الاثنين، 11 فبراير 2019

مقالات: الزعيم الوطني عبدالله ود جاد الله كسار قلم ما كمايكل الذكرى الـ (109) من محاكمته

 
هنالك قصور كبير في تدوين تاريخ السودان بصورة منهجية وعلمية أدت الى  غياب المعلومات التاريخية عن الجيل الحالي الذي اكتفى بما سطره نعوم شقير وما جاء في الكتب المدرسية  بالمراحل الأولية والثانوية وهو مختصر جداً كماهو في حالة عبداللـه ودجاد اللـه كزعيم وطني قبل أن يكون قبلياً طالما أن اسمه ارتبط بكسر قلم المفتش الإنجليزي ماكمايكل فليس الموضوع مجرد كسر قلم  إنما بكسر غرور وصلف الخواجة الذي يمثل  الإمبراطورية البريطانية – هذا الرد الموجز ما كان له أن يكون لولا أن من كتب عن ودجاد اللـه محسوب على قبيلة المؤرخين فلو كان قلما عادياً لما ذهبنا نتحرى وننبش في التاريخ الشفاهي والمكتوب من المصادر والردود التي أتت من كتاب مشهود لهم بأنهم أصحاب أقلام ومؤرخين بل والغريب أنهم أبعد من فكرة  ود جاد اللـه كزعيم ينتمي لكيان الأنصار أولاً ومن  خارج أهل هؤلاء الذين كتبوا عنه رداً للدكتور حسن عابدين. . ثانياً بل أن د. عبد اللـه علي إبراهيم له جذور من الكبابيش والحادثة من أسبابها نزاع قبلي ما بين الكواهلة والكبابيش ومع ذلك سرد المؤرخ د.عبد اللـه الحقيقة مجردة كموقف في شأن رجل وزعيم وطني ضد المستعمر. وارضاءً لضميره ومهنته
وعليه طالما كانت حقائق  التاريخ ممكن أن تحور وفقاً لامزجة بعض الكتاب  بعد هذا الرد سوف يشرع أحد المهتمين بالتاريخ بكتابة بحث خاص عن من هو ود جاد اللـه وأسرته وقصة كسر القلم وما مدى تاثيرهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي على السودان مقام  حقاً لا يعرف مقداره إلا الرجال.
الدكتور حسن عابدين السفير المتعاقد قال إنه باحث في التاريخ الشفاهي وساق أمثلة في مقاله الذي أودعه صحيفة الراكوبة الإلكترونية ثم بإصرار صحيفة السوداني السيارة قائلاً: لتعزيز زعمه أن تلك الروايات الشفهية مثل ما جاء في طبقات ود  ضيف اللـه فأسقط بجرة  قلم ذلكم الكم الهائل من الارث الصوفي الذي هو عالم ضخم بأقواسه وأبداله ونقبائه وحقيقة ، ذلك شأن يرد فيه السادة الصوفية على افتراءات دكتور حسن عابدين عليهم وعلى ماقد خلد في وجدان الشعب السوداني الذي تسكنه الصوفية في حركته وسكونه وغناءه وشعره وثقافته ، أما قصة العمدة محمد خير سابل هي واحدة من قصص كثيرة أخرى تؤكد رفض الشعب السوداني ممثلاً في هذه القيادات لرفض الاستعمار والعمل على مناهضته وهذه الأمة تفيض وتزدحم بمثل هؤلاء الأبطال ، كل على طريقته في رفض الاستعمار ولا أجد غرابة في حوادث صفع الخواجة أو تحطيم قلمه أو حتى قطع رأسه كما فعل الثائر عبد  القادر إمام ود حبوبه.
 أما حادثة القلم الذي حطم فيه كبرياء الخواجة جمع لها دكتور حسن مايليه من عدة وعتاد وما رواه ليهز حقيقتها في وجدانيات أمة تعرف قدر هذا الرجل وغاب عن السفير الكثير المثير الخطير فذالك لعمري بطل تدمغه الفراسة من أخمص قدميه لأعلى قمة رأسه ذو خلق ودين يسمي الأشياء بمسمياتها ، مقدام جواد ، ذو مروءة عالية ، كريم الخصال سمح السجايا.
دكتور حسن عابدين يريد أن يوثق لهذه الحادثة فوقع في خطأ مريع جعل كل ما كتبه يستوجب المراجعة لأن الباحث عليه التدقيق خاصة في التواريخ التي حدثت فيها مثل هذه الوقائع.
تاريخ ميلاد ووفاة الناظر ود جاد اللـه زوجه الإمام المهدي من ابنته ، أدار ظهره لكل ما كتبه البريطانيون غير هارلود ماكمايل ليستشهد بها – نقول أن من صميم عمل المخابرات الانجليزية محاولتها  نفي كل ما لا يرضى طموحهم في قهرهم للشعوب وإذلالهم ولا يمكن أن يوثقوا مثل هذه الحادثة حتى تكون حرضاً وتثور ثائرة الشعب السوداني للقضاء على حكمهم إذن ما بني على باطل فهو باطل.
ذكر السفير دكتور حسن عابدين بعض الأبيات من قصيدة كانت تجسد مآثر عده للناظر ود جاد اللـه *** ود عز البيوت ناظر عموم كاهل.
 وهذا ما جاء ذكره في سفر هارلود ماكمايل قبائل وسط وشمال كردفان وماخطه الخواجة بيده بالقلم الباركر في دار الوثائق القومية.
(Notes on the Kawahla tribe)
إنه لم يتسنى لأحد أن يحكم عموم قبيلة أولاد كاهل إلا جاد اللـه بليلو في عصر المهدية وابنه عبد اللـه بعد الفتح.
It is noteworthy that they held the sheikh ship of whole tribe for two generation
دخل الدكتور حسن عابدين مكتبة جامعة درم يبحث عن تأييد لفكرته تنفي كسر قلم ماكمايكل وقال لو كان ذلك صحيحاً لأوقع الخواجه عقوبة صارمة على الناظر ود جاد اللـه وكفاه  مشكوراً الدكتور عبد اللـه على إبراهيم برده الشامل مصطحباً معه ما وثقه الخواجة الألماني كورت. وجسارة ودجاد اللـه ونزيد بالقول إذا لم يحالف الدكتور حسن عابدين العثور على الدليل الذي يريده لإثبات الحادثة فهذا لا ينفي وجودها بدليل أن هنالك أمثال الألماني كورت وثق لها، فالقصة معروفة ومحفوظة في صدور الرجال والنساء والناظر يشهد له الجميع بالشجاعة والجسارة ومعاداة الإنجليز ومناهضتهم يقول الدكتور التجاني عامر:
 الكواهلة من القبائل الغنية بالثروة الحيوانية وقد تحولت نظارتها إبان الحكم الثنائي من بيت جاد اللـه ودبليلو إلى بيت أحمد عبد القادر الإعيسر عندما رفت الناظر عبد اللـه في حادثة قلم ماكمايكل المشهورة في قضية الكبابيش والكواهلة في العام 1910م  يعني خرجت النظارة إلى بيت آخر عكسما ذكر دكتور حسن عابدين تحولت إلى أبناء عمومته ، رجل كهذا فضلاً عن شجاعته وجسارته ومن وراء قبيلة هي الأوفر عدداً وحظاً في الثروة يرجى من قيادتها الكثير والتراث مليء بقصص الفراسة والكرم ولا نزدري ما يرويه الشهود في أدبهم وغنائهم ومقاطع الدوباي والترنيمات ولسنا بحاجة لمتخصصين يرمون الأمة في وجدانها ظناً منهم بذلك سيهزون شعرة من أمجاد وبطولات ورمزيات مثل كسر قلم الخواجة وتحطيم كبريائه وغروره.
 في كتابه تاريخ السودان بين الواقعية والرومانسية:
 يقول الدكتور موسى عبد اللـه حامد ( الشيخ الناظر عبد اللـه ود جاد اللـه زعيم قبيلة الكواهلة وابن أحد أمراء المهدية البارزين الأمير جاد اللـه بليلو الذين استشهدوا في حومة الوغي دفاعاً عن أرض الوطن وكرامته) – ولقد عرف الشيخ عبد اللـه جاد اللـه بشدة ولائه الأنصاري وبالشجاعة وقوة المراس، فهو الذي كسر قلم المفتش البريطاني المتعجرف ماكمايكل في صورة احتجاج وفي آباء للقيم مشهود، وكذلك اشتهر بجسارته بين الأهالي (حتى أطلقوا عليه كسار قلم ماكمايكل) في معرض إشادتهم بشجاعة وتحديه لأحد أركان السلطة البريطانية في البلاد ،كان ذلك في وقت تجبر فيه الإداريون البريطانيون وبلغ من غطرسة بعضهم أن لا يدخل عليهم سوداني في مكاتبهم إلا إذا خلع نعليه في الخارج وإن كان من زعماء القبائل المميزين.
كتب الدكتور عبد الهادي العطا في رسالة الماجستير (ان ينضم جاد اللـه بليلو إلى هذين القائدين وأن تتحرك كل قواتهم في 2/ رمضان 1304هـــ /25/ مايو1887م ولكن الخليفة أضطر في ذلك الوقت أن يستدعي محمد ود نوباوي وجاد اللـه بليلو وإسماعيل الأمين لمساعدته في إخماد ثورة المرضي أبو روف.
 تلك سلالة تجري في دمائها كريات الجسارة والشجاعة والإقدام فهذا الأمير الذي يجوب البلاد أعلى وأسفل لقتال المتمردين على المهدية وتثبيت أركان حكمها في البلاد استشهد ابناءؤه الثلاثة الكبار في كرري وبينهم يونس ود جاد اللـه شقيق الناظر  عبد اللـه وفي يده حريرة الزاوج ولكن هذا نداء الدين والوطن لم يؤخره لزينة الدينا فضلاً عن أبناء عمومته الحقيقيين والآخرين من قبيلة الكواهلة وكل قبيلة أو غالب الاثنيات التي يتكون منها السودان.
