الاثنين، 22 أبريل 2019

تقارير:أحزاب الشرق .. (العقدة على المنشار)


هددت باعمال حق تقرير المصير
حالة السيولة التي تمر البلاد انعكست بصورة واضحة على المشهد السياسي برمته وفي وقت لايزال البون شاسعاً بين القوى السياسية في المركز حول مصير الحكومة المدنية الانتقالية التي تدير شؤون البلاد خلال المرحلة المقبلة، برز مطلب يهدد وحدة السودان وذلك عبر الرسالة التي لوحت بها أحزاب من شرق السودان في مؤتمر صحفي عقدته أمس الأول معلنة فيه اعتزامها طرح الخطوة حال لم تكتمل مطلوبات سلام شرق السودان، وسبق أن انفصل من قبل جنوب السودان إثر تقرير المصير الذي أقرته اتفاقية نيفاشا للسلام التي وقعتها الحكومة السابقة مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق ليختار الجنوبيون الانفصال بأغلبية كاسحة، ويتخوف السودانيون من تكرار التجربة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق المناطق التي تشهد صراعات شبيهة تحت دعاوى التهميش من المركز ليبرز الخيار المرفوض في شرق السودان لأول مرة حيث لم يكن مدرجاً  في اتفاقية سلام شرق السودان التي وقعتها الحكومة مع فصائل الشرق التي كانت حاملة للسلاح في العاصمة الأرترية اسمرا في العام 2005م ووصفت الاتفاقية بأنها من أنجح الاتفاقيات حيث لم تطلق طلقة واحدة منذ توقيعها وصمدت في وجه الرياح والإعاصير.
تهديد
ويرى المحلل السياسي بشرق السودان عبد القادر بادناب أن حل صندوق الشرق الذي أقدم عليه رئيس مجلس الوزراء السابق محمد طاهر ايلا الشهر الماضي كان بداية الأزمة وافتعال معركة مع قادة أحزاب ومجتمع شرق السودان ولفت إلى أن الصندوق جزء من الاتفاقية ولم يكمل مشاريعه التنموية والخدمية التي التزمت بها الحكومة وتلك التي التزمت بها الدول المانحة وأشار بادناب في حديثه للوطن أن إلى أن هنالك تململ واضح من قادة الشرق وذكر أن الأوضاع في البلاد لاتحتمل الإقصاء ولابد من تمثيل واسع يراعي المناطق البعيدة  عن المركز والمهمشة على حد قوله ولفت الى أن المحاصصات والصراع الذي يدور الآن في المركز لايعبأ بشرق السودان والمناطق المهمشة وواضح أن الأحزاب يهمها أن تفرض تمثيلها وقال إنهم يرفضون هذا الإقصاء.
براغماتية
وقال الإعلامي المنتمي لشرق السودان الأستاذ محمد إدريس عمر أن  هذه الأحزاب التي هددت بطلب تقرير المصير أحزاب كرتونية صنعتها موازنات هلامية ولم يفوضها أحد للحديث باسم  الشرق وأضاف هذه الأحزاب تريد أن تعلن عن نفسها في هذا التوقيت بطريقة براغماتية قديمة ومكشوفة وهي مسألة تتعلق بالمناصب والحصول على كيكة التمثيل في الحكومة الانتقالية ورفض إدريس حديثها وقال إن الشرق جزء أصيل من السودان الموحد.
انتباه
بدوره ألمح الدكتور خالد حاج أحمد المتخصص في الدراسات الدولية والسياسية إلى أن هنالك مؤامرة دولية قديمة لتقسيم السودان وهي معلنة وقال إن توجهات مثل هذه الأحزاب تدعم هذا الخط وقال إن الخريطة التي أعدتها دوائر صهيونية وغربية من قبل تشمل دولة شرق السودان ودولة دارفور وشمال السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأضاف في حديثه قائلاً : اتمني أن ينتبه المجلس العسكري لما يحاك  من مؤامرات و أن يدعو لانتخابات مبكرة لكي يجنب البلاد مثل هذه الفتن ومحاولات  تلك الأحزاب التي لا وزن لها ولا قيمة وقال يجب أن تكون وحدة السودان خطاً أحمراً بعيدًا عن المزايدات السياسية.
أجندة
وفق السياق أكد البروفيسور حسن عباس المحلل السياسي أن اتفاقية شرق السودان التي تم توقيعها وشاركت بموجبها أحزاب وحركات الشرق في الحكومة منذ حوالي خمس عشرة عاماً  لم تشر من قريب أو بعيد لمسألة تقرير المصير واعتبر عباس الخطوة من قبيل المزايدة السياسية وقال إن الأحزاب التي تقدمت بهذا التهديد تريد المشاركة في الحكومة الانتقالية وحصة لتمثيل الشرق وقال الأمر لايتعدى مطامع حزبية.