فنية:مدير مشروع القعب الآثاري: على الحكومة أن تهتم بآثارنا و تراثنا و (الما عندو قديم ما عندو جديد ).....!!!
مدير مشروع القعب الآثاري: على الحكومة أن تهتم بآثارنا و تراثنا و (الما عندو قديم ما عندو جديد ).....!!!
حاوره/ نصر الدين عبد القادر
أربعة مشاريع آثارية تقوم بها جامعة الخرطوم في ظل المشروع القطري لترميم الآثار السودانية منها المحس والبجراوية ومروي والقعب، وللوقوف على أهمية هذه المشاريع وما تضيفه للآثار السودانية جلسنا إلى مدير مشروع القعب البروفيسور يحيى فضل الطاهر للوقوف على المكتشف والمتوقع من هذا المشروع والتحديات التي تواجه المشروع، فخرجنا بما يأتي..!
* نتحدث بداية عن مشروع القعب الآثاري في بعض محتوياته؟
- القعب منطقة منخفضة والمياه الجوفية قريبة منها جداً، وهي على مقربة من النيل، وهي غرب إقليم دنقلا.
7002م فكرنا في المشروع لأننا نعتقد أن أي مكان فيه مياه يكون فيه سكان، لكن لم نجد تمويلا، وفي العام8002م تقدمنا لجامعة الخرطوم فمولتنا بمبلغ (0005)ج.
* هل كان المبلغ كافياًَ للمشروع؟
- قسمنا المبلغ إلى نصفين لإنجاز موسمين، بالرغم من أن الموسم الأول في الخندق وفرنا تكلفة الجاز مع دكتورة انتصار صغيرون لعربية الجامعة دون تمويل من أية جهة.
* التمويل القطري؟
- بعد الموسم الثاني والثالث انقطعنا فترة طويلة لانعدام التمويل، حتى جاء التمويل القطري 3102م ونفذنا حتى الآن ثمانية مواسم كبيرة لفترات طويلة، عملنا مسح لمائة وثمانٍ وعشرين كلم، لدينا حفريات في خمسة مواقع والمقابر والأشكال الحجرية، وسورنا 13 موقع بالسلك الشائك.
* كم موقع اكتشفتم حتى الآن في القعب، وإلى أي الفترات التاريخية تعود هذه المواقع؟
- اكتشفنا حتى الآن 006 موقع تعود إلى العصر الحجري والمسيحي والإسلامي، وقليلا من الفترة النبيتة وكرمة ومروي، كذلك خمس الكنائس وخمس قلاع.
* مدلولات هذه القلاع؟
- هناك دلائل لإستخدامها في الفترة المسيحية، وممكن تكون بنيت في الفترة النبتية؟
* ألم تجدوا دعماً من وزارة السياحة والآثار في هذا المشروع؟
- ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال: «ديل يلا ويامين بلقوا تمويل لأنفسهم» يعني الهيئة القومية للآثار والمتاحف هي نفسها تعتمد على البعثات الخارجية التي تأتي بأموالها إضافة إلى المنح، ولا أرى أن لديهم قروش للمسح، ميزانيتهم ربما للشغل الإداري وليس البحث والمسح الآثاري.
* دخول قطر في الخارطة الآثارية أثار حفيظة كثيرين، وهناك أحاديث كثيرة عن بيع الآثار ونحو ذلك، كيف ترى هذه الصورة؟
- طيب.. أولا كثير من الناس راكبين غلط، قانون الآثار السوداني ينص على أن الذي يمول مشاريع الآثار يأخذ نسبة من هذه الآثار، إلا إذا كانت القطعة واحدة ونادرة فلا تخرج من البلاد، وهو موجود من بدري، وبالتالي من حق القطريين أن ياخذوا، لكن بصفتي كمدير لمشروع القعب الآن المخزن ممتلئ بالقطع الأثرية، ولم يأتني قطري في الموقع، أو يطالب بأخذ شئ، والقطريون لو أرادوا لاشتروا دون أن يمولوا.
* كم يبلغ التمويل القطري؟
- في البداية كان 135 مليون دولار، لكنها تقلصت إلى النصف، وهناك أكثر من ثلاثين بعثة آثارية منها ثماني أو تسع فقط من السودان، الأجانب كانوا يأتون في الماضي بأموالهم، لكن الآن القطريين أدوهم تمويل وعربات، وهذه أكبر دفعة للعمل الآثاري في السودان. 135 مليون دولار تكفي القطريين لشراء آثار من أي مكان لو أرادوا.
* ما السبب في تقلص التمويل؟
- في فترة ما كانت هناك أزمة مالية في الخليج، ربما يكون هذا سبباً، لكن الميزانية الأولى في التأسيس وهي تمثل 30% من الميزانية الكاملة كانت كاملة.
* هل القانون السوداني للآثار يوجد في دول أخرى؟
- أعتقد أن كل الدول التي استُعمرت إنكليزيا بها نفس الجزئية، والله أعلم.
* البعثات الأجنبية تأتي لأعظم المواقع ويقضون وقتاً قليلا، وميزانية قليلة؟
- هناك إشكالية في الزمن، ليس وقتهم كافياً، وإنجازهم ليس كثيراً، لكن بعض البعثات تعمل أكثر من السودانيين، مسألة إدارة الوقت والمال هي عمليات تعتمد على نوع العمل المطلوب.
* هناك أخطاء في بعض أعمال البعثات؟
- الأخطاء واردة في العمل البشري، بعض الأخطاء يعود إلى ضيق الزمن.
* هل واجهتم مشكلات تعيق عملكم في المشروع؟
- هناك حفر للبحث عن الكنوز التي تدفن مع الأموات، لكن لحسن الحظ أن القعب عصوره حجرية ومسيحية وإسلامية، لذلك لا يدفنون الكنوز مع الموتى، كذلك الرمال تعتبر من المشكلات الطبيعية، أحياناً نكتشف موقعاً نجد أن الرياح والرمال غطت الموقع، كذلك المياه الجوفية القريبة من سطح الأرض، أيضاً نجد أن الموقع في منطقة صحراوية لذلك نسكن في دنقلا ونأتي للعمل والمسافة بعيدة، لكن الآن هناك إستراحة قيد التنفيذ على وشك الإنتهاء، إضافة إلى بناء متحف القعب.
* ما الذي يضيفه هذا المشروع لعلم الآثار؟
- إضافته كبيرة.. خاصة أن معظم العمل الآثاري كان على النيل، والآن نحن اقتحمنا الصحراء، فوجدنا علاقات قوية بين صحراء القعب والصحراء الليبية والمصرية والمغربية والتشادية والجزائرية والتونسية ربما كانوا جسماً واحداً وتششتوا، هناك ترابط كبير بين هذه المناطق خاصة في العصر الحجري، هناك ثقافة واحدة.
* أين الدولة من هذه المشاريع؟
- الدولة ربما تهتم أكثر بصفوف العيش والبنزين، قبل عشر سنوات لم يكن هنالك اهتماماً من الدولة، والاهتمام ليس بالضرورة أن يكون بالمال، تنظيم الشغل والقوانين، لكن فجأة انتبهت الدولة وحسنت من الاهتمام...
* هل للأمر علاقة بضغوطات الشباب المهتمين، وتفتح الوعي الشعبي بالآثار؟
- نعم.. وهناك رؤساء زاروا البلد وطلبوا زيارة المتحف واندهشوا من عظمة الحضارة السودانية وربما هذا لفت نظر الدولة.
* وزير السياحة الأسبق ذكر أنه لم يدخل المتحف طوال فترته بالوزارة لأن هناك أصنام وتماثيل؟
- أظن أنه نفى، لكن مع ذلك فربما مذهبه العقدي يرى ذلك، حتى الحكومة هذه كانت ترى في بداياتها أن هذه وثنية، لكن مع الزمن تطورت مفاهيمهم...
* هل للأمر علاقة بوضع الشخص غير المناسب؟
- الدولة أحياناً تلجأ للموازنات السياسية، وهذا يضر بالعمل.
* آثارنا في المتاحف العالمية، هناك أصوات تنادي بإعادتها؟
- رأيي الشخصي أن تكون في مكان بارد ومرطب وتوثيق وأمن وشهرة وتعريف أكثر بالحضارة السودانية، وهي أفضل سفراء للسودان، وليس من قلة الآثار لدينا، بل ليس لدينا متاحف كافية لآثارنا المستفة الآن في المخازن.
* أين تضع المكتشف الآن من الآثار السودانية؟
- المكتشف الآن لا يمثل شيئاً، كل التركيز على النيل، لكن حين ذهبنا إلى شمال كردفان وجدنا شيئاً مدهشاً، ودارفور والنيل الأزرق والجزيرة والسودان ممتلئ بالآثار.
* رسائل منك في ختام هذه الدردشة؟
- أولا أوجه رسالة لحكومة السودان أن نهتم بآثارنا وترثنا » والما عندو قديم ما عندو جديد«، كذلك المواطنون الذين يحفرون بحثاً عن الآثار أقول لهم إذا باع أحدكم قطعة أثرية بخمسة عشر ألف جنيه يكون قد ضيع معلومة آثارية وهوية أمة، وربما لو ظلت هذه القطعة كان عائدها أكبر لأحفاده، وليتهم زرعوا، وأطالبهم بالمحافظة، بعض الناس يقولون إنهم طردوا الذين يقومون بالحفر.
ورسالة للعاملين في المواقع الآثارية ليتهم نوروا الناس وبسطوا لهم المعلومات، لأن المواطن من حقه أن يعرف عن بلده، وهي رسالة للإعلام أيضا، بعض الأحيان يلجأون للهواة وليس المتخصصين في الآثار، وكثير من المعلومات تكون مغلوطة.. وشكراً لكم.