إرشيفية |
درجوا على زيارة الأضرحة
زار القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، ستيفن كوتسيس ضريح الشيخ حمد النيل بأم درمان مشاركا في حلقة ذكر خلال الأسابيع الماضية إلا ان هذه ليست المرة الأولى فقد درج أعضاء السفارة الأمريكية بالخرطوم، على التواصل مع رموز المجتمع المدني والطرق الصوفية فقد سبق و ان قام القائم بالأعمال الأمريكي السابق بزيارة لضرائح متصوفة. ...
وبالرغم من ان القائم بالأعمال الأمريكي السابق قد زار جماعة انصار السنة إلا انه من الملاحظ ان علاقة الامريكان بالتصوف كبيرة ويقال ان الفكر الصوفي موجود ومتعايش في الدول الغربية بكل حب وتسامح ...
ومن خلال متابعة ما تناقلته وسائط اعلامية في وقت سابق فان القائم بالأعمال قد دخل ضريح الشيخ عبد الله العركي ثم دخل إلى قبة الشيخ دفع الله المصوبن وزار الشيخ يوسف أبو شرا والشيخ حمد النيل جد الشيخ حمد النيل بأم درمان . ومن خلال وسائط اعلامية فقد رشح أن القائم بالأعمال الأمريكي ربما ذهب لزيارة أزرق طيبة وجده صاحب التمساح ثم تواترت الأخبار بأن القائم بالأعمال الأمريكي قد عاد إلى الخرطوم وقام بزيارة الشيخ الجيلي في قرية الكباشي وفي كل الزيارات (الأمريكية) يقال ان القائم بالأعمال الأمريكي كان يلبس الجبة الخضراء أو الملفحة الخضراء....
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه هو ما علاقة الأمريكان بالطرق الصوفية ، ولماذا يسعى الأمريكان لتوثيق العلاقة مع شيوخ الطرق الصوفية، وكيف يفسر ميول أمريكا تجاه الفكر الحضاري الصوفي ، هل تريد امريكا ان تسحب البساط من الإسلاميين في المؤتمر الوطني وباقي السلفيين وأهل الإسلام الُسني عموماً.. أم لأن الفكر الصوفي يتفق مع التوجهات الامريكية؟.
وفسر مراقبون ومهتمون بالطرق الصوفية هذه الزيارات في أُطر محددة بيد أنها لم تخرج من الإطار الاجتماعي والسياسي وعزوا ميول الامريكان عموما للمتصوفة لأنها تمثل فكر وسطي مسالم لا يميل للعداء ،وبالتالي يرون انه الأقرب للتوجه الامريكي، في وقت اكدوا فيه بأن امريكا تسعى من خلال ذلك إبعاد الجماعات الاسلامية ذات التطلعات السلطوية والمتطرفة .
بناء العلاقات
واشار المحلل السياسي د. بكري احