الثلاثاء، 23 أبريل 2019

مقالات:• منصة:لاتنه عن خلق!


* من  الشعارات التي رفعها تجمع المهنيين وخرج تحت رأيتها الاف من السودانيين كانت المطالبة بالمساواة والحقوق للجميع وعدم العزل والإقصاء للآخر اي ان كان هذا الآخر وقد كانت هذه الشعارات سببا في أن يندفع الناس لمشاركة الثورة وكثير منهم غير مسيسين ولكن جذبتهم الشعارات وهم في الأصل ناقمين على النظام السابق وأخطاءه وازمات الاقتصاد وغيرها.
* بيد أن تجمع المهنيين وقوى اعلان الحرية تريد أن تئد هذه الشعارات عند أول منعطف حينما جاء الحديث عن توسيع المشاركة والاستماع لآراء الجميع في مسألة تسمية الحكومة الانتقالية المدنية وهي تقول بوضوح انها وحدها صاحبة الحق في احتكار التمثيل الثوري، و تتناسى أن هنالك تمثيل لكثير من القوى السياسية التي لم توقع معها الإعلان ولكنها شاركت في الحراك ضد النظام السابق ثم آخرين ليس لهم انتماء سياسي من الاساس شاركوا وثاروا وليس لديهم من يمثلهم.
* ليس القوى السياسية فحسب، بل حتى المجلس العسكري الذي لولاه لما تم التغيير أصلاً، المجلس الذي إنحاز لخيار الشارع واستلم السلطة بطلب الجماهير التي اعتصمت أمام القيادة وتعهد بتسليم السلطة وإقامة انتخابات حرة بعد عامين، يريد تجمع المهنيين إقصاء المجلس ذاته وتكوين مجلس مدني انتقالي مع تهميش دور القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتمثيلها فقط بعضو أو اثنين.
* قوى التغيير وتجمع المهنيين ارتكبوا أخطاء عديدة وآخرها إعلانهم تعليق التفاوض مع المجلس العسكري والسبب انهم لا يريدون أن يستمع المجلس لأي جهة أخرى بخلافهم وهذا خطأ وخطل كبير ولا بد من العودة للتفاوض والتعاطي العقلاني مع واقع البلاد الان هذا التجمع كال الاتهامات للنظام السابق بسبب الاقصاء ولكنه يعمل على تطبيق ذات المنهج دون حياء.
* ليس من الحكمة الصدام مع المجلس العسكري أو حتى مع القوى السياسية الأخرى الثورة ليست ملك لاحد وأغلب من شاركوا فيها لاينتمون لاحزاب سياسية.
* الآن على مواقع التواصل الاجتماعي هنالك الكثير من التململ من المعتصمين غير المسيسين الذين أشاروا صراحة إلى تعنت تجمع المهنيين وعدم حرصه على تسوية تشمل الجميع التظاهر والاعتصام لم يستمر إلى الأبد وإن كان وسيلة ضغط في السابق الآن أصبح لا يشكل ذات الأهمية وعنصر المفاجأة والمجلس العسكري يجد دعم كبير من أطراف إقليمية ودولية لتكملة فترة العامين التي أعلن عنها.
* لا أرى مبرر للتعنت في مسألة الحكومة المدنية الانتقالية طالما أنها حكومة تكنوقراط لا تمثيل للاحزاب فيها، من الأوفق والأفضل للبلاد وضع الكرة في الأرض والتوافق على الحكومة الانتقالية بين كل الأطراف الوضع لايحتمل.