تعد الاعمال التى يقوم بها السمسار أعمال تجاره وتقع علي سبيل المقاوله، وتعرف السمسره فى القانون بانها عقد يتعهد بمقتضاه السمسار لشخص بالبحث عن طرف ثانى لابرام عقد معين والتوسط فى ابرامه وان السمسار لا يكون طرف فى العقد، و يحدث هذا فى شركات السمسره فهى تعمل كوسيط بين المستثمرين كطرف والجهات كطرف ثان ، ويأخذ السمسار اجر نظير هذا العمل و اذا لم يعين هذا الاجر فى القانون وجب تعيينه وفقا لما يقضى به العرف واذا لم يوجد يقوم بتقديره القاضى المختص ، هذا ما أكده دكتور محمد عبد القادر ابوقصيصه الأستاذ الجامعي ورئيس جمعية التسويق السودانية في ورقته بعنوان (وسطاء التبادل التجارى... السماسرة والوسطاء).
واشار ابو قصيصة الي أهمية الوسطاء والسماسرة لقدرتهم على أداء الأنشطة التي يجب أن تتم بين كل من البائع والمشتري، والتي تسهل انتقال السلعة او الخدمه من المنتج إلى المستهلك بكفاءة وفعالية أكثر ،بالإضافة الى تخفيض عدد العمليات التي يقوم بها المنتجون والمستهلكون، وتخفيض كمية المخزون لدى المنتج والمستهلك، وتوفير السلعة للمستهلك في المكان والزمان المناسبين وبالكمية المناسبة.
وقال في ورشة عمل بعنوان ( القضاء على الوسطاء والسماسرة وتركيز الأسعار بتوريد السلع من المنتجين) نظمتها مؤسسة سودان فاونديشن بمقرها بالخرطوم إن قنوات التوزيع تودي إلى تخفيض تكاليف التسويق، وحصول المستهلك على أفضل الخدمات، مما يؤدي إلى رفع مستوى المعيشة في المجتمع منوها بأنه لولا تسهل عمليات التبادل عن طريق الوسطاء لما تقدمت المجتمعات الإنسانية.
واوضح د. عبد القادر أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ويعتبر الخبراء سوء الإدارة الاقتصادية والفساد وتأثير العقوبات الأمريكية على البلاد من أبرز أسبابها، كما ادى انفصال جنوب السودان في العام 2010م الى حرمان البلاد من نحو ثلاثة أرباع احتياطيها النفطي الذى كان يشكل القسم الأساسي من عائداتها المالية، ومنذ ذلك الحين تعاني البلاد نقصا في العملات الأجنبية والسيولة.
وقال ابو قصيصة "إن السمسرة المنتشرة الآن تحتاج إلى قيود وضوابط قانونية وأخلاقية، وإلى تنظيم دقيق للمهنة قبل أن تقصم ظهر المواطن المغلوب على أمره، وقبل أن يأتي اليوم الذي يحتاج الواحد منا في كل خطوة يخطوها إلى سمسار".
واشار الي أن الاقتصاد الطفيلى(غير المهيكل) ينشأ على انقاض فشل حاد فى ادارة الاقتصاد وتدمير الطاقات الانتاجيه ، ويبدأ بفساد المؤسسات، والمضاربه والسمسره. وان الاقتصادات الطفيليه هى التى تسعى فى الحصول على الاموال بطريقه غير مشروعه على عكس الاقتصاد المستقيم فى الحصول على المال بعد عمل صالح اى مال مقابل خدمات.
واضاف أن من مظاهر فشل ادارة الاقتصاد خروج الكتلة النقديه خارج الجهاز المصرفى حيث توجد فى خزن افراد ، لشراء الذهب ، والعملة والسيارات والعقارات، وبالإضافة الى افتقار النظام المصرفى للنقد الاجنبى وشح عملات الصعبة ، وافتقار النظام الاقتصادى الى العلاقات الخارجيه والتعاون الدولى، وعدم توفر المعونات والقروض فى مواعين الاقتصاد، ومعوقات الاستثمار.
وقال ابو قصيصة " ينشأ من الاقتصاد الطفيلي سماسرة جشعين يحتكرون السلع كالقمح، السكر، وسماسرة في العقارات و السيارات، وسماسرة الخدمات ، الرخص، الامتيازات.
واوصي ابوقصيصة باقامة بورصات متخصصه بورصة المعادن والدهب ، وبورصة العقارات والسيارات ، وباصدار مسودات قوانين لتنظيم اعمال الوكلاء والسماسرة، وقانون يحدد نسب عمولة السماسرة.