السبت، 9 فبراير 2019

مقالات:صحة الخرطوم.. إنجازات بالكوم

أتاح لي مرض أخي الحبيب الفنان السيد علي مهدي نوري أن أقف علي بعض تفاصيل ومقدرات وقيم وأخلاق وزارة الصحة بولاية الخرطوم، وكنت قد وقفت علي بعضها من خلال بعض ما شاهدت، عبر تعامل مواطني لمرات كثيرة، وعبر زيارات كنا نرافق فيها أخي الدكتور عبدالرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم الأسبق، فلما اتصلت علي عقيلته الكريمة الدكتورة صديقة كبيدة في ساعة فجر باكرة الجمعة قبل البارحة، ذهبت إليهم في مستشفي الساحة، وجدت الدكتور ساوي قد شخص المرض جلطة مرت بسلام، وأن الخيار عملية استكشاف علاجي في غضون ثلاثة ايام كحد أقصي، ثم سمي مجموعة من المستشفيات الخاصة التي يمكن أن تجري فيها مثل هذه العملية، أو مستشفي أحمد قاسم الحكومي، فتذكرت في تلك اللحظة حديثا طيبا عن مستشفي أحمد قاسم، ومديرتها الدكتورة هدي التي كان السيد رئيس الجمهورية قد منحها وسام الإنجاز يوم افتتاح مؤسسات المستشفي الحديثة، فاتفقنا أن تكون أحمد قاسم هي خيارنا الأول، فحاولت الإتصال بالأخ البروفيسور مامون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، فوجدت أن رقمه ضمن الأرقام التي أضاعها الفايروس الذي ضرب جهاز الموبايل، اتصلت بأخي الحبيب عابد سيد أحمد مدير الثقافة والإعلام بوزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، فاتصل الأخ عابد ببروف مامون الذي وصل بعد ربع ساعة إلي مستشفي الساحة وحرك معه إسعاف من مستشفي أحمد قاسم، فتم نقل الحبيب علي إلي هناك حيث كانت الدكتورة هدي مديرة المستشفي في انتظاره، وكانت في ذات الوقت تتصل بالفريق الطبي الذي اكتمل وصوله بعد ساعة واحدة فقط، وبدأوا فورا في إجراء العملية، فتم تركيب الدعامة المطلوبة بعد أربع ساعات فقط من بداية الإتصال، وهذا يعتبر رقم قياسي بكل المعايير.
مستشفي أحمد قاسم لا يقل عن أي مستشفي عالمي في أي مكان من بقاع الدنيا، والأهم من هذا الطاقم العامل في هذه المستشفي وفي الوزارة عموما، وكلهم من الشباب، في مقدمتهم الدكتورة هدي مديرة المستشفي، وهي تدير هذه القلعة الطبية بكفاءة ومحبة، ومعرفة، وبشاشة، وطيب خاطر، وهي لا تزال في ريعان شبابها، ومثلها الجراح السمؤال الذي أجري العملية، والأستاذة نجوي مديرة إعلام الوزارة، ويبدو أن هذه سمة عامة للذين يديرون المرافق الصحية في ولاية الخرطوم، وكنت قبل ذلك قد كتبت عن مستشفي النو ومديرها صديقنا الحبيب الدكتور المعز حسن بخيت والفريق المرافق له، البروف سنهوري والبقية، وكنت قد سعدت بزيارة لمستشفي حاج الصافي، والذي يصنف أيضا ضمن المستشفيات العالمية، ويتحدث كل من تعامل مع مستشفي حاج الصافي عن مديرها الاستثنائي الدكتور علاء الدين. ويحضرني في هذه اللحظة يوم قابلت فيه الأخ الزعيم الاتحادي. الجسور علي نايل في حر غائظ، وعلمت منه أنه ذاهب للمشاركة في عقد قران نجل البروفيسور مامون حميدة، وقال لي علي نايل إن عليهم دين كبير لمامون حميدة الذي أنشأ مستشفي عظيم في السروراب، وصار أهلنا يغسلون الكلي في السروراب، وكانوا قديما يضطرون للذهاب إلي ام درمان، وأحيانا الخرطوم، وكثير من الخدمات لا يجدونها إلا في المرافق الخاصة.
وفي تقديري مهما يقال عن بروف مامون حميدة من قبل الذين لا تعجبهم سياساته، فإنه أحدث نقلة كبيرة، وغير مسبوقة في الخدمات الصحية في ولاية الخرطوم، وأهم ما أنجزه هو نقل الخدمات الصحية إلي المناطق السكنية، ولا زلت عند رايي القديم بعودة المستشفيات المرجعية الي الوزارة الاتحادية، فيكفي ولاية الخرطوم ما تتحمله من أعباء اتحادية ليست من مسؤوليتها. ويبدو أن الإصرار علي ترك إدارة هذه المستشفيات لولاية الخرطوم، وجود مامون حميدة الذي لا يستطيع أحد التقليل من مقدراته الكبيرة، ولكن ليس منطقيا ربط السياسات بأشخاص، فلو ذهب مامون من الوزارة سيكون عصيا علي من يخلفه الإستمرار في العطاء والتميز بمثل ما هو الحال الآن في عهد مامون، فالأفضل إعادة المستشفيات المرجعية إلي الوزارة الاتحادية، او تخصيص ميزانية خاصة لها من وزارة المالية الاتحادية تدفع لوزارة الصحة الولائية.
ولا بد أن نذكر الطريقة الراقية التي يتعامل بها بروف مامون مع القطاع الثقافي والفني، ولابد أن نشكر في هذا المقام أخي الحبيب الهادي حسن عبدالجليل حسن عبدالجليل، وزير الثقافة والإعلام بالولاية، الذي يشكل حضورا جميلا، ويقدم عطاء بلا حدود، وكذلك الحبيب عابد سيد أحمد الذي ظل يقدم المبادرات المتتالية في هذا المجال، وظل يتلقاها مامون بمحبة، ومنها بطاقات التأمين الصحي التي قدمها لعدد من القطاعات الثقافية والفنية، ورعايته لعلاج مجموعة من المبدعين، منهم الفنانة القديرة فايزة عمسيب، والفنان النبيل نبيل متوكل، وغيرهم، ونسال الله أن يكتب ذلك كله في ميزان حسناتهم.