مقالات:مذكرات في السياسة والإستراتيجية(19)

والنواب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين اليوم يطالبون بإستقالة وزيرالدفاع الامريكي رامسفيلد لتقصيره حيث انه لم يفيد الرئيس او الكونغرس على تلك الممارسات الا اخلاقية او انسانية التي حدثت بسجن ابو غريب قبل خمسة شهور مما جعل الرئيس بوش وامام العاهل الاردني الملك عبدالله يقدم اعتذاراً للعرب امام كل العالم حيث انها فضائح وتجاوزات مشينة وانتهاكات لحقوق الانسان فرامسفيلد كان عليه ان يقدم استقالته اذا كان فعلاً يتحمل المسؤولية وحده .
 اما بالنسبة للمدائن   متطرفة نشأت من تكوين عسكري «بحت» وهي تسمى «انقلابا عسكرياً» ولس مقاومة اوحرب عصابات.. فهي ثورة ولكنها ثورة منعزلة متطرفة مكشوفة ولس حرب انصار مقاتلين عقائديين ملتزمين بقضية ايا كان نوعها لان القاعدة الاساسية مفقودة حيث فقدان القوة الشعبية والعسكرية المتحدة لطرد العدو المحتل لانصفها بالفشل كما حدث لها ولكن نقول ان  التعامل مع مثل تلك الحركات المسالمة يسهل القضاء عليها بسهولة لانها لاتعتمد على مبادىء حرب العصابات.. والتي تعتمد في تكتيكاتها على اضرب ـ اهرب ـ والسرية التامة وهي حرب طويلة الأمد وما حدث بالعراق بواسطة جيش المهدي احسبه قوة عسكرية متطرفة منعزلة تقاوم العدو المحتل بصورة شبيهه بالحرب التقليدية وما يحدث اليوم بكربلاء والنجف والكوفة والبصرة لان السرية مفقودة فالثورة هي ذلك الانفعال الجماهيري المكثف والمثير خاصة مثل تلك الاثارة الحالية اليوم حيث الفضائح المشينة القذرة لصورة الممارسات الجسدية للاسرى العراقيين من قبل المخابرات العسكرية الامريكية حيث الاعتداء المشين للفتيات العربيات المسلمات وكذلك على الشبان الصغار والكبار والضرب المبرح حتى الموت لاعداد كثيرة لا يعلم عددا احد تلك الفضائح التي اخذت تضيق الخناق على مقعد بوش في الحكم وكذلك وزير دفاعه رامسفيلد الذي اصبح بقاءه مشكلة واقالته مشكلة خاصة وانه من الاشخاص المخططين والمنفذين لعملية ضرب بغداد فهذا بوش يتمسك برامسفيلد رغم كل شىء لان  رامسفيلد شخصية ليست سهلة بالنسبة لعملية الحرب على العراق حيث الاسرار فالعملية ليست مشكلة الفضائح المشينة التي حدثت ضد حقوق الإنسان في العراق بل مشكلة حرب العراق ورامسفيلد الرجل الاول الذي يعتمد عليه بوش في كل ماحدث ويحدث اليوم بالعراق خاصة وان الانتخابات الامريكية على الابواب بعد خمسة شهور ان قضية الاسرى والسجناء العراقيين اشتعلت نار والهبت ثورة عراقيةجديدة ضدالحلفاء المعتدين حيث الصدر الذي يناضل اليوم ايضاً من اجل الشرف والكرامة ومعه حق في نظر كل العالم الحر الذي له ضمير واخلاق وعقيدة ولهذا نجد السماح والعذر له في عدم الالتزام بتلك القواعد والمباديء حيث خرج من طوره وظهر اليوم يحمل السلاح علانية ضد المعتدين في هجومات مضادة انتحارية فدائية قوية.
ان المقاومة العراقية ظهر انها مقاومة عصرية لها لون خاص وطابع خاص واسلوب خاص فهي من المقاومات الحضارية المتقدمة فهي حقيقة حربا شعواء ضد عدو شرس لا يرحم عدو يخطط لاهداف بعيدة المدى كما ذكرنا عدو لا يريد اموال وذهب العراق وحده بل عدو يريد دمار وحصار وعقيدة كاملة عدو يتطلع الى تدمير كل ماهو عربي واسلامي في كل العالم لانه يدرك تلك العقيدة المثيرة للاعجاب حيث المفاهيم والقيم والمباديء التي تؤمن بالغيب والحياة الخالدة بعد الموت العقيدة التي تجعل هذا الانسان ينظر لعدوه وكانه حشرة صغيرة مهما كان عنده من درع وصواريخ وطائرات وقنابل ذرية انها فعلاً عقيدة لابد ان يهابها المعتدون ولابد ان يفهم ذلك السر كل انسان ولهذا كانت الحرب ضدها وما ضرب العراق إلا من هذا المفهوم الذي يثير قلق الصهاينة والصليبين على حد السواء حرب شبكة الإنترنت والتقنيات الحديثة.
يلاحظ ان شبكة الإنترنت والتقنيات الحديثة من وسائل الاتصال وخلافه تقدم مساعدات عديدة وعظيمة لقوات الاحتلال المختلفة وهي نفسها تقدم خدمات ومساعدات عظيمة لقوات المقاومة حيث ان تلك القوات انسحبت من الحرب التقليدية النظامية ومعها كل اسلحتها وتقنياتها المتقدمة من آليات ووسائل اتصال وخلافه وهذا إشكال كبير بالنسبة للقوات المعتدية المهاجمة والقول بأن العراق مازال دولة ذات سيادة لان القوات الغازية لم تتمكن من السيطرة على الارض حيث المقاومة السرية الشعبية الصارمة في كل مواقع العراق لم تستطيع فرض سيطرة القانون والنظام وكذلك نجد ان حضور علم العراق في اية اجتماع عالمي إشكال اخر لان القيادة العراقية مفقودة وان صدام مصر على انه رئيس دولة العراق ولم يستسلم جيشه وشعبه بعد كما ان قوات الاحتلال بعد نشر صور العار والفضيحة للجنود .
نواصل ...