إلى أعناق الورد... منكم هذا الجائش بالحس. .. الفائض به... وكل ما ما. .. ما غنت ريشة بالنور إلا وأعتنق بها وأرتحل كانت الحياة عنده حقاً... وخيراً وجمالا ومن العفوية المطلقة التي غسلت حياته بالنقاء البدوي في مضارب الهدندوة في الشرق. ... ومن اضطراب الحس العاصمي... وتألق النور على ضفاف المقرن الضاحي. ..
يتسلل هذا الصوت. ... إلى الأسماع مزيجاً قلقاً نابضاً بالحياة لا حد له..
وفي حسه ضراعة. .. ملتاعة لا تنتهي  ( يريد أن يغرقها في الإرتواء. .. السلام الروحي الأخضر. ..
.... ومشاتل الضياع الأحمر.. تهدر عواصفها...  وتقلع به إلى مشارف العدم ... فيستجير بالوجه القديم فيبقى. ..!
هذا شعر من الصبا الباكر حملته لكم عصافير الأمس الندي. على صحائف فجر.
.... وها هو. ... يحمل صحائفه إليكم ويداه على قلبه. .. فإن الشاعر ضائع. .. في هذا الوطن. .. كرامته. .. مهدورة. .. ومكانته مغدورة... وحسب الناس أن يأخذو أروع ما عنده. . حتى إذا امتصوا النور من أوردته الخمرية..
المعطاة. .. داسو بأقدامهم بلا رحمة. .. ( فالناس يقرأون في بلادنا القصيدة ويذبحون صاحب القصيدة ) قتلتم التجاني وأضعتم توفيقا وأسكتم جماع .. وألبستموه ثياب القتلة في  المصحات  الرمداء. .. لا زالت فوهات النار عندكم تتربص بالصدور المبدعة الخلاقة. ... ولكنهم  سيفتحون صدورهم  ويمضون  ... فلقد احترقوا قبل أن تنتبهوا لهم، ولا يموت الإنسان مرتين. .. إن قضية الفن والفكر في بلادنا. .. يجب أن تبقى مرفوعة الرآية إلى آفاق النصر.... قد يكون المبدع  (ذاتياً ) ... وقد يكون ملتزماً. .. هذه ليست قضية إنما القضية أن يكون موهوباً صادقاً وفناناً حقيقياً .. ولكنني أرفض وبكل أنواع الرفض المتاحة. .. وصاية البعض باسم الإلزام. .. إنما أدعو المفكرين. .. أن يكونوا صادقين. .. ينبع الأدب من ضمائرهم.  لأنهم يريدون أن يغمسوا ريشاتهم من خلال الإلتصاق بالناس. ..بمشاكلهم.. في أهداب الفجر الآتي بإراداتهم وأن يحبوا الحب فالحب. .. هو الهدف النهائي لكل الشرائع والمعتقدات، ذلك أن الفنان الحقيقي هو الذي ينبع في قلب الجماهير. . ويحتضن أملها الحقيقي ويسعى به...
ولكن... الفن الخالد .. هو الفن الصادق الذي يستلف ضمير الفنان. .. ويتفق من الذري الشامخة في أعماقه بالعفوية التي تكفل له الخلود.
وعلى المجتمع وعلى الدولة. . وعلى الجماهير أن يكفلوا لهذا الفنان جواً نقياً .. صحياً يستطيع أن يتنفس فيه بحرية ... ويستطيع أن يبدع فيه... على المستوى العريض. .. بحيث يشتعل الأدب الجماهيري عندنا بالصدق. . ويتطرز برضى الشعب عنه. . حين يكون له لسان ومعنى.
أقول هذا ... لأن إرهاب المفكر ... وحمله على السير في أي مبدأ  .. عن  طريق الإيحاء فأنه سيكون مرفوضاً إذا لم يقل كذا.. يقتل الأدب ويجعل من الأديب قلماً ينقل الشعارات الميتة... على  الصحائف أدباً ميتاً .. لا يستطيع أن يؤدي دوره  .. ولا يستطيع أن يسكت.
** الشوق ضوء
الشوق ضاء فجئت انت 
بحيرة سكري الضفاف
يا مهرجان العطر رف
على مشاعرنا وطاف