الثلاثاء، 23 أبريل 2019

تقارير:مساعدات السعودية والامارات .. الخروج من عنق الأزمة


أكد  الخبراء   الاقتصاديون أن مساعدات السعودية والامارتية المشتركة البالغة (3) مليار دولار  سوف يكون لها التأثير الكبير على سعر الصرف وتقليل فاتورة المدفوعات  وجاءت وصفهم للمساعدة مابين (الخطوة الجيدة )  و (حافز كبير) فيما ربط مصرفي نجاح المساعدات بعدم ربطها بأجندة سياسية  غير أنه أقر بحدوث تأثير لها على سعر الصرف   في حالة ايداعها  للبنك المركزي  من غير شروط وأجندة سياسية واصفاً تاثيرها بالمرحلي .
(3) مليار دولار 
قدمت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة مبلغ ثلاثة مليار دولار لتقوية المركز المالي للسودان وفق ما أوردته وكالات الأنباء الرسمتين للدولتين وقالت وكالة الأنباء الامارتية (وام )  إن الدولتين استشعاراً منهما لواجبهما نحو الشعب السوداني الشقيق من منطلق التعاون البناء و دعماً  لجمهورية السودان الشقيقة أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار أمريكي منها (500)  مليون دولار مقدمة من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني وذلك لتقوية مركزه المالي و تخفيف الضغوط على الجنيه السوداني و تحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف كما سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق و تشمل الغذاء والدواء ومشتقات النفط.
تاثير معنوي
وقال الخبير والمحلل الاقتصادي د. مهدي الركابي للصحيفة  بالطبع لديها أثر كبير معنوي فعندما يعرف تجار العملة بدخول مبالغ تخلق جانباً معنوياً  ايجابياً للاقتصاد السوداني مما يقلل سعر الدولار ، ويزيد من سعر الجنيه السوداني، وأشار الركابي ان ارتفاع الدولار كان بسبب العامل المعنوي السالب ، وانخفاضه للعامل المعنوي الايجابي؛ وتابع الركابي معددًا آثار دخول المساعدات السعودية الاماراتيه بقوله  جانب آخر دخول عملات أجنبية له أثرٌ كبيرٌ  في ميزان المدفوعات ؛ وبالتالى يقل الطلب على الدولار،  مما يؤدي إلى استقرار سعر الصرف  ويزيد من قدرة البنك المركزي على  توفير  النقد الأجنبي ، وصف الركابي المساعدات السعودية الامارتية بــــ(الخطوة الجيدة  ) وأردف مطلوب الاستخدام الأمثل .
ثبات مرحلي
 فيما اعتبر الخبير المصرفي عبد الرحمن محمد بأن تأثير المساعدات السعوية الامارتية لها تأثير مؤقت على ثبات سعر الصرف في السودان وتساءل كم تكفي المساعدات لشراء القمح والبترول ؟ وقال المساعدات سوف تحدث ثبات مرحلي لسعر الصرف؛ ولكن ليس حلاً جذرياً لمشاكل الاقتصاد وأضاف الحل المرحلي جيد إذا لم يربط باجندة  سياسية ؛ وإذا ربط بها لا يقدم ، وأردف أي حل مرتبط باجندة سياسية سوف يفشل واصفاً المساعدات بــ(اسعاف اقتصاد)  على حد وصفه  
الوقت المناسب
وقال الخبير الاقتصادي د. محمد الناير في تصريحات لـ»الوطن» إن «هذا الدعم المقدم من دولتي السعودية والإمارات، جاء في الوقت المناسب، والسودان يشهد تحولاً سياسياً كبيراً»، مشيراً إلى أنه «سوف يمثل حافزاً كبيراً إلى الحكومة المدنية المزمع تشكيلها في حال أنها ضمت طاقماً اقتصادياً من ذوي الخبرات والكفاءات العلمية». 
ودعا الناير الحكومة السودانية إلى «ضرورة توظيف هذا الدعم الكبير في إحداث الاستقرار الاقتصادي المطلوب»، مشيراً إلى أن «هذا الدعم يكفي حكومة السودان للاستغناء عن قيمة الاستيردات لمدة ستة أشهر كاملة، كما أنه يعينها للشروع الفوري في تأمين الاقتصاد عبر الإنتاج والإنتاجية وجذب الاستثمار والتحكم في قيمة أسعار العملة الوطنية مقارنةً بالعملات الأجنبية».
دعم سابق
وفي اغسطس  2016 قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مساعدات عاجلة للسودان، بعد الفيضانات التي اجتاحت أجزاء واسعة من البلاد.
وقدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان الإماراتية للأعمال الإنسانية مساعدات لمنكوبي الفيضانات في السودان، وذلك بتوجيهات من رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
واتت المساعدات العاجلة من مؤسسة خليفة الإنسانية، التي شملت مواد غذائية وخياماً ومبيدات حشرية، بعد الفيضانات والسيول التي تعرض لها السودان وخلفت أضرارًا جسيمة نظراً لاستمرار هطول الأمطار، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام.
وقال مصدر مسؤول في المؤسسة إن هذه المساعدات، التي تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، تهدف للتخفيف من معاناة الشعب السوداني الشقيق، خاصة المتضررين من أثر السيول والفيضانات التي اجتاحت عددًا  من ولايات السودان.
بدورها أرسلت السعودية طائرتين تحملان أطنان من الخيام والبطاطين والناموسيات
وأقامت لجنة الطوارئ المختصة بإغاثة أهالي كسلا شرقي السودان جسرًا جوياً بين الخرطوم وكسلا على مدار الساعة.
يستحق الدعم
قال سفير خادم الحرمين الشريفين: السودان يستحق المزيد من دعم الأشقاء 
وجد الدعم السعودي الإماراتي الذي بلغ  ثلاثة مليارات دولار منها خمسمائة مليون دولار كوديعة في البنك المركزي السوداني
أصداء واسعة وسط المجتمع السوداني بفئاته المختلفة. وفي أول تعليق رسمي، لـ  سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان السفير علي بن حسن جعفر إن الدعم السعودي الإمارتي للسودان غير مستغرب ويأتي تعزيزاً لعلاقات الإخاء الراسخة مع الأشقاء في السودان الشقيق واسناداً لجهود المجلس العسكري الرامية لتثبيت دعائم الإستقرار.
وأكد السفير علي بن حسن جعفر، أن المملكة العربية السعودية لم ولن تتأخر عن دعم أشقائها في السودان، مشيراً إلى أن الوقوف إلى جانبه ودعم مسيرة التحول يمليه الواجب وروابط الدين والمصير المشترك. وأضاف أن السودان يستحق المزيد من دعم الأشقاء والأصدقاء.
وتوقّع سفير خادم الحرمين الشريفين، أن يتواصل دعم الأشقاء في المملكة التي أكدت بوضوح تام تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، وقال انهم يعملون بهمة عالية لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين لخدمة السودان وشعبه في هذه المرحلة المهمة في تاريخ الشعب السوداني.