الثلاثاء، 12 فبراير 2019

مقالات:سلام بانغي ومؤامرات نيويورك 1


٭ يثبت السودان في كل يوم حكمة قيادته ودوره المحوري في السلم والأمن في القارة الأفريقية وفي العالم باعتبار انعكاس مايحدث في المنطقة على العالم بطبيعة الحال لموقعها الجغرافي، حقنت الخرطوم الدماء في دولة جنوب السودان وأعادت السلام للجنوب الذي مزقته الحروب منذ الانفصال في العام 2011م وفشلت كل الجهود السابقة واتفاقيات السلام التي أبرمت بينما نجح السودان وجمع أطراف النزاع وحقق السلام في دولة الجنوب ويمضي إنفاذ الاتفاق حثيثاً.
٭ الاسبوع الماضي كانت الخرطوم محط أنظار الأفارقة والعالم  من جديد وهي تحتضن مفاوضات الفرقاء من الجارة أفريقيا الوسطى وتقرب المسافات بين الحكومة والحركات المسلحة حتى تم توقيع اتفاق سلام بين الطرفين أنهى الصراع الدموي في بانغي وبقية مدن أفريقيا الوسطى وأعاد السلام المفقود ليشهد العالم على الدور المهم الذي تلعبه الحكومة السودانية في تحقيق السلام في القارة الأفريقية.
٭ لم تكن مهمة تحقيق السلام في أفريقيا الوسطى سهلة فقد بدت عسيرة أول الأمر إذ أن هنالك أطراف دولية لم يعجبها أن يكون للسودان دور إيجابي ومؤثر في المنطقة وعمدت إلى منع وإفشال إقامة المحادثات بالخرطوم رغم رغبة الأطراف المعنية الحكومة والحركات المسلحة في أفريقيا الوسطى ولكن حينما وجدت الدول المعنية لاسبيل غير أن يكون السودان وسيطاً دعمته من باب (مكره أخاك) وحتى لا يتجاوزها ملف التسوية الذي نجحت فيه الخرطوم بجدارة وأمتياز رغم الظروف المعلومة التي تمر بها البلاد من مشكلات اقتصادية وسياسية إلا إن الخرطوم لا تبخل في القيام بواجبها تجاه الأشقاء في القارة الأفريقية دور الأخ الأكبر والشقيق الحريص على بذر السلام في أرض القارة السمراء والذي ظل يفعل منذ أن كانت أفريقيا ترزح تحت نير الاستعمار ودعم حركات التحرر فيها.
٭  ممثل الحركات المسلحة بجمهورية أفريقيا الوسطى جنوه هيوان ، أشاد بجهود السودان وحرصه على تحقيق السلام فى بلاده ، وأكد إن مفاوضات الخرطوم تعبر عن مدى أهمية الحوار لدعم وتحقيق  السلام والتماسك الاجتماعي في أفريقيا الوسطي .
وعبر عن تقديره لجهود السودان المخلصة التي توجت بالتوقيع على  إتفاقية  الخرطوم  ، مشيداً بدور مفوضية الاتحاد الأفريقي  وموفض السلم والأمن بالاتحاد ووسيط مفاوضات الخرطوم اسماعيل شرقي  والأمم المتحدة و زعماء دول البحيرات العظمي والأصدقاء في افريقيا الوسطى .
٭ التوقيع على  إتفاق السلام والمصالحة في الجارة الغربية جاء بمبادرة من رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير وفي إطار المبادرة الأفريقية للسلام والمصالحة بحضور موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء وممثلي عدد من دول الجوار الأفريقي والبعثات الدبلوماسية بالخرطوم، رئيس الجمهورية الذي وقع على الاتفاق كضامن أكد التزام السودان بموقفه  الثابت والداعم للاتفاق حتى يتحقق السلام الشامل بأفريقيا الوسطي؛ ومبادئ فض النزاع بالقارة، البشير قال أن تنفيذ بنود الاتفاق رهين بإرادة أبناء وشعب أفريقيا الوسطى وإن استدامة السلام سيظل تحدي يستوجب تكاتف الجهود الأفريقية.
٭  فاوستين اركانج تواديرا رئيس أفريقيا الوسطى أكد استعداد حكومته لتنفيذ اتفاق السلام والمصالحة الذي تم توقيعه بالخرطوم ، مبيناً أن الاتفاق سيسهم في تحقيق السلام ووضع حد للمعاناة التي ظل يعيشها شعب أفريقيا الوسطى.
٭ لم ينس رئيس أفريقيا الوسطى الإشارة إلى عظم دور السودان وعبر عن امتنان شعب أفريقيا الوسطى لجهود المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ورعايته لهذا الاتفاق ، مشيرا إلى الروابط التاريخية والإجتماعية التي تربط بين شعبي البلدين.
٭  رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي أشاد كذلك بالدور المحوري للسودان في الوصول للاتفاق ،و اعتبر التوقيع لحظة تاريخية حاسمة في أطار المبادرة الإفريقية للسلام والمصالحة في افريقيا الوسطى التي بدأت في العام 2016.« ، مضيفاً أن الاتفاق يضع نهاية المأساة التي عانى منها الشعب في جمهورية  افريقيا الوسطى ، وقال أن نجاح هذا الاتفاق سيعطى مؤشراً جيداً لخطة الاتحاد الافريقي التي تقضي باسكات صوت السلاح فى القارة بنهاية العام 2020
 وقدم شكره لحكومة السودان وللرئيس البشير للجهود البناءة والتضحيات الجسام التي قدمها من أجل نجاح الاتفاق.
٭ رغم هذه الجهود التي يبذلها السودان في تحقيق الاستقرار والسلام في القارة يكافأ بالطعن في ظهره من نيويورك حيث مجلس الظلم العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
نواصل