٭ أحمد ربشة في فترة وجيزة صنع مجداً يعيش دهراً وابتكر اسلوباً جديداً في الأداء والألحان والصوت يجعل أذنك تقع على الجملة التي تريد قراءاتها كلمة تخاطبك وأُخرى تخاطب من يجلس بجوارك أو ثلاثة تخاطب من تحب وأخرى إن شئت تخاطب من يجلس فوق كرسي السلطة، هكذا كان يغني ربشة ويبعث الأماني في الإتجاه الذي يريد.
لذلك عندما تسيطر علينا الكآبة والإكتئاب تزداد حاجتنا إلى المعجزة النادرة وإلى صوته خصوصاً حين يردد ربشة بسلطنة بالغة الأثر أُغنية الرائد عثمان الشفيع ..
يا إله فني هاك قول عني
أهدي ليك اسمي الفنون مني
٭ هكذا مضى الفنان أحمد ربشة لتظل رحلة صعوده إلى القمة وتفرّده لُغز محير لكثير من النُقاد تماماً مثل ما تظل العبقريات والمعجزات لغزاً غامضة لا أحداً يعرف أو يضع يده على مداها فكل صيغ المبالغة الموجودة في الإبداع البيئي الذي كوّن شخصيته الفنية لا تعطي أحمد ربشة حقه المستحق فهي معجزة مرّ عليها الزمن ليكشف لنا جزءاً يسيراً جداً من صلابته أخيراً.