مصنع تعليب الفاكهة والخضروات بمدينة كريمة هذا الاسم الذي كان له صولات وجولات في عالم الصلصة في الأسواق داخلياً وخارجياً وذلك في الماضي الجميل ولا زالت صلصة كريمة تُذكر بذكريات تجترها الأجيال والعمال الذين عملوا في هذا المصنع وعاصروا إدارات كانت مسئولة وكفاءة يتحدث عنها تاريخ هذا المصنع. وكانوا يعملون والوطن في حدقات العيون، وما ذكرت هذه الكفاءات إلا وذكر المدير العام في ذلك العهد الجميل السيد/ عووضة عويس والذي في عهده كان المصنع يعمل ليل نهار كخلية نحل إنتاجاً وتربعاً في الأسواق، وكان ماضي وضع بصماته لهذا المصنع رجال كفاءات لن ينساهم التاريخ.
كان المزارع تُوزع له التقاوى والإرشادات الزراعية وكل التسهيلات. الآن المصنع تم تحديثه وأصبح أكثر تطوراً وفرح بذلك المزارعون واستبشروا خيراً وإنتاجاً كثيراً، وقد زرعوا مساحات شاسعة وقيل لهم أن المصنع الآن يستوعب كميات كبيرة من الطماطم لحداثته، واستدانوا واقترضوا وبذلوا مجهودات جبارة لزراعة الطماطم واستوت الزراعة وحان قطافها والحصاد، وللأسف الشديد أُحبطوا ولم يجد إنتاجهم تسويقاً والمصنع متوقف تماماً. وقد جأروا بالشكوى ولكن لم تكن هنالك أذناً صاغية لشكواهم. وهنا لنا وقفة، من المسئول عن هذه الخسارات التي خسرها المزارعون؟؟ حيث اقترضوا واستدانوا وزرعوا ولم يجدوا تسويقاً من المصنع، وقد تلف جل إنتاجهم من الطماطم هكذا صرّح أحد المزارعين وذكر أنه اقترض من البنك وكان يأمل الكثير. والآن يجتر الألم ويزرف الدمع ودموع الرجال غالية إذا ما نزلت من المآقي والشيء المؤلم أن إدارة المصنع قامت بتشغيل المصنع ليوم واحد وذلك خلال الأسبوع الثاني من هذا الشهر وتم استدعاء الإعلام وإحدى القنوات وتم التصوير مما يوحي أن المصنع يعمل ليل نهار.. وفي اليوم الثاني توقف تماماً وأُغلقت الماكينات. ماذا يعني ذلك أيها المسئولون؟ هنالك علامة استفهام تحتاج لوقفة ولا بد من حل هذا اللغز..
مصنع بهذه الضخامة بداخله مدير عام ومجلس إدارة وعمالة كثيرة يعمل ليوم واحد ويتوقف، وسؤال يطرح نفسه ماذا يصنّع هذا المصنع وما هو إنتاجه؟ ومن أين لهذه العمالة صرف مرتباتها؟ إلا أن يكون هذا المصنع يصنّع أشياء أخرى لا علاقة لها بالمزارع، عندها كان يجب أن يُخطر المزارع ألا يزرع طماطم حتى لا يخسر. ولا زال السؤال قائم.. من المسئول عن هذا المصنع وماذا يصنع هذا المصنع؟ وحتى يصل المزارع لفك طلاسم هذا اللغز يضع المعول ويرتاح.. وللحديث بقية.