لا اعتقد أن ذلك سيحدث و قياسا على ما سبق أتوقع ألا يجد طلب اللجنة التمهيدية للحزب الأهلي السوداني القبول التام من قبل معظم القبائل بل سيرفضونه إستنادا على ممارسات أولئك النظار مع تلك القبائل و بالتالي أعتقد بأن نظار الإدارات الأهلية الحاليين غير مؤهلين لقيادة عمل سياسي منفصل باسمهم و ما قيل عن القبائل يمكن أن يقال أيضا عن الشباب الذين قال عنهم الناظر أحمد أبو سن عضو اللجنة التمهيدية للحزب الأهلي السودان بأنهم يعتبرون الشريحة التي يقع عليها عبء التغيير لذلك يولونهم إهتماما كبيرا فلا أحد ينكر دور الشباب في المرحلة القادمة لأن عبء التغيير يقع على عاتقهم بحكم أنهم نصف الحاضر و كل المستقبل لكن لا أعتقد بأن هؤلاء الشباب الذين رفعوا شعار ( يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور ) ردا على الإتهامات التي أطلقها رئيس النظام البائد ضد عبد الواحد نور بزعم أنه كان يخطط للقيام بأعمال تخريبية مستغلا تلك التظاهرات التي انطلقت ضد نظامه بل قام جهاز الأمن بالقبض على بعض طلاب دارفور بزعم أنهم يمثلون الخلايا التي زرعها عبد الواحد نور للقيام بتلك الأعمال التخريبية بل زعم بأن بعضهم تلقى تدريبا في إسرائيل فهل يتوقع رئيس اللجنة التمهيدية أو عضو تلك اللجنة بأن الشباب الذين رفعوا ذلك الشعار سينضمون لحزب يقوم بناؤه على أساس قبلي أو جهوي لأن أي عمل وراءه الإدارات الأهلية فهو عمل قبلي و جهوي مهما نفى القائمون على أمرها ذلك و أمر آخر لآ أظن أنه يغيب عن بال أولئك النظار و هو أن معظم الشباب اليوم يرون أن الإدارة الأهلية ما هي إلا نمط متخلف لإدارة شئون القبائل كما يرون أنها صنيعة الاستعمار لإضعاف الحركة الوطنية ثم قوتها الحكومات الوطنية المتعاقبة و دعمتها حكومة الدكتاتورية العسكرية و أنها نظام أعاق التطور في الريف و هو نظام بيروقراطي أستخدم لظلم الشعب و إذلاله و كبته و نهب ثرواته و هذا الحكم لم يمل على أولئك الشباب بل الإدارة الأهلية و من خلال ممارساتها هي التي وفرت تلك التهم لهؤلاء الشباب و غيرهم الأمر الذي حد من تفاعل الشباب في معظم المناطق معها و أنا أخشى أن يكون إهتمام المجلس العسكري بالإدارة الأهلية ينطلق من ذات الزاوية !!
و قد تساءلت في الجزء الأول من هذا المقال : ألا يعني تأسيس الحزب الأهلي السوداني تعزيزا لروح الجهوية التي أضرت بالبلاد كثيرا و ذلك إستنادا على ما جاء على لسان الناظر يوسف أحمد يوسف رئيس اللجنة التمهيدية للحزب حيث قال بأن حزبهم لا علاقة له بالإدارة التي يتزعمها صديق ودعة موضحا بأن صديق ودعة لا يعرف كل الإدارة الأهلية في السودان و أن من دعاهم لتشكيل اللجنة التنفيذية للإدارة الأهلية هم الإدارة الأهلية بغرب السودان فقط مؤكدا أن حزبهم يشمل الإدارة الأهلية في جميع ولايات السودان ؟ فهل لجنة صديق ودعة التي حشد لها الإدارات الأهلية بغرب السودان تعتبر حزب سياسي مواز للحزب الأهلي السوداني لذلك بادر رئيس اللجنة التمهيدية للحزب الأهلي السوداني للمقارنة بينها و بين حزبه الذي أوضح بأنه يشمل الإدارة الأهلية بكل السودان على عكس حزب صديق ودعة الخاص بالإدرات الأهلية بغرب السودان فقط ؟ ألا يُشتم من هذه المقارنة بأن هناك روحا جهوية آخذة في النمو و ربما بصورة أفظع مما كانت لأنها تأخذ طابعا سياسيا هذه المرة ؟ أنا لآ أعتقد بأن السيد صديق و دعة و من خلال حشده للإدارات الإهلية بغرب السودان يرمي من وراء ذلك تأسيس حزب سياسي إنما يرمي له هو إعادة تنظيم لصفوف الإدارات الأهلية التي تمزقت في ظل النظام البائد فالجميع ، حكاما و محكومين ، قد أدركوا أن الجهوية و التعصب القبلى قد أصبحا من أخطر مهددات أمن و إستقرار البلاد و بالتالي وحدتها الوطنية و أن النظام البائد الذي بنى كل سياساته على مبدأ فرق تسد قد عمد إلى شق صفوف الإدارة الأهلية حتى أصبحت تتنازع فيما بينها لهذا السبب دعا الفريق أول حميدتى في الجمع الحاشد الذي نظمته اللجنة التنفيذية للإدارة الأهلية الذي أقيم بأرض المعارض ببري ، دعا الإدارة الأهلية للوحدة و إلى عدم تسيسها بل هناك أصوات داخل ذلك الحشد كانت تحذر قادة الإدارة الأهلية من تسيس الإدارة الأهلية بعد أن نما إلى علمهم ما يفيد بأن هناك حزب سياسي قيد التأسيس يقوم به بعض نظار القبائل و هو الحزب الأهلي السوداني لأنه ووفقا لتقديراتهم بأن الإدارة الأهلية أكبر من الحزب ذلك لأن الحزب يضم في عضويته طيف واحد من ألوان الطيف السياسي أو الفكري الموجود في الساحة بينما الإدارات الأهلية تضم في عضويتها كل ألوان الطيف السياسي و الفكري ولأن الإلتزام الحزبي أو الفكري أو حتى المذهبي شأن فردي خالص و ليس جمعي حتى يشمل كل أفراد القبيلة و في ذات السياق تساءلت : كيف أستوفي الحزب كل مطلوبات التسجيل لدى مسجل الأحزاب السياسية بصفته تلك التي يعلمها الجميع بأنها ما هي إلا تعزيزا للجهوية و العصبية القبلية ؟ فهل غابت تلك الحقيقة عن مسجل الأحزاب السياسية أم أن هناك تضليل مورس معه لإخفاء تلك الصفة ؟ أم أنها روح الإنقاذ التي لاتزال سارية في نفوس المسئولين ؟