 ماذا يتوقع دكتور حسن من تلك العترة ولنا مخزون ضخم الناظر ود جاد اللـه. وشجاعته وفروسيته حتى مع  الحيوانات ولكن ليس هذا مجال ذكر كل التفاصيل.
 ذكرت تقارير المخابرات البريطانية أنهم قد عثروا على بعض الرسائل المريبة لأناس غير مهمين وأن الناظر كثيراً  ما يرفض جمع الضرائب من أهله ولا يدفعها للانجليز ويحرض كبريات القبائل الأخرى على ذلك ـ وهذا النفي تأكيداً على وجود اتصالات لكن مع ناس في غاية الأهمية حيث كان هنالك حلفاً بين الناظر والسلطان على دينار والمك الجيلي في تقلي وعبد القادر ودحبوبه ، كانت مهمة الناظر  فيه حشد عرب الكواهلة وتدريبهم ، فوقع اختيارهم على غابة تسمى بأضاة ود جاد اللـه الى الآن لتدريب الجيش مهمته تأمين درب الاربعين من الفاشر مروراً بام بادر كجمر الى أم درمان وتزويد الجيش ، وقد قام الانجليز باعتقال فيالق تتدرب بالاضاءة وكان هذا العمل يتم بسرية تامة كل احتمالاته تشير للناظر ولكن عز عليهم وجود بينه ولذلك استعجل المفتش البريطاني ماكمايكل مسألة الأرض محل النزاع بين الكواهلة والكبابيش ليحاكم الناظر على قضايا عدة سببت هاجساً للخواجة وهو من اركان الحكم البريطاني في السودان ، فعقدت  محكمة عليا في منطقة أم خسوس فحكم الأرض لحلفائه الكبابيش ، وعندما كسر القلم وحطم كبريائه جاء بحكم فيه إعدام الناظر ودجاد اللـه والغرامة المالية وقدرها 1781 جنيها وتدخلت بعض الشخصيات وعلى رأسها الامام عبد الرحمن المهدي فعدل الحكم لثلاث سنوات  مع الغرامة وأطلق الناظر ونفي الى منطقة الشقيق وثائق المخابرات البريطانية سري للغاية ملف (2/ا/66/   ) ( 1/ S/ ا 266/).
عزل الناظر عبد اللـه من النظارة ، أنظر صحيفة الغازيتا تغيير خبر مهم في جواب من مدير عام المخابرات 402/ رقم  10 فبراير/19 وتعيين أحمد عبد القادر الاعيسر.
نعم تزوج الناظر ودجاد اللـه من ابنة الامام المهدي السيدة أم سلمة في عهد اخيها الامام عبدالرحمن ، وحقاً إن الناظر كان يصرف كثيراً من المال كما ورد في قلم المخابرات الانجليزية، لكن للزواج من ابنة الامام المهدي ؤنما كان هدفه اسمي وغايته هو ما لحق باسرة  الامام المهدي في حادث الشكابة وتهجير آل الإمام المهدي قسرا والتضييق عليهم لذلك فقط كان هذا الناظر الجواد والانصاري المخلص يقوم بدفع ذلك المال لا منا ولا إذى وذلك ما إثار حقد الخواجة اتجاهه وحنقه.
 هذه ايضاً دكتور حسن عابدين لم يوردها الخواجه Red في تقاريره الحادثة كانت في الجزيرة أبا بالنيل الأبيض الخواجه يزور الامام عبد الرحمن المهدي وفي المجلس أخذ الناظر ودجاد اللـه مكانه – الخواجة يوجه حديثه للناظر : (شيخ عبد اللـه أحسن تكون ناظراً أم تكن في مجلس الامام عبد الرحمن) يجرد الناظر سيفه صوب الخواجه Red قائلاً: لا ود المهدي وهو الأفضل يا كافر وتدخل الإمام بين الناظر والخواجه Red
شكراً جزيلاً جميلاً للمؤرخ  د. عبد اللـه علي إبراهيم على ما تفصلت به من مقال رصين رداً على زعيم السفير المتعاقد وشكراً جميلاً آخر للدكتور محمود مادبو على الرد الضافي وأنت تقول الحقائق كما ينبغي وليس هناك غرابة فالزعامة منكم وإليكم وشكراً جميلاً للأستاذ الطيب مصطفى فلا يعرف قدر  الرجال إلا الرجال ، شكراً آخر وسمحاً للسيد مبارك عبد اللـه الفاضل المهدي في رده الحاسم على الدكتور حسن عابدين فالناظر منك وإليك نشكر من أدلى بدلوه ودفع دفاعاً عن تلك الحادثة ودفاعاً عن الناظر ودجاد اللـه.
عائلة الناظر عبداللـه ودجاد اللـه