الأحد، 21 أبريل 2019

مقالات:لا للاقالة دون محاسبة أوتحقيق ،،ونعم لمحاكمة وعقاب للمفسدين الذين دمروا الاقتصاد


يقول أحد علماء الاسلام عن قوله جل وعلا(ولقد كتينا في الزبور من بعد الذكر ،أن الارض يرثها عبادي الصالحون) وقد لا ينتبه البعض إلى أن (الصالحين) هنا لا يعنى صلاحا
 ((دينياً )) اطلاقاً ،بل صلاحاً (لإدارتنا)-لذلك فإن الله ينصر الأمة الكافرة ((العادلة)) على الأمة المسلمة ((الظالمة))والدنيا يمكن أن تصلح بالكفر (والعدل) ولا تصلح بالايمان (والظلم) ولا بد من أن نقيم أمر الله في نفوسنا أولاً ، وفي بيوتنا ثانياً ، وفي أعمالنا ثالثاً ، ولذلك قالوا(اقم أمر الله في ما تملك يكفيك ما لا تملك) ويقول ابن تيمية رحمه الله  إن الله ينصر الدولة (العادلة) ولوكانت(كافرة) ولا ينصر الدولة (الظالمة) ولو كانت (مسلمة) والرسالات السماوية بل والأنظمة البشرية كلها تدعو الى قيمة العدل  والكافر يمكن أن يكون عادلاً ، ومن أدلة عدل الكافر ، إن اول هجرة للمسلمين كانت إلى الحبشة بتوجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الرسالة الذي حثهم على الهجرة إليها وقال لهم (( ستجدون فيها ملكاً  لا يظلم عنده أحد)) وكان هو النجاشى رضي الله عنه (قبل اسلامه) والعدل قيمة انسانية دعت لها جميع الرسالات والأنظمة البشرية،     
 وقد كان من اسوأ ممارسات حكومة الانقاذ في بداية عهدها (الاقالات) التي تمت بما يسمى بقانون (الصالح العام) وكان يمكن أن تكون تلك الاقالة لشخص من (اكفأ وأطهر وأقدر وأخلص) الناس قلبه ملىء بالايمان والوطنية وحب الشعب-كان يقال من منصبه دون التحقيق معه  ولا يعرف سبباً  لاقالته - والذين أقالوه وحدهم هم من يعرفون السبب ، وقد كان كاتب هذه السطور أحد ضحايا الصالح العام،  ليس لأننى لم أكن موالياً  للنظام  ولكن المصلحة الشخصية لأحد أمناء (الزكاة) ممن لا أمانة لهم (حيدر) اقتضت مصلحته ((الخاصة)) ابعادى واضافة اسمى (بالقلم الجاف) في السطر الأخير  لأن وجودي  يتنافى مع تحقيقه لمصالحه (الخاصة) ومازلت احتفظ بالخطاب الخاص باقالتي للصالح (الخاص) تحت مظلة قانون (الصالح العام) وكانت اقالتي للصالح (الخاص) دون الرجوع إلى ملف خدمتي  وتقارير الأداء لخدمتي الطويلة،وقد اكتوى الكثيرون مثلي بمثل هذا النوع من الاقالة الظالمة يحجة (الصالح العام) على الرغم من إننى كنت (موالياً  للنظام) عندما رفعوا شعاراتهم( كل شيء لله،، وما لدنيا قد عملنا،، ونحن للدين فداء) وهل هناك مسلماً  واحداً  مستسلماً لله يرفض نظاماً  يرفع مثل هذه الشعارات ثم يكون مسلماً  وبخاصة إن كان من المهتمين بأمر الدعوة إلى الله؟؟هذا ما قلناه عندما رفعوا هذه الشعارات التي  لم تتحقق،حينها قلنا إن هذا النظام هو من سيقيم مملكة الله في أرض السودان  وسيكون الله وحده هو المعبود في أرض السودان كما هو في سمائه،ودافعنا عنه بانفسنا وأقلامنا وألسنتنا فاذا بكل الشعارات التي رفعت تذهب هباء منثورًا (ومعكوسة تماماً ) ولم يعملوا إلا للدنيا الفانية، ولم يكن كل شيء لله بل لهم ولم يكونوا للدين فداء- بل ذبحوا الدين بسكين (ميتة) على عتبات مصالحهم الشخصية ، 
 وحتى لا يقول أحد من أهل اليسار وقبائل بني علمان((لماذا لم أقل ما أقوله الآن قبل ذهاب نظام الإنقاذ؟) أقول له اشهد الله الذي لا إله إلا هو كتبت عشرات بل ربما المئات من مثل ما أقوله الآن والله على ما أقول شهيد ومازلت احتفظ ببعضها  ولم يكن في مقدوري فعل شيء غير أن اكتب-وما زلت (أحسب نفسي من الدعاة إلى الله) ونؤيد كل من يدعوا إلى عبادة الله وحده والكفر بالطواغيت  فإن كان هناك من يرى أن ماقلته  هذا جريمة عليه أن (يلحس كوعه) والزارعنا غير الله يجي يقلعنا!! وأقول بكل صدق وأمانة مازال في الحركة الاسلامية رجال أتقياء انقياء افئدتهم فارغة تماماً  إلا من هموم (الدعوة إلى الله) وليس (الحكم) كرهوا ما مارسه النظام من ظلم وفساد وتشويه للاسلام كما يكرهون الرجوع إلى الكفر أو أن يلقوا في النار،وقد طالب الكثيرون ومنهم  شخصي الفقير إلى الله طالبوا ((بفصل الحركة الاسلامية فصلاً  تاماً عن المؤتمر الوطني)) وأن لايخلطوا بين الدعوة إلى الله والحكم  وأن تتفرغ الحركة للدعوة فقط  حتى لا يشوه الحكام الاسلام (باهوائهم) ولكنهم رفضوا إلا الخلط وتشويه صورة الاسلام- وهاهم أهل اليسار وقبائل علمان والطائفيون من عبدة الطواغيت ينسبون فشل المؤتمر الوطني ((للاسلام وللمنهج الرباني للبشرية)) وينسبون كل أخطاء المؤتمر الوطني للاسلام وللحركة الإسلامية وهكذا وجه المؤتمر الوطني ضربة قاضية للاسلام وللحركة الاسلامية باصراره على الخلط بين حكام فاسدين وحركة  اسلامية طاهرة لو علمت ما ستفعله المؤتمر الوطني بالدعوة وبالاسلام لما خططوا للانقاذ،     
       وعلى الرغم منإان (الدين النصيحة) وقد قدمت فئات مخلصة من علماء الحركة الاسلامية نصائحها لحكام المؤتمر الوطني  ولكنهم كانوا(لايحبون الناصحين) ورفضوها  وتركوا (الشرع) برفضهم (للنصائح) وفي الصحيح( من ترك شيئاً  من الشرع أحوجه الله إليه) وفسدوا وأفسدوا- وضلوا وأضلوا وظلموا وظلموا أنفسهم ،،الخ وكانت المعيشة الضنكة وصفوف الخبز وصفوف البنزين وصفوف البنوك ،،،الخ لإعراضهم عن ذكر الله وكتابه ومن أعضاء الحركة الاسلامية من تم اختيارهم كأئمة لكبار المساجد- وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في خطبهم الموجهة للمسؤولين القائمين على أمر البلاد والعباد من الوزراء والولاة والمدبرين ،،الخ ولكنهم كانوا لايحبون الناصحين اذا تعارضت مع اهوائهم ومصالحهم الشخصية  وحاكت الآثام في  صدورهم وكرهوا أن يطلع الناس على أعمالهم بخطب هؤلاء الاتقياء واقالوا هذا النوع من الائمة الاتقياء المراقبين لله في اعمالهم واقوالهم ولكنهم بعد طردهم من منابر المساجد عملوا في مجال الدعوة الى الله  ومن هؤلاء الائمة الشيخ الجليل كمال رزق  ونقول لهم إن كنتم (للدين فداء) كما جاء في شعاراتكم  فلم رفضتم النصائح (والدين النصيحة) أم إنكم تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟ واشهد الله على إن هذه الفئة الطاهرة- استنكرت كل المنكرات التي كانت تحدث من قبل حكومة المؤتر الوطني - بلسانها وبقلبها  ولكنها لم تستطع فعل شيء بيدها  وإزالة المنكر باليد يعني (لحس الكوع) وقلع الزراعة، وسنواصل حديثنا مستعيناً بالله وحده في (تمليك الحقائق)حول الفساد بين الافراد وفي المؤسسات  وبخاصة وزارة التخطيط العمراني الخرطوم حيث حكومة المهندسين التي سنفرد لها عدد من المقالات (فساد بالمستندات) لعلها تجد آذانا صاغية في العهد الجديد وهي وزارة تستوجب ما كان يحدث فيها (محاكم خاصة) بالوزارة حتى يعلم الذين تم تعيينهم  في الوزارة ان في السودان غيرهم،،من المسلمين وغير المسلمين من أبناء هذا الوطن الذي كانوا يقولون لنا عنه إنه يسع الجميع،،  
  نحن الآن نستقبل وضعاً جديدًا  ومما جاء عن على بن أبي طالب كرم الله وجهه في ما يتعلق بضبط جهود الرعايا في حكومة المسلمين ((يجب على الوالي أن يتعهد اموره ويتفقد اعوانه حتى لا يخفى عليه إحسان محسن ولا اساءة مسىء- ثم لا يترك واحدًا منهما بغير جزاء،، فإن ترك ذلك تهاون المحسن ،،واجترأ المسىء وفسد الأمر وضاع العمل))ولا بد لولاة أمورنا الجدد من العمل بهذه القاعدة ،  هناك من تمت اقالتهم بعد قيام ثورة أبريل ويشهد لهم الشعب السوداني كله بالكفاءة والمهنية والاخلاص ومراقبة الله في الأعمال والاقوال-(دون التحقيق معهم ) ولايعلمون أسباباً  لإقالتهم ليدافعوا عن انفسهم ويبرؤوها أمام الشعب استجابة لرغية قبائل اليسار وبني علمان  ، ونقول لولاة أمورنا الجدد  اذا كانت الإقالات تتم (دون التحقيق مع المقالين وإثبات عدم كفاءتهم وفسادهم وتقصيرهم في ما أوكلت إليهم من مهام)) فما الفرق بين هذا النوع من الاقالة وبين ما كان يسمى بالصالح العام وبين أن يعتقل الصحافى ويبقى في الحبس شهورًا أو أياماً  دون أن يتم التحقيق معه أو يعرف سبباً لإعتقاله؟؟ فلا بد من التحقيق قبل الإقالة  وبعد التحقيق لا تتركوا مسيئاً أو فاسدًا حتى لا يجترىء المفسدون وتفسد الأمور وتضيع جهودكم = ولا تقيلوا (محسناً )كفؤاً مخلصاً مراقباً  لله في أعماله وأقواله إذا ثبتت براءته بعد التحقيق- هذا ما ذكره ابو تراب كرم الله وجهه ونواصل إن شاء الله.