الأحد، 20 يناير 2019

أيقونة الوطن:بين حضارة «ود الفرّاش» وبداوة الحردلو

٭ السّمة التي كان يتميّز بها «ودالفرّاش» على «الحردلو» أنه كان متحضراً، بينما كان الأخير متبدّياً، وأنه كان متحرّراً، بينما كان الأخير محافظاً، وانّه كان يمثل الكثرة الشعبية في «السافل» ناطقاً بلهجته معبّراً عن تطلعاته، مبيّناً الخصائص في حين أن الآخر كان يمثّل الارستقراطية القبلية في أواسط السودان وشرقه، ناطقاً بلهجة أهل «الصعيد» مصوّراً لأخيلتهم وحبهم ومكارهم..

٭ وفي الوقت الذي كان فيه الحردلو يعني بإسترضاء الشخصيات الكبيرة والحاكمة، يستقصى مشاكلها ويطوّق أزماتها، ويعالج هموم معاشها ومتاعبها..

٭ لم يكن ود الفراش مرتبطاً بأمثالها، فقد كان طليقاً من مثل هذه القيود.. حراً في تصرفاته سعيداً بحريته لا يبتغي لها بديلاً..

٭ والصفات التي تعطي ود الفراش وزناً في شعره هي البساطة والعفوية والصراحة والسهولة والإنسجام وعذوبة الموسيقى، بينما يؤخذ على الحردلو التعقيد والوعورة والإلتواء، وإذا كان الحردلو يتعالى بالعمق والمعرفة الأشمل بطبيعة البلاد وأهلها فإن «ود الفرّاش» يسمو بإقترابه من الناس وإلفتهم له، وتجاوبهم معه.

٭ معالم عامة:

٭ تلك معالم عامة عن الشاعرين ليست للموازنة أو المقارنة أو المقاربة ولكنها كصفحات تحدّد مكانة شاعرية شاعر «بربر» كأكبر شعراء زمانه وكتعليق وشرح لوجهات نظر يبديها بعض المهتمين بالتراث الشعري لذاك الجيل.

٭ من المؤلف

ديوان ود الفراش شاعر بربر الذي أصدرته الدار السودانية للكتب بالإشتراك مع معهد الدراسات الافريقية جامعة الخرطوم صدر لمؤلفه محمد علي الفرّاش من مذكرات ضاع معظمها بدأ جمعه منذ عهد الدراسة عن أحمد الفرّاش شقيق الشاعر وابنه علي المتوفيين في العام 8491م و9691م على التوالي ولو لا ضياع معظم ما جمع لكان لهذا المؤلّفْ وضع وحجم مختلفان، هذا وقد حفزني لاعداد هذا الكتاب عندما ظهر كتاب الحردلو شاعر البطانة للدكتور عبدالمجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم وقد كان الحردلو صديقاً ومعاصراً لابراهيم الفراش...

* الطائر الفرّيد:

طير بأيكة دارنا قد غرّدا

فأهاج في قلبي الشفيف وأوحدا

آه على زمن تقضّى وأنقصى

بين الخمائل الندية بالنّدى

ما أجمل الزمن الجميل وعهده

عهد الشباب فكن به الأسعدا

٭ بين الديك والإنسان:

٭ حين يصدح الديك.. تصدح معه الحياة

قائلة: الإنسان حىّ، وكل حىّ له رأي وحكاية!

٭ ما دور الوالدين؟!

شيء طبيعي ومبشّر أن يكون وراء كل طفل مبدع وعبقري أسرة راعية و واعية، واقع أثبتته التجارب حيث إن مواهب الاطفال كنوز تندثر بالإهمال مع غياب التربية الإبداعية وتزدهر مواهبهم بالرعاية والإهتمام، فكيف نكشف ونرعى طفلاً مبدعاً ومبتكراً؟ وما دور الوالدين في هذا الطرح؟

٭ إيمانيات ما وراء الطبيعة!

الحياة نفسها تنقسم إلى ثلاث مراحل الحياة الدنيا وهي معلومة للجميع نعيشها، وحياة البرزخ في القبر بعد الموت وهي مجهولة لدينا والثالثة هي الحياة النورانية والخلود فلا يوجد صوت بعد ذلك.

٭ نجد أن الفراعنة بنو الإهرامات لماذا؟ لأنهم كانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت مع أن الموت واحد فالذي مات منذ آلاف السنين مثل الذي مات اليوم فكل نفس ذائقة الموت، ولا يوجد واعظ أكبر من الموت، فمن لا يتعظ به فلا واعد له، فالخوف من الجليل والإستعداد اليوم ليوم الرحيل والكيّس من دان نفسه وعمل لآخرته إما جنّة وإما نار فلا تودج منطقة وسطى.

٭ إن رحمة ربي وسعت كل شيء فبعيداً عن السياسة التي شغلت الناس وبعيداً أكثر عن توزيع الثروة والسلطة.

٭ فلمن الملك اليوم لله الواحد القهّار وإن الله يرث الأرض ومن عليها فخضعت له جباه الأباطرة والأكاسرة والفراعنة والملوك.

٭ فلنمسك جميعاً بحبل الله المتين ولنترك خيوط العنكبوت لأنها وهن البيوت.

٭ فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرّ يره.