* نداء السودان قدم للحديث إنابة عنه القيادي السابق بالحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان والذي أصبح بلا جيش ولا ثقل سياسي، ولذلك ليس أمامه غير التخريب البارع فيه ورفض الحلول والحوار ، تلى عرمان بيان نداء السودان والفرحة تكسو وجهه وهو يعلن عن إلغاء التزام نداء السودان بخارطة الطريق الافريقية التي وقعها في أديس أبابا ولم ينس أن يكيل الاتهامات للحكومة كعادته ، ويقول إنها تماطل ولن تنفذ أية اتفاقيات، وإن نداء السودان في حل من خارطة الطريق وأنها تضع يدها مع قوى الإجماع وتجمع المهنيين وغيرها من القوى السياسية المعارضة للنظام والاتفاق على دعم الثورة وخيار إسقاط النظام.
* يقول عرمان ذلك وهو يعلم أن مسألة إسقاط النظام ليست بهذه السهولة، وقد جربوا بتحريض الشارع من قبل والشهور الثلاثة الماضية بل وجربوا حتى السلاح لثلاثة عقود من الزمن وفشلوا ولمن عرمان يعرف انه لا يملك سلاح الآن ولا ثقل سياسي وليس أمامه خيار غير هد المعبد ورفض الحلول السلمية واستمرار حالة الفوضى.
* ولكن فات على عرمان وقوى نداء السودان التي ينطق باسمها أن خارطة الطريق هذه لم يكتبها المؤتمر الوطني رغم أن ممثله المهندس إبراهيم محمود وقع عليها وقتها لأنها تضع نقاطاً أساسية للحوار والتفاوض حول مستقبل السلام والوفاق بالبلاد والخارطة أعدتها الوساطة الافريقية بقيادة الرئيس أمبيكي بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والأوروبي والمجتمع الدولي، ولهذا مثلما يقال (دخول الحمام مش زي الخروج منه) ولن تقبل الوساطة الأفريقية أو المجتمع الدولي هذه الخطوة الرافضة السلام والتنصل من الخارطة التي وقعت عليها كل الأطراف.
* ويعرف عرمان أهمية المجتمع الدولي وشركاء السلام ولكنه دفع بنداء السودان إلى المواجهة مع الأطراف الدولية في وقت يحاول فيه نداء السودان استعادة ثقة ودعم المجتمع الدولي.
* الغريب في الأمر أن تجمع المهنيين الذي أعلن عرمان الوقوف معه رفض المشاركة في اجتماعات نداء، السودان في باريس، وأوضح أن عرمان يتمسح بتجمع المهنيين ويتقرب إليه ليرفع سقف التفاوض ويكسب بعض الكروت للضغط على الحكومة.
* حال المعارضة كله من بعضه التجمع لا يقبل نداء السودان ولا يثق في حزب الأمة وقبل مشاركته على مضص وقوى الاجماع ترفض الصادق وتختلف مع نداء السودان والحال كهذا بينهم فكيف إذن بالاتفاق مع الحكومة.
* رفض التفاوض منطق عاجز والقفز من خارطة الطريق ليس بالأمر السهل والآن نداء السودان وعرمان في ورطة.