السبت، 19 يناير 2019

مقالات: لا للقتل


*مامن عاقل يصمت على قتل الارواح اي كانت وجهتها ودينها وتوجهها السياسي ناهيك عن أن تكون هذه الأرواح  مسلمة بريئة لمجموعة شباب خرجوا في تظاهرات لايحملون سلاحا كما حدث في الايام الماضية عقب التظاهرات التي ظلت تخرج من حين لآخر في اماكن متفرقة من البلاد وقودها الشباب الذي يرغب في تحسين سبل العيش الكريم والتغيير إلى الأفضل وان حاولت بعض الجهات السياسية قيادتهم والتكسب من هذه الأجواء المحتقنة.

*الحكومة أعلنت على لسان وزير الاعلام الناطق الرسمي وعلى لسان النائب العام الأسبوع الماضي أنه قد قتل 24 شخص منذ اندلاع الأحداث وامس الأول الخميس قتل شخصين بينهما طبيب وطفل دون الثامنة عشر من العمر في التظاهرات التي حدثت في بري وهذا أمر مؤسف بالتأكيد ويجعلنا نتساءل مثلما يتساءل الشارع عن من يقتل المتظاهرين في الأحياء والمدن بهذه الكيفية وماهي أهدافه؟!

*هنالك اتهامات للحكومة من قبل معارضين وجهات دولية بأنها وراء قتل المتظاهرين والسلطات الامنية  كلها نفت علاقتها بالقتل الشرطة والأمن وغيرها وأكدت الشرطة في أكثر  من بيان أخرها أمس الأول انها تفض التجمعات غير المشروعة وغير المصدق لها بالبنبان إذن من يقتل المتظاهرين؟

*بالمقابل هنالك جهات حكومية اتهمت صراحة حركة عبد الواحد وخلايا تابعة للحركات المسلحة وأحزاب اليسار بأنها تقف وراء مخططات القتل والتخريب لاتهام الحكومة وإثارة الغبن والفتنة وسط الشعب السوداني تمهيدا لثورة شاملة تقتلع الحكومة.

*اقول التفسير الأخير هو الأرجح عندي خصوصا وأن هنالك بعض المقبوض عليهم اعترفوا واقروا بالتخطيط للقتل والتخريب من خلال إفادات نشرت في الفضائيات السودانية ويبرز تساؤل هنا هل هنالك آخرين غير المقبوض عليهم يقومون بهذه المهمة وإذا كان ذلك كذلك فما هو دور السلطات في متابعة التظاهرات ومعرفة المندسين فيها والقبض عليهم.

*لا أعتقد أن هنالك حكومة عاقلة تقتل مواطنها لمجرد انه خرج متظاهرا ولن تسقط المظاهرات الحكومة فهي مجرد هتاف أن لم يكن فيها تخريب للمؤسسات الاستراتيجية والحكومية والأسواق وان فعلت ذلك فهذا خطأ كبير لأنه يورث الغبن ويدعم خطط المعارضة ضد الحكومة ولذلك استبعدنا هذه الفرضية التي لاتحمل اي حصافة سياسية لحكومة تتكئ على تجربة ثلاثة عقود من الحكم.

*الحكومة شكلت لجنة تقصي الحقائق في قتل المتظاهرين وأدت القسم ويرأسها وزير العدل وتضم في عضويتها الأمن والداخلية وعدد من المؤسسات الحكومية والعدلية ونأمل أن تصل إلى نتائج بشأن التحقيق باعجل مايكون لقفل باب الفتنة.

*مؤشرات الأحداث التي تمضي الان تؤكد أن الأمر سيمضي إلى ماهو اسوأ وان البعض يريد صناعة فتنة ومواجهات شعبية وحكومية وحالة من الاستقطاب الحاد  ونحن نقرأ ونتابع مايبث على مواقع التواصل الاجتماعي.

*الكيان الوهمي الذي يسمي نفسه تجمع المهنيين وهو في الأصل يتبع لاحزاب اليسار عليه أن يكف عن العبث الذي يمارسه بأرواح البسطاء والابرياء ودعوتهم وتحريضهم على الخروج وقد أصدر بيانا اسفيريا بالأمس يدعو إلى تظاهرات أخرى الأسبوع القادم ولا أحد يعرف مالاتها وللأسف هنالك من يخرج مع هذه الدعوات الوهمية دون تدبر أو معرفة ماهيتها وأهدافها، رغم أن الأوضاع في البلاد تعاني من مشاكل اقتصاد ومعاش ولا أحد يقول ان الواقع وردي ولكن مايتم الان لايحل مشكلة بل يعطل الحلول ويقودنا إلى ماهو اسوأ كما حدث في العديد من الدول من حولنا.

*رحم الله من لقوا مصرعهم في الأحداث وصبر اهليهم وربط على قلوبهم ونرجو من الشباب تحكيم صوت العقل للخروج من هذا المأزق الخطي