الاثنين، 22 أبريل 2019

مقالات:• منصة : سلوك لايشبهنا


٭ حينما خرج الشباب يهتفون في الطرقات (حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ) وهتفوا أيضاً (سلمية سلمية)، وانحازت لهم قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية الأخرى كنا نتمنى أن تتواصل  هذه المعاني وهذه الصورة والشعارات المرفوعة الكبيرة فيها معناها ودلالاتها غض النظر عن اختلافنا مع من قادوا الشباب وحشدوا اختلافاً فكرياً وسياسياً ولكن ماحدث حتى الآن من إساءات وتجني واعتداءات على قيادات ومنسوبين للنظام السابق والأحزاب التي شاركت فيه يعد أمراً غير مقبول وسلوك لايشبهنا كسودانيين عرفنا بالشهامة والنبل والترفع عن الصغائر والإساءة للناس وأخذهم بالشبهات وقد تنسف مثل هذه السلوكيات شعارات الثورة التي رفعتها وتجعل منها مجرد شعارات بلا مضمون.
٭ الجمعة الماضية وعقب صلاة الجمعة تم الاعتداء على الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالمؤتمر الشعبي ومساعد رئيس الجمهورية السابق وكل جريرته إنه خاطب المصليين وطالبهم بدعم المجلس العسكري لتحقيق الاستقرار في البلاد فلحق به بعض للمتفلتين وأوسعوه شتماً وتقريعاً واساءات وهشموا زجاج سيارته وهذا سلوك بربري إقصائي.
ً٭ أمس الأول تم الاعتداء على المواطن حاج ماجد سوار الأعزل  قبل منسوبي قوى الحرية والتغيير داخل طيران العربية ، وهو في طريقه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل موظفاً  في مركز دراسات في إمارة الشارقة وتهجم عليه البعض داخل الطائرة رافضين إقلاعها حتى ينزل ويتم القبض عليه وهو الذي جاء لأداء العزاء في ابن أخيه، وتم الاعتداء عليه بالأيدي واللكمات حتى تدخل الجيش بقوة حضرت خصيصاً  وتم أفتكاكه من بين أيديهم وعاد إلى منزله مع العلم إن حاج ماجد راجع قوائم الحظر فهو ليس من القيادات المحظورة من السفر  ولم يرتكب جرماً  ويعلم الجميع خلافاته مع الحكومة ، وكم مرة استقال وكم مرة أقيل من المناصب آخرها كان منصب الأمين العام لجهاز المغتربين الذي أقيل منه ومثل هذا السلوك مع حاج ماجد وغيره  يفضح شعارات (حرية .سلام وعدالة) وينبئ بمستقبل قاتم للبلاد  تسوده الفوضي والإقصاء وتصفية الحسابات الشخصية تحت مظلة الشرعية  الثورية أن لم يتدارك العقلاء هذا الأمر حتى لا تنزلق البلاد إلى الفوضى وأخذ القانون باليد.
٭ نحن لسنا ضد المحاسبة والمساءلة لكل من يثبت عليه جرم ولكل من يتهم ولكن هنالك قانون وإجراءات واتهامات ومن بعدها إما براءة أو إدانة وأحكام وفقاً للقانون ولكن الذي يجري حتى الآن يشير إلى أن البعض يريدها مثل الغابة كل من يريدون اتهامه يتهم ويدينه البعض  بطريقتهم لا بالقانون.
٭ أعجبتني الناشطة  تراجي مصطفى وهي تتحدث في تسجيل صوتي تدين هذا السلوك الهمجي وتذكر الناس بقيم أهل السودان وتسامحهم وبقيم الدين وشعارات الثورة.
٭ نحن في حاجة ماسة وعاجلة لمراجعة هذه السلوكيات الغريبة علينا والدخيلة على مجتمعاتنا وأعمال العقل في الخلافات السياسية فهي مهما بلغت لا تعطي الحق في أن نعادي ونعتدي على الآخر.
٭ كذلك لابد من الابتعاد عن أعراض الناس وإلقاء الاتهامات جزافاً  دون تثبت وهنالك الكثير من هذه السلوكيات تفشت في وسائل التواصل الاجتماعي ودخلت بيوت الناس واتهمتهم دون دليل فقط مزاج البعض وخلافاتهم يجب أن تتمثل قيم الدين ولايجرمنكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى، يجب أن نرسي أدب دولة القانون لا دولة الغابة وعلينا إيقاف هذا العبث حتى لايحدث مالايحمد عقباه.