أحمد الأمين : نحن الجيل النفسو طويل من ديسمبر لــــ أبريل
لينا: من أجل الوطن نستحمل الزمن مثلما ما استحملنا الرصاص
تضج ساحة الاعتصام المتاخمة لقيادة الجيش وسط العاصمة الخرطوم بالحيوية والنشاط على طول ساعات اليوم ..ليس هناك مجالاً للسكون أو الراحة الكل يعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة التي اندلعت نهاية ديسمبر من العام الماضي ولازالت مستمرة حتى اليوم ..الكل ينتظر أن يذهب الظلم ويأتي العدل ..وتتطهر مؤسسات الدولة من الفساد والمحسوبية ..الجميع ينتظر استرداد الأموال المنهوبة من قادة النظام البائد ..الغالبية تريد تصفية وهيكلة جهاز الأمن الذي زهق أرواح اخوانهم الشباب ..هذه هي المطالب التي يريد تحقيقها ..الوطن أجرت استطلاع من داخل ساحة الاعتصام طرحت من خلاله سؤالين على الشباب الثائر ..إلى أي مدى حققت الثورة أهدافها ؟ وهل يمتلك الشباب النفس الطويل والقدرة على الصبر للمواصلة ؟
استطلاع وتصوير / علي أبوالكنزة
عند أول نقطة تفتيش بالقرب من دار الشرطة بري »شرق ساحة الاعتصام« يقف مجموعة من الشباب يقومون باجراء اللأزم وتأمين الدخول ويقودهم شاب ملتحي بشوش اسمه »أحمد محمد يحيى« سألته من دون مقدمات »في نظرك إلى أي مدى حققت الثورة أهدافها؟ رد وكأنه متوقع السؤال وقال : حتى الآن الثورة حققت الكثير من الأهداف ويكفي إنها زلزلة الأرض تحت قيادات النظام التي تم اعتقالها بما فيهم المطالبين دولياً ومع ذلك لم نر حتى اليوم محاكمة أو إجراءات حقيقة تقذف الطمأنينة في دواخلنا لذا سنظل متواجدين حتى تتم تحقيق المطالب والأهداف كاملة دون نقص ..
*هل تعتقد أن الشباب لديه النفس الطويل والقدرة على الصبر لمواصلة المشوار ؟
قال: »ابقوا الصمود حواته« لن نبرح مكاننا لحظة لأننا نمتلك العزيمة والاصرار وسنظل ثابتين حتى يتم تحقيق مطالبنا محاكمة الذين قتلوا الشعب نحن »بري الصمود«..
وبالناحية الجنوبية الموازية لهم توجد نقطة تفتيش خاصة بالكنداكات وهناك طرحنا نفس الاسئلة إليهن فقالت لينا محسن : في واقع الأمر أن الثورة حققت الكثير من المطالب حتى الآن يكفي أنها ساهمت في القاء القبض على رؤس النظام البائد »الكيزان« ، ويكفي أنها بهدلت الرئيس المخلوع وزوجته التي نريد أن يكونوا جميعاً في سجن كوبر، ونشاهدهم في أروقة المحاكم حتى نطمئن ، كما أن الثورة نجحت في استرداد جزء من الأموال المنهوبة ..
وعن قدرتهم في التحمل والصبر ومواصلة المشوار قالت لينا : نمتلك مخزون كبير من الصبر، لقد صبرنا 5 أشهر وقادرين على البقاء أشهر أخرى ، وفي تلك الفترة تحملنا الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع »البومبان« و نستطع أن نتحمل الشمس والحر من أجل بلوغ غايتنا، انتظارنا ثمن بسيط ندفعه من أجل ان يكون الوطن كما نود ..
بالقرب من مباني التدريب المهني الخرطوم وأمام الطريق الوعر المؤدي إلى مستشفى العيون وجدت شاب يقف شامخاً وصلد رغم نحالة جسمه ، يبدو عليه ينحدر من جذور اسرة مشبعة بالوطنية ، عرفته بنفسي وقلت له ماهو أسمك؟ قبل أن اعرض عليه السؤالين الذين في جعبتي وهما » في نظرك إلى أي مدى حققت الثورة أهدافها؟ ، وهل تعتقد أن الشباب لديه النفس الطويل والقدرة على الصبر لمواصلة المشوار ؟..قال لي : أما عن الاسم فانا إسمي »الوطن!! وإذا أردت صورتي فهي علم السودان!!! ثم أردف : السؤال الأول أجزم أن الثورة حققت الكثير من الأهداف كما إن أفضل ماظهر في هذه الثورة أنها نجحت في جمع شباب السودان كله دون فرز، وادركنا أن الوطن ملئ وزاخر بشبابه »شفاته وكنداكة« ..عندما طلعت الثورة خرجنا للموت أما أن نلحق بالشهداء أو نسقط النظام ، ليس هناك خيار ثالث وبالجد تحققت كل الشعارات بما فيها »نصوم رمضان من غير كيزان«..
وعن السؤال الثاني قناعتي أن الشباب يملك من العزيمة ما يجعله يصبر أكثر وأكثر حتى تتحقق كافة الأهداف ونبني السودان من جديد وان لم نحقق هذه الاهداف يصبح ليس لدينا فرق من »الكوز« ..
ويقول الشاب«أحمد الأمين سليمان » : أولاً حققنا الكثير من الأهداف ووصلنا إلى مرحلة لايمكن أن نصلها وهي أن تتنازل الرموز الحاكمة بهذه السهولة وبهذه الدرجة ..
ثانياً : انتصرنا لإخواننا الشهداء بالاضافة إلى هذه الانجازات ظهرت في ساحة الاعتصام الكثير من القيم السودانية الحقيقية التي تؤكد أن الثورة نقيه وصادقة وهي التكافل الاجتماعي دون من أو أذى ، اختفت العنصرية التي كانت ظاهرة في عهد النظام البائد وظهرت الوحدة والتعاضد لدرجة أن« الواحد مننا لوداير يموت من العطش بجغم وبدي الباقي لاخوه » ورغم كل ذلك لازلنا لدينا مطالب لن نتركها حتى تتحقق ..
ورد على السؤال الثاني » وهل تعتقد أن الشباب لديه النفس الطويل والقدرة على الصبر لمواصلة المشوار ؟..قال : »نحن الجيل النفسو طويل من ديسمبر لي ابريل » الناس هنا في ساحة الاعتصام صابرة ولن تتزحزح قيد أنملة حتى تتم تحقيق جميع المطالب الباقية منها هيكلة الأمن ومحاسبة رموز النظام ..
ويقول الشاب »داؤود محمد داؤود« الذي يطلي جسمه بالوان علم السودان وبعض شعارات الثورة : في رأي أن الثورة حققت 80% من الأهداف التي خرج من أجلها الشباب والمحتجين بما فيهم الشهداء الذين دفعوا ارواحهم فداء للوطن والتغيير ، ومن نستعيد إلى هؤلاء الشهداء حقهم يجب محاكمة »البشير« ورموز نظامه ، ولم نقل الثورة انتهت بتنحي البشير وإنما بتحقيق الاهداف وتطهير مؤسسات الدولة من قبضة المفسدين ، ومع ذلك أرى أن هناك نسبة 20% من الاهداف لم تتحقق منها قانون الحريات ، حكومة مدينة، محاسبة القطط السمان ، استرداد أموال الشعب من الخارج ..
وعن مدى صبر الشباب لمواصلة المشوار حتى النهاية قال داؤد: لن نمل نحن جيل لدينا مايكفي من الصبر والجلد فقد خرجنا قبل 5 أشهر لنحارب داخل الاحياء والمناطق السكنية واستمرنا فيها 4 أشهر كاملة حتى جاء 6 أبريل وتحول الجميع إلى ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش وهنا سقط النظام ولن نذهب حتى تتحقق المطالب وأريد أن أختم حديثي بهده الجملة »عندما ينتهي الربيع العربي يبدأ الصيف السوداني »
موسى الحجازي صغير في سنه ولكنه كبير في فهمه ، يمتلك قدرة كبيرة في قرأة الواقع السياسي والمتغيرات التي صاحبت المرحلة وحول سؤالي عن هل حققت الثورة أهدافه قال : اعتقد جازماً أن الثورة حققت جزء كبير من أهدافها وهو أمر واضح وبين على أرض الواقع مثل إزالة النظام السابق والقضاء على رموزه ورمزيته التي أصبحت لا قيمة لها عند الشعب السوداني والشباب الثائر ، ولكن في رأيي لم يتم تحقيق كل الأهداف وإزالة بقايا شراذم النظام والمرتزقة ، لم يتم بعد إعادة الأموال التي نهبوها إلى خزانة الدولة ،وان الذي صرح به المجلس العسكري الانتقالي بأنه تم اعتقالهم لازالوا موجودين ومساكين مفاصل الدولة ، وليس هناك مايثبت إنه تم اعتقالهم ، وهناك سؤال مطروح لماذا لم يتم حل جهاز الأمن والمخابرات والتسرع في هيكلته بطريقة تكون مواكبة للتغيير..
أما اجابته على السؤال الثاني *هل تعتقد أن الشباب لديه النفس الطويل والقدرة على الصبر لمواصلة المشوار ؟ قال حجازي : شباب الثورة يمتلك طاقات كبيرة وقدرة فائقة على الصبر ، كما إنه ليس لديهم مايخسرونه فقط أمامهم العمل على انجاح الثورة وهي قيمه كبيرة أفضل بكثير من ان يعود الشباب مرة أخرى إلى سابق العهد حيث كانو عاطلين ، منبوذين داخل الاحياء ، كما ان رؤيتي للثورة أكبر من تصنيفها في شريحة واحدة لان هذه الثورة ليست للشباب فقط وانما ثورة من أجل الوطن ..
أما الكنداكة »سعيدة« التي تدرس الطب بجامعة كردفان قالت : حتما أن الثورة حققت الغالبية من أهدافها حتى الآن في فترة زمنية وجيزة ، وهذا يدل على نجاح الثورة التي اندلعت قبل 5 أشهر وقدمت عدد من الشهداء والجرحى من أجل اقتلاع النظام البائد من جذورة ، وها هو السودان اليوم يتهيأ لعهد جديد خالي من الفساد والمحسوبية وغيرها من الأشياء التي دمرت قدرات البلاد واقعدته عن التطور ، ويقيني أن هناك بعض الاهداف لم تتحقق بعد ويجب أن نذهب في هذا الطريق حتى نحقق كل المطالب ..
وعن مدى قدرة الشباب في الصبر للسير إلى نهاية المشوار تقول سعدية: يمتلك الشباب روح كبيرة وثبات وجلد من أجل مواصلة المشوار الذي لم يتبق فيه الكثير فلقد قطف الشباب الثمار وليس لديهة هدف سوى الصبر والعمل حتى نصل إلى النهاية السعيدة بناء سودان جديد كامل الدسم ملئ بالحرية والعدالة والمساوة ..