الاثنين، 29 أبريل 2019

استطلاع:نقل الاحداث الاخيرة في السودان..القنوات العربية في الميزان!!  


صحفي : قناة الحدث نقلت الاحداث بكثير من الشفافية
باحث: ثورة السودان كانت يتيمة الأب والأم وتبناها (لايف الفيس بوك)!!
إعلامي: بعض القنوات لم توفق في النقل لانها تخشى نقل حمي هذا الحراك لدولهم

 
تُعد كل من قناة الجزيرة ، العربية ، الحدث، من أكبر القنوات الفضائية العربية التي تمد الناس بأخبار العالم ومجريات الاحداث حتى في دولهم ، ولدى كل منها جمهور كبير من السودانيين، لكن البعض أتهم هذه القنوات بتغافل الثورة السودانية والتقصير في عكس ما يدور بالسودان خاصة عند بداية أندلاع الثورة ، في الوقت الذي تتابع كل قناة أقل الاحداث في الدول الأخرى ، (الوطن) وضعت تلك الفضائيات الثلاث في الميزان وعكست وجهات نظر بعض المتابعين لمعرفة اي منها كانت أكثر حيادية في نقل احداث الثورة السودانية وقامت بتخصيص المساحة المطلوبة  للتغطية ، وأتتكم بالحصيلة التالية... 

*مجهود مقدر!!*
النور عثمان (موظف) طرحنا عليه هذا التساؤل فقام بترتيب القنوات على حسب مستوى الحيادية والمساحة التي أعطتها للثورة السودانية واضعآ الحدث في المرتبة الأولى بحسب تقديره تليها العربية من ثم الجزيرة، وقال: إن الحدث كانت حاضرة وراء كل جديد وفي كل المواقف وعبرت عن رأي الشارع وقامت بتقليب الأوراق إلي درجة أن حكومة الانقاذ قد تضايقت منها ، وأضاف "النور" كانت الجزيرة ناطقة بإسم كافة الاخوان المسلمين هنا وفي قطر ، ولكنها عملت بشرف المهنة وكان هنالك مجهود مقدر من المراسلين ابناء السودان بها ، ونقلوا الأخبار باحترافية ومصداقية وعانوا ما عانوا وتعرضوا لمضايقات كثيرة من قِبل الأجهزة الأمنية. وقد اتفقت معه في وجهة نظره تلك نجلاء السماني (ناشطة في حقوق الإنسان) والتي اشارت الى أن قناة الحدث هي الأكثر تغطية ومتابعة للمجريات معللة ذلك بأنها تقوم بالبث المباشر والاستطلاعات من داخل الميدان ، وزادت : لقد كانت الحدث أكثر شفافية منذ بداية الاحداث وحتى الآن، أما قناة الجزيرة فكانت تأتي احياناً بخبر بسيط ولا تقوم بتغطية كل ما يحدث .
*سياسات دولية!!*
اما محمد المجتبى (مهندس) فكانت وجهة نظره انه  لم يكن هنالك نقل بحيادية البتة،  وأرجع ذلك إلي أن هذه المسألة تحكمها تدخلات من دول هذه القنوات (قطر، الامارات، السعودية) وما تمليه عليهم، وتابع: إن هذه الثورة بدأت من قبل أكثر من (3) أشهر ما قبل الاعتصام ولم تكن هنالك تغطية بالقدر الكافي بل كان هنالك تعتيم من قبل هذه القنوات لأن حكوماتها كانت متحالفة مع البشير ولكن عندما أصبح الموضوع أكبر بدأ نقل الإعتصام والذي لم يكن امامهم سوى نقله ، وجدد "محمد" حديثه بأن هذا الأمر يخضع إلي سياسات دولية وأن كل حكومة تعمل  لمصلحتها في الاقليم أو افريقيا ، ونرى أن الحدث تقوم بالمهاتفات والاستطلاعات وتكون أخبار السودان هي  المتصدرة لكل الفترات الإخبارية وأن تحركاتها أكبر من الجزيرة   من جانبه فقد أكد بهاء الدين الحاج (طبيب) أن قناة الحدث هي الأكثر تغطية لأحداث السودان ، وبالرغم من أنها هي وقناة العربية مجموعة واحدة إلا أنها كانت أكثر نقلاً وأشار هنا إلي المجهود الذي بذله كل من (رفيدة، سعدالدين حسن، تسابيح مبارك)، وقام بتقسيم الأحداث: إن الاعتصام بداء في يوم (6) أبريل وإذا ما قسمنا الثورة ما قبل (11) أبريل (يوم الانقلاب الأول) وما بعده، نجد أن الحدث كانت تقوم بالبث المباشر من الميدان وتستضيف ناشطين وقيادات سياسية من قبل يوم (11) ودخلت الجزيرة في الفترة الثانية مع انبهال موجة القنوات، أما بالنسبة لقناة العربية قال "بهاء الدين" لم تكن العربية تنقل الاعتصام مباشرة في الايام الأولى بإحترافية وكانوا ينقلون أماكن لا يوجد بها جمهور كبير .
*صمت تام !!*
وصف عبداللـه شم (باحث في الحضارة السودانية) ثورة السودان بأنها كانت يتيمة الأب والأم ولم تجد الرعاية إلا من خلال تبني (لايف الفيس بوك) الذي اسهم اسهاماً مباشراً في بث اخبارها وسط صمت تام وكامل من القنوات الاخبارية ، وواصل حديثه : و"ما زاد الطين بلة" هو القمع الذي واجهته القنوات الاخبارية التي حاولت نقل ما يدور في السودان خصوصاً قناتي الحدث والعربية حيث كانت الاولى أكثر فاعلية في تناول أخبار الثورة مستعينةبالفيديوهات التي يتم بثها عبر صفحات الفيس بوك من قبل الثوار فسبقت قناة العربية بالف سنة ضوئية ، أما قناة الجزيرة التي كانت الداعم الابرز لأغلب ثورات الربيع العربي فقد تناولت ما يدور في السودان باستحياء من باب هذا خبر وقد قمنا بتناوله ، وربما كان لتحالف قطر مع النظام البائد دور في ذلك، ولكن حينما سقط النظام تهافتت هذه القنوات لتناول الشان السوداني بكثافة كانها تبحث عن شفيع لها عن قصورها في تناول ثورة ديسمبر المجيدة . من جانبه فقد اوضح د- محمد أدم الحمدابي (أستاذ بجامعة الخرطوم كلية الاداب قسم التاريخ) ان قناة الحدث نقلت احداث السودان بإحترافية تامة ومهنية ، أما العربية فنوعاً ما ، لكن الجزيرة قلم يكن نقلها لثورة السودان بحجم نقلها لثورة مصر، بالرغم من أن الثورة السودانية تختلف تماماً عن الثانية والتزمت بالسلمية حتى أسقطت أكبر طاغية في افريقيا ، كما أن عدد الشهداء كان بسيطآ ولم يتجاوز  ال(70) الا قليلآ ، وتابع: إن الحدث كان كبيراً ولم يكن ضد نظام أو طاغية أو حكم فحسب وإنما كانت ثورة مليئة بالأخلاق والمبادئ والخصال السمحة للإنسان السوداني في المقام الأول، أي ثورة فيها ايثار كثير جداً وروح ترابط ومحبة بصورة كبيرة جداً ، وأنا أحد المعتصمين في القيادة منذ يوم (6) أبريل، فالذي يحدث ليس سهلآ او بسيطآ ويفترض أن يدرس لكل الشعوب، وهذه الثورة تستحق ان يغطيها الإعلام العالمي كافة منذ بدايتها وحتى نهايتها ، والآن قد بدأت الأقلام في الكتابة عنها، وأرجع "محمد" عدم حرص قناة الجزيرة في نقل الأحداث والتفاصيل  إلي أن النظام القطري داعم كبير لحكومة الهالك المخلوع، وكان لديها "عشم" ببقائه في الحكم، فلعبت على حبل المحافظة على علاقتها مع البشير واملئ عليها ضميرها بألا تتناول الثورة السودانية بالصورة المطلوبة لان مصلحتها تتطلب منها ذلك،   وأشار "محمد" إلي أن أحد أسباب نجاح الحدث هو مستوى مراسليها العالي (سعدالدين، رفيدة) وقال إنهما عملا بمهنية عاليةجداً ووضعا الوطن في حدقات أعينهما ، وبالرغم من اعتقال سعدالدين لعدة مرات الا انه أصر على إيصال الرسالة الصحيحة وصوت الشعب السوداني للاعلام الخارجي ونجح في ذلك .
*أجندة ومصالح!!*
أحمد بابكر (معد، مقدم برامج، مذيع) في مطلع حديثه حول هذا الموضوع قال انه من المعروف والثابت أن لكل قناة فضائية هدف من انشائها وأجندة محددة تخدمها سواء أكانت تخص الدولة أو مجموعة من الدول ، وتحدث عن اداء القنوات وتغطية احداث السودان مشيرآ الى ان قناة العربية الحدث قامت بتغطية ممتازة للثورة السودانية ، ، ما يحدث في الشارع العام بصورة عامة) مما جعل الأجهزة الأمنية تأخذ حذرها لدرجة ان  اعلاميي القناة ومراسليها وحتى بعض الضيوف المستضافين تعرضوا للاعتقال ، لذا فلن يستطيع احد  ان ينكر دورها الكبير في التغطية حتى ان السودانيين خارج البلاد وداخلها يأخذون المعلومة منها مباشرة ، وقناة العربية والحدث هما قناة واحدة لكن الحدث كانت أكثر تغطية من الأخرى حيث تأتي بخبر عن السودان على رأس كل ساعة وعلى رأس كل نشرة اخبار ، وأبدى "أحمد" استياءه من قناة الجزيرة قائلاً: لقد كانت لدى الجزيرة مشكلة وتعثرت في تغطية البدايات وجأت متأخرة، فكان دورها ضعيفآ جداً وأظهرت عدم حياديتها في تغطية المشهد السوداني بصورة عامة ، وذهب بالقول: لقد صنف الناس قناة الجزيرة بأن لها دور كبير في صناعة ثورات الربيع العربي (مصر، تونس، ليبيا، وغيرهم) وكان لها تأثير واضح، خلاف ماحدث مع السودان فتاثيرها مازال غير واضح حتى الآن، ، وختم "أحمد" حديثه: كان ترتيب القنوات الحدث أولاً تليها العربية من ثم الجزيرة، وإن كان تناولهم ال(3) للأخبار السودانية ليس مهنيآ وخاضع لايدلوجيات وأفكار  ولكن كان للحدث الدور الأكبر في التغطية اياً كانت الأجندة التي تخدمها . في نفس الاطار تحدث الينا أبو مشرقة (صحفي) وقال: ان هذا أُس البلاء الذي كنا نعيش فيه  وكل من هذه القنوات كانت تعمل باستراتيجية لمصالحها ، ونحن الآن نقع ما بين قطبين عربيين حديثين في السياسة العالمية ويحاول كل منهما جطبنا الى طرفه   ، وأردف: لقد شعرت بخذي كبير جداً عند متابعتي لحوار فيصل القاسم مع الأستاذ عبدالباقي الظافر وآخر وكان يبدو كانما تصفية حسابات في أمر السودان أو الواقع الذي يحدث فيه ، وأنتابني الشعور بالخذي لأننا أساتذة الإعلام في العالم (الاستاذ الكبير علي شمو) ونحن من فتح القنوات العالمية للناس قبل أن تصبح ايدلوجيات، فمن العار أن نكون بامكانياتنا هذه وتتجاذبنا تيارات لها مصالح تريد تصفيتها على حساب الثورة السودانية وما يحدث من قبل مما أثر على الميدان فالخلاف الموجود به وعدم الاتفاق على كلمة واحدة حتى ننهي هذا الوضع وننتقل للأفضل بسبب هذه القنوات، ويرى "أبو مشرقة" أن قناة الحدث هي التي نقلت الاحداث السودانية بكثير من الشفافية وكانت أكثر استقامة ونقلاً لجميع الحراك، أما الجزيرة فكانت تنقل ما تريد نقله وما لا تريده تقوم بتعطيله، وقال: هذا ما حدث في القنوات السودانية ايضاً، فقناة السودان كانت تنقل في بداية المؤتمر وعندما حدث تبادل الآراء وجاء رأي المعتصمين في الشارع قاموا بقطع الإرسال بصورة واضحة، ونوه إلي أن السودانيين جديرين بادارة الحراك ونقله إذا ما أمتلكوا القناة السودانية وعليه طالب بحيادية تلفزيون السودان الكاملة حتى يكون الصوت السوداني الاول الذي ينقلنا للعالم، لان قناة الجزيرة والعربية وغيرها إذا وجدوا غداً حدثآ ساخنآ في اليمن أو ليبيا سينتقلوا اليه لأن هذه بالنسبة لهم المادة التي يعملون عليها ، بالإضافة أن غياب القنوات السودانية قد اتاح فرصة للقنوات الخارجية بتصفية حساباتهم والتنفيس عن أفكارهم والشارع الآن يقول  شكراً للحدث.  
 *محاولة تبني!!* 
وحول هذا الموضوع تحدثنا كذلك الى  د- كمال الشريف (اعلامي) والذي أكد أن القنوات الفضائية العربية لم تكن موفقه في نقل  ثورة الشعب السوداني بحكم أن معظمها يتبع لأنظمة عربية تخشي نقل حمي هذا الحراك لدولها ، ولم تكن موفقه حتي في خيار نقل محاورها مع بعض من الشخصيات التي تحسب على نظام يحكم (30) عامآ ، ولم يكن للشباب دور في هذه المحاور، وأضاف "كمال" أنا أعتقد ان العرض الطيب الذي جاء لقوة الحراك السوداني بعد نجاحه  .