الأحد، 21 أبريل 2019

أيقونة الوطن:أشتات


لغم الطائفية..!
السيد الصادق المهدي مغرم بتوليد وتوليف اللغة حسب مبتغاه وهو مبدع في ذلك أيما إبداع نذكر من مصطلحاته «المتفجرات الاجتماعية» قاصداً الفقر والبطالة والتظلمات الجهوية ونقص الخدمات والتنمية ..الخ نتفق أو نختلف مع الإمام هذه المتفجرات حقيقة تمشي وتختال بيننا... لكنها تحتاج من يبطل مفعلوها لأنها في الواقع قديمة ومزروعة منذ أيام حكومة الامام وما قبلها ولكن الإمام لم يذكّرنا في مجمل توليفاته أن أخطر الألغام التي يتحاشى الوقوف عندها هو لغم الطائفية.
عزيز التوم يغني للبابلية
قصيدة البابلية من القصائد التي تحس صدقها وجمالها وهي لعزيز التوم مدير مكتب الراحل الأديب عمر الحاج موسى وزير الثقافة الأسبق في عهد المشير النميري وكان «النميري» أهرق الخمر في النهر قبيل قوانين سبتمبر قبالة معدية توتي قبل إنشاء جسر توتي الحالي ـ الشاعر عزيز التوم من الأقباط السودانيين وكان صديقاً ومن خلصاء الشاعر محمد المهدي المجذوب فأنشأ في يوم إراقة الخمر هذه القصيدة
وهذا جزء منها:
ونعمتُ في ليل الهوى برضابها
إن الرئيس أبى على وصالها
وأقام حرّاساً على أبوابها
وإذا الرئيس أبي أبيت وطاعتي
لا ترتقي الشّبهات في أسبابها
هذا زعيمي وقد رضيت بحكمه
وشريعة ما كنت من أربابها
المتعشين والبايتين القوى!
٭ اللـهم يا خالق الجنود والمستجدين والعسكر وبربّ من قاد الهيلمن ومن قاد الهنتر، أبدل لنا الصحاري ببساط أخضر، وأجعل النصر دائماً لمن يرتدي اللون الأحمر والأصفر، اللـهم نعوذ بك من عودة الأشرار ومن المذيع الثرثار ومن عذاب النار وانقطاع الإرسال والتيار، ومن قلّه الدولار.
٭ اللـهم أجعل السماء تهطل ذهباً بدلاً عن الهبوب ووفّر لنا اللـهم الدّواء المطلوب والحبوب ورؤية المحبوب. 
٭ اللـهم بارك لنا في المرتبات والبدلات وأجعلها يا إلهي باليورو بدلاً عن الجنيهات. 
٭ اللـهم أكفنا من الجوى، وعذاب الهوى، وطول النّوى يا خالق المتعشين والبايتين القوى!
٭ آمين يا واهب «البرهان» والبنين والبنات اللّهم أجعل كل ايامنا ذات ايقاع، واعمالنا يضيئها الشُّعاع وأعمارنا خضوعاً إليك وانصياع، يارب المتخمين والجياع، يا خالق الطلاّب والصناع والزراع. 
٭ آآآمين ... آآآمين... يارب العالمين
سياحة في جماليات نغم
٭ أحس في بعض القصائد بملكة الشاعر من خلال دفقاته الشعرية حين أجد أن أي بيت من القصيدة يمثل بالنسبة بالنسبة لي قصيدة كاملة.
٭ هذا ما وجدته من قصيدة «زول بريدك زىّ مافي!»
التي تغني بها المطرب الكبير كمال ترباس وهي من «جماليات» شعر شاعر مجيد وماهر عرف كيف يصنع النجاح تلو النجاح ـ الشاعر «الكاردينال» صاحب نص «زول بريدك زي مافى»..
٭ هذا الإسم جر عليه الكثير من النعمة والنغمة عشقه كثيرون وكرهه آخرون، تفاءل به بعض وتشاءم به بعض آخر لعل كثيرون لا يعرفون الكاردينال الرومانسي المتوسّل البكّاء والشاعر المتمكن من التكثيف والترميز في أجواء الكتابة واستعاراتها الذكية..!
لو تخاصم أو تجافي، تبقى لي طبعك منافي.. يازمن ريدي الخرافي.. زول بريدك زىّ مافي..
٭ فهو  هنا يستنبط نبرة التمني التي يخالطها حزن شفيف في ايقاع هادئ بشيء من النشوة محاولاً تجاوز الواقع قدر المستطاع لتحرير ذاته فيتداعى مابين اليقين والظنون والتمني حين يذكر محبوبه.
٭ شلت ريدك في الحنايا.. شفت فيك أحلام صبايا.. إنت ياريدي ومنايا.. حبي ليك واللـه صافي.. وحين بحث الشاعر عن واقع وحقيقة إحساسه يتساءل: 
٭ إنت لو عارف الحقيقة.. دنيا غيرك ما بطيقا.. أصلي سارح في جمالك.. بهوى في عينيك بريقا.. اللـه يحفظ ليك مجالك.. ديمة رافل في دلالك.. يا البديع معدوم مثالك.. وبيك تزدان القوافي..