![]() |
بقلم:
|
بات واضحاً مع طول فترة الانتقال السلمي للسلطة ، أن المجتمع العميق لنظام المؤتمر الوطنى المندحر يعيد ترتيب أوراقه ، ويحدد أولوياته، وبدأ يتحرك بذكاء لإحتواء الساحة، وإعادة إنتاج نفسه، عبر تقديم كوادر الظل، وتحريك الصف التاني من كوادره الخفية وسرقة واجهة المهنيين، وتبني مطالبهم للتغيير، للتدليس علي الثوار، وإيهامهم بأنهم هم الثوار، متسلقين على دماء الشهداء، ورهق الشفاتة، كاسرين أشواق الجيل الراكب رأس في التغيير، تعلوا أصواتهم عبر الصحف والميديا ببيانات تظهر فساد هذا المسؤول وذلك المدير، مستغلين إنشغال التجمع بالسجال الإنصرافي الذي شغلهم به المجلس العسكري، وخلت الساحة للمجتمع الكيزاني الفاسد العميق، إضافة للكيزان الذين تضررت مصالحهم في أواخر عهد نظام المخلوع، فبدؤا يستميلون عضوية الأحزاب الأخرى ويتوددون لهم بمظاهر العداء للنظام المخلوع،ويتواثقون معهم بمواثيق غليظة على إزالة الكيزان، وهم الكيزان بذاتهم بلحمهم ودمهم وأفكارهم وبرامجهم، ولا يصدقهم إلا جاهل أو من يشاركهم النفاق.
والمتأمل للوضع في مؤسسات الدولة، يظهر له جلياً المحاولات المستميتة، لتغيير الجلد بسرعة، وإرباك التجمع بأجسام كيزانية، مندسة، تنتحل صفات وأدبيات الثوار، وتتبنى شعارهم في التغيير، مستبقين برامج الاصلاح العام الذي يرتب له تجمع المهنيين عبر أجهزته وسكرتارياته المختلفة لإعلانه بعد الإنتقال المدني المرتقب، في محاولة تكتيكية تستبق كتائب الظل هذه الخطوة بإعدادها قوائم لبعض المدراء، لاسيما الذين اشتهروا بالمهنية، وحاربوا الفساد، وسدوا ذرائعه، وأبعدوا الفاسدين، هؤلاء قررت كتائب الظل التضحية بهم ظاهراً، كبش فداء، بحجة حماية المشروع من سياسات التطهير التي يطالب بها اليسار، لكن في خفايا أروقة الكتائب يتم ترتيب برنامج قذر لتصفية الحسابات معهم، عبر المطالبة باقالتهم، ومطاردتهم بالبيانات الهلامية، نهشاً في سيرتهم، وأدائهم الوظيفي، إرضاءاً للثوار وتضليلهم، حتي لا يكتشف تجمع المهنيين حقيقة الجسد الفاسد داخل مؤسسات الخدمة المدنية، من المجموعات الكيزانية التي لا تشارك الآن في الإدارة أو النقابة أو في تنظيم المؤتمر الوطني، ولا تحوم حولهم الشبهات ولا يظهرون الولاء للمؤتمر الوطني أمام العاملين، والمختئبين في الظل مايطلق عليهم تنظيمياً الصف الثاني، الذي يتم تحريكه حسب متطلبات ومواقف الإظهار والإخفاء، وبعد عودة الحزب إلى العمل السري وحظر قياداته ودوره، أصبح الإعتماد على الصف الثاني في تنظيم وإدارة وترتيب البيت التنظيمي من جديد، بعد حريق الصف الأول الذي كان يقود الدولة والحزب في أواخر عهد الحكم البائد، وملاحقة وسمة المؤتمر لهم بعد الثورة، فالحذر الحذر منهم وعلى تجمع المهنيين اليقظة اليقظة، لابد من تصنيف المنتمين الجدد، ومراجعة ماضيهم، وكشف واجهاتهم وتنظيماتهم وإنتمائهم من المجتمع العميق، وعدم قبولهم ورفض أجسامهم، وسد المنافذ عليهم حتي لايتسللوا إلى تجمع المهنيين، وحتي لا يتمكنو داخل تجمع المهنيين حين غفلة.
ما دعاني لهذا الحديث ظهور الصف الثاني في جامعة السودان المفتوحة، والذي كان يوماً هو الصف الأول، الذي مكن الكيزان في جامعة السودان المفتوحة، يظهر في سيناريو تبادل الأدوار بين الكيزان، يتقدم من جديد، لكن بثوب التملق المشهور به بني كيزان، ليخرجوا علينا بأنهم يمثلون تجمع المهنيين في الجامعة، يعنى عاملين فيها شطار وأذكياء إن كانت حكومة تكون لهم وإن كانت ثورة أيضاً هي لهم ، مثال علي ذلك مانشره شخصان أو ثلاثة باسم تجمع المهنيين في جامعة السودان المفتوحة، وهم الذين كانوا زعماء ومسئولين "الكيزان" في جامعة السودان المفتوحة على مدى سنوات طويلة، وآثروا من خلال مناصبهم التي تسلموها دون مؤهلات، وبشهادات فيها كثير من اللغط، الآن وبعد توجيهات كتائب الظل بركوب موجة التجمع وإختراقه، باشروا بإسم تجمع المهنيين حملة مدبرة شعواء علي مدير الجامعة، دون استحياء، حاولوا فيها إستغلال الأساتذه و الطلاب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وصدقهم البعض مع الإحتفاظ بحق الحيرة والإستنكار، ورفضهم بعض الطلاب، مستنكرين تملقهم، وكاشفين حقيقتهم ككيزان لايختشوا ولا يخافوا، وكان رد الطلاب عنيفاً مما أسكتهم ،
وكرروها مع العاملين بالجامعة فنالوا منهم مثل مانالوه من الطلاب، ولو الأمر مجرد محاولة للتكسب لردعوا أنفسهم بعد رد الطلاب الفاضح والكاشف لحقيقة كوزنتهم، لكن توجيه كتائب الظل ملزم لمنسوبي الكتائب، ولابد من تنفيذه، وإلا يتعرض الكادر إلى عقوبات تصل حد التصفية، لذلك واصل الكيزان محاولاتهم، فبعد فشل مخططهم داخل جامعة السودان المفتوحة توجهوا إلى الصحافة، كمخرج آخير، وللفت أنظار تجمع المهنيين، وكسب ثقتهم، توجهوا إلى الصحف يسوقون أنفسهم تحت لافتة تجمع المهنيين.. لكن سكرتارية التجمع لن تنطلي عليهم هذه الخدعة الكيزانية، وسيتم كشف تملقهم، ومحاولاتهم تسريب المجتمع العميق إلى مسارب جسد تجمع المهنيين، ولن يقبل بهم تجمع المهنيين، ولن يغفروا لأعضاء الأحزاب الأخرى الذين ساعدوا هؤلاء الكيزان في محاولة الإختراق هذه، ولن ينجر تجمع المهنيين وراء مكرهم في محاسبة مدير جامعة السودان المفتوحة، الذي طهر الجامعة من المفسدين برغم قوتهم وتقويهم حينها بالحكومة، ولم يهادن تنظيمهم بل قاتلهم جهاراً وكسر شوكتهم، ، وأفقدهم مواقعهم القيادية، ونزع منهم إمتيازاتهم المالية الكبيرة، ومخصصاتهم الإدارية الضخمة، وإستطاع المدير أن يؤسس نظام إداري جماعي شفاف، وهذا لايعجب جموع البعض، مستبدلاً نظام الغطغيط والشلليات والمنسوبين، ومستبدلاً النظام الإداري من نظام إدارة الفرد إلى الإدارة الجماعية، التي لا تتم فيها الإجراءات التي تتخذها ادارة الجامعة الجديدة، منذ نحو عام، إلا أن تكون مستندة إلى ورش عمل، ولجان تجاز عبر مجالس الجامعة المختلفة، ويكفي وبشهادة المراجع القومي أن الجامعة كانت أول مؤسسة علي مستوي الدولة تسلم حسابها الختامي .. وشهدت الجامعة استقراراً كبيراً اكاديمياً وإداريا ًومالياً لم تعهده طوال تاريخها ..
وتعداد للإنجازات الأكاديمية من مراجعة المناهج والإمتحانات الإلكترونية والبوابة الذكية للطلاب وإنشاء الهيكل التنظيمي لأول مرة في الجامعة وتأسيس كلية الإعلام وتنمية المجتمع والتعليم المستمر...
ليس مهماً ما قدمه المدير في عهد المخلوع ولا ندافع عن أحد وينتظر مدير جامعة السودان المفتوحة مثل غيره من المدراء التقييم حسب معايير الإبقاء أو الإعفاء المنصفة للصالح منهم أو المدان من المفسديين منهم، دون تطهير ... إتباعاً لسياسة الكيزان الفاسدة في الصالح العام، وليس هذا وقته، وينتظر الجميع تكوين المجلس السيادي المدني والحكومة وبعدها تبدأ إجراءات الحساب ولد، لكن أن يندس البعض وبخطة كتائب الظل المفضوحة في وسط كيان تجمع المهنيين ويستغل لافتة التجمع جهاراً نهاراً في الصحف والميديا ولا يردعهم رادع ولا يستحوا ولا يختشوا ويسرقوا الثورة عينك ياتاجر يبقى دا كلام يحتاج إلى كشف الحقيقة أمام الرأى العام .
ولنا عودة