السبت، 27 أبريل 2019

منوعات:بدعم "العزّابة".. "مكواة الفحم".. النسخة القديمة تنافس الحديثة


الوطن / ابوبكر محمود 
ضربت موجة التطور حياتنا وأدخلت التكنولجيا يدها في كل شئ ، ولكن رغم أنف الحداثة صمدت مهنة "المكوجية" ولم تنهار مثل قريناتها من المهن التقليدية التي استسلمت ،ويعود الفضل في هذا المقاومة إلى دعم "العزّابة" الذين لازالت تربطهم علافة وطيدة بالمكوجي بفضل ما يقدمه لهم من خدمة كبيرة غسل وكي الملابس والمحافظة على مظهرهم  وسط المجتمع الذي يتربص بهم ..
وتعتمد المهنة حتى الآن على "مكواة الفحم" النسخة القديم التي تصدر صوت معروف عندما يهزها المكوجي ويتطاير من بين فتحاتها الرماد وبعض من الشرار ،وهي أداة تمثل سابقاً قمة في إجادة كي الملابس والتي يطلق عليها المكوة السيف ، ولكن رويدا رويدا بدات الحداثة تتغلب علي مكواة الحديد ماركة ابوديك الشهيرة والتي تقاعدت عن العمل وتوقف نشاطها داخل المنازل والبيوت ، وحل محلها "المكواة الكهربائية" وهي من الادوات الحديثة التي فرضت نفسها داخل محال غسل الملابس بالاحياء الشعبية التي تاثرت بالظروف الاقتصادية  فبدلا من خسارة كميات من الفحم الغالي لجا المكوجية إلى الطاقة الكهربائية، وكذلك ذهبوا لابعد من ذلك حيث اعتمدوا الغسلات الاوتوماتيكية ..
وبات العمال في هذه المغاسل من طلاب جامعات ،الشباب وبعض من الاجانب الذين لجأوا  إلى مجال الغسيل والمكواة بعد أن اجبرتهم الظروف الصعبة للعمل لتوفير منصرفاتهم الدراسية بروح عصامية دون الاعتماد على أحد أو اللجوء للكسب الغير مشروع ..
 ورغم كل المتغيرات والتطورات في النواحي الخدمية الاجتماعية إلا أن قطاع "العزابة" المنتشر وسط العاصمة الخرطوم لن يستغنوا ابدا عن "المكوجي" الذي يتعمدون عليه في نظافة ملابسهم وكيها ،وهذا الأمر رفع مكانة المكوجي وسطهم رغم انف التطور والانتشار للافت لمحلات الغسيل الجاف "الدراي كلين"  كما يحلو لميسوري الحال..