الأربعاء، 24 أبريل 2019

تقارير:وزارة الخارجية.. إنهاء التعيينات السياسية


إعفاء عدد من السفراء 

مطالب عديدة دفعت بها قوى المعارضة عقب الثورة نادت فيها بإبعاد كوادر وقيادات المؤتمر الوطني عن كل مفاصل الدولة ولكن جاء التركيز بصورة على وزارة الخارجية حيث تقول القوى السياسية المعارضة إنه لابد من إبعاد كل السفراء الذين تم تعيينهم ضمن التعيينات السياسية من قبل النظام السابق للترضية والسيطرة على الوزارة السيادية المهمة، المجلس العسكري الذي شرع في أعتقال واعفاء قيادات المؤتمر الوطني من كافة المواقع، بدأ في وزارة الخارجية بإعفاء الفريق أول أمن محمد عطا المولى عباس سفير السودان بواشطن والدكتور مصطفى عثمان اسماعيل سفير السودان بجنيف، ومندوبه الدائم لدى المنظمات الدولية هناك باعتبارهما من رموز النظام السابق وقيادات الصف الأول فيه، وتواصلت القرارات أمس الاول حيث أصدر المجلس العسكري الانتقالي عدد من القرارات قضت بإعفاء عدد من السفراء الذين تم تعيينهم سياسياً وذلك استجابة لمطالب الثورة  و استكمال ابعاد منسوبي المؤتمر الوطني عن مفاصل الدولة ووجدت الخطوات إشادة من المراقبين وبعض قادة الأحزاب.

قائمة السفراء 
 وتواصلت  إجتماعات المجلس العسكري الإنتقالي بكامل هيئته بالقصر الجمهوري أمس الأول، وأصدر المجلس عددا من القرارات المهمة والمراسيم الدستورية تتعلق بهيكلة أجهزة الدولة شملت إعفاء عدد من السفراء من العاملين بمحطات خارجية حيث تم إعفاء كل من السفير عبدالباقي حمدان كبير سفير السودان بزيمبابوي والسفير الصادق بخيت الفقيه سفير السودان بإديس أبابا والسفير عبدالعظيم الشيخ القنصل بجمهورية مصر العربية ( أسوان ) والسفيرة سناء حمد العوض سفيرة السودان ببانكوك والسفير عبدالله حسن عيسى سفير السودان  بكيجالي والسفير جعفر محمد آدم سفير السودان  بجمهورية النيجر ( نيامي). 
كما شملت قرارات الإعفاء مدير إدارة الطيران الرئاسي اللواء مهندس إبراهيم الخضر. 
تعزيز ثقة
ويرى المحلل السياسي والأكاديمي الدكتور عبد الملك عبد الرحمن أن مثل هذه القرارات من شأنها تعزيز الثقة بين المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية والشارع السوداني ولفت عبد الملك إلى أن هذه واحدة من المطالب الأساسية للثورة ابعاد قيادات المؤتمر الوطني وتفكيك الدولة العميقة وقال إن القرارات  تدعم التماسك الداخلي وتقرب المسافات بين المجلس العسكري وقوى التغيير وأضاف عبد الملك في حديثه للوطن أن المجلس العسكري اثبت جدية كبيرة في تعهداته بإبعاد المؤتمر الوطني عن ادارة الدولة وقال إن الواجب يتطلب دعم المجلس وإسناده لإكمال مهمته والمرونة في التفاوض السياسي معه.
تقبل
وفي أول تعليق بعد قرار اعفائها قال السفيرة سناء حمد العوض (أقول للمرة الثانية ، الحمدلله تعالى أن خفف عنا عبء المسئولية وكفانا هم الأمانة وأعتقنا من رق الوظيفة العامة ونسأله تعالى أن يتقبل عملنا ، فما أصبنا فيه فبتوفيقه وفضله وما قصرّنا فيه فمن أنفسنا) .
وقالت سناء سيظل السودان هذا الوطن القامة مقدماً على كل انتماء وسنظل نخدمه ما وسعنا ذلك ، ليكون أرض سلام وأمان ، وليظل أرض كرم وكرماء، وأمنياتي للمجلس العسكري الانتقالي بالتوفيق والعبور بالبلاد لبر الأمان .ولزملائي وأبنائي بوزارة الخارجية كلّ التوفيق في خدمة بلادهم بتجرد وتفانٍ ونبل.
اعلام وخارجية 
يذكر أن السفيرة سناء قد عملت في قطاع الإعلام في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وكانت ضمن قطاع الطلاب وشغلت موقع وزيرة الدولة بالاعلام وتم اعفائها عقب خلافات مع وزير الاعلام وقتها عبد الله علي مسار ليغادر الاثنان الوزارة وتم تعيين سناء لاحقاً سفيرة بوزارة الخارجية تعيين سياسي وعملت برئاسة الوزارة ومن ثم تمت تسميتها سفيرة  للسودان بتايلاند قبل عام ونصف.
عودة الفقيه
السفير الصادق بخيت الفقيه يعد من الخبراء في مجال الإعلام وشغل موقع المستشار  الصحفي  لرئيس الجمهورية وتم تعيينه سفيرًا بالخارجية وسمي سفيرًا بالأردن لعدة سنوات،  وعين وزيرًا للدولة بوزارة الإعلام في التشكيل الحكومي قبل الأخير واعتذر عن التكليف لظروفه الصحية، ليتم تعيينه سفيراً باديس أبابا حتى اعفائه مؤخراً ليعود إلى البلاد بعد سنوات من العمل الخارجي.
إعفاء الجنرال:
الجنرال عبد الله حسن عيسى سفير السودان في رواندا الذي تم اعفائه أمس تنقل في عدد من المواقع حيث شغل منصب الأمين العام لديوان الضرائب ، وأمين عام المواصفات والمقاييس ، وعين في الخارجية ضمن التعيينات السياسية وسمي سفيراً بكيجالي حتى لحظة اعفائه ليخرج الجنرال من الوزارة بقرارات جمهورية مثلما عين بها سابقاً.
(تقريش) 
ويقول الاستاذ عبد الله الدومة أن وزارة الخارجية أصبحت في الفترة الماضية من عمر النظام السابق مكاناً لتقريش القيادات السياسية التي تفقد مواقعها التنفيذية وقال إن هذا التوجه أضر بالعمل الدبلوماسي المهني وقال من غير المقبول اعتبار الخارجية مخزن للفاقد الدستوري والترضيات وطالب الدومة بإعادة النظر في مثل هذا المنهج الضار حسب قوله وقال إن وزارة الخارجية لا تزال تحتاج إلى هيكلة ومراجعة السفراء والمعينين سياسياً وقال إن هنالك الكثير من الذين عينوا سياسياً على رأسهم رئيس الوزراء السابق معتز موسى ، والسفير كرار التهامي والسفير محمد حاتم سليمان وآخرين ونوه إلى أن الاعتماد على الكفاءة المهنية والتدرج الطبيعي ينبغي أن يكون ديدن الدولة في الفترة المقبلة.