الثلاثاء، 8 يناير 2019

رياضة: أزمات المريخ

 

* ما أشبه الليلة بالبارحة ..

* التكرار يعلم الشطار ولكن أزمة المريخ الادارية لا حل لها قريب كما هو واضح فهي تعتبر تطوراً طبيعياً ،للمشكلات الإدارية والقانونية التي تعاني منها معظم أنديتنا ، ولكن تبقي الديون والافلاس هي الأزمة الأكبر التي جعلت نادي المريخ يغلي كالمرجل بسبب مطالبات الدائنين من اداريين و لاعبين اجانب وربما جهات اعتبارية  وبين هذا الشد والجذب تعلقت الآمال بالمجلس الحالي ومن قبله آدم سوداكال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ولكن لا جديد بل ان أزمات المريخ تتجدد وتأخذ اشكالاً وألواناً في كل فترة

* وبصرف النظر عن توقيت هذه المطالبات من الدائنين ، او الفراغ الإداري في المنصب الأهم بإستقالة رئيس نادي المريخ محمد الشيخ مدني فالأزمات قديمة ومتجددة ومن الواضح ان ود الشيخ فشل تماماً في مهمته مع زملائه في مجلس الادارة وهذه الأزمة قد تحل اليوم او غداً او بعد شهر ، السؤال : ثم ماذا بعد ذلك ؟!

* هل سنشهد إستقالات في المريخ ام يترك المريخاب مصير ناديهم للمجهول  ؟ ومن المجنون الذي يغامر ويتقدم للرئاسة بالتعيين او الإنتخاب في حالة الاستقالات ، في هذا الجو الملبد بالديون  ؟؟ وهل تحل الحكومة هذه الأزمة بإستمرارها بدعم النادي ـ ليصفي الجو ؟!

* من الافضل ان تسكت الأصوات المحبطة ، والصياح اليومي في الإذاعات والصحف بوقف الضوضاء، المجلس الاعلي يعتقد ان الضرورة تقتضي حل مثل هذه المشاكل حتي لا تتفاقم ، حتي ولو جاء بشكل إسعافي كما حدث مع مجلس ونسي من قبل ، او مناطحة الاتحاد العام في احقيته بالتعيين ، ولكن هل هذا هو الحل الحاسم ؟!

* للأسف هذا ليس حلاً ، انما تعقيد للمشكلة ، هذه المسكنات ، لا تعالج هذا المرض المزمن الممثلة في الأزمات المالية ، فإذا لم تتوافر آلية للإستثمار او تحويل هذه الأندية لشركات مساهمة بأي شكل من الأشكال ، او إيجاد اي حلول أخري تجعل هذه الأندية تخرج من جيوب الأفراد ، وتنفك من الدعم الإسعافي من الدولة ، ستظل هذه الأندية تدور في حلقة مفرغة ، ويستمر معها مسلسل ونسي «القديم» ومن يأتي بعده من ضحايا علي الشاشة دون توقف !

* مشكلة الأندية السودانية انها مازالت ، بعد كل هذه السنوات الطويلة من التطور والنهضة وعمليات الإستثمار والتسويق الحديث الحاصلة في كل العالم ، مازالت أسيرة عقلية متحجرة ،وتدور داخل قوقعة متخلفة ويفكر لها بعقلية السبعينيات والثمانينيات !

* والمشكلة ليست في الأندية فقط انما في القوانين البالية ، واللوائح العقيمة ، التي تجعل علي سبيل المثال إنتخابات الإتحادات المحلية والإتحاد العام لكرة القدم ، والأندية ، سوقاً رائجة ، المكسب فيها للفاشلين ، وتجار العضوية ، وسماسرة الإنتخابات ، فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟!

* المشكلة ليست في ديون المريخ ، وليست في إنتظار رئيس للنادي ، يعلم الله وحده متي يأتي  ، ولا في الأزمة المستمرة، المشكلة تتعدي نادي المريخ ، لتضم معها ، أزمة رياضية مستفحلة في القوانين واللوائح ، وتتفرع منها طريقة الإنتخابات في الاندية والاتحاد العام والاتحادات المحلية ، وأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية وهي (حق يراد بها باطل دائماً) !

* نحن بحاجة ماسة ،لثورة في اللوائح والقوانين أولاً، لأنه إذا لم تنصلح القوانين و(تتفلتر) من الرواسب والثغرات الكثيرة لن ينصلح الحال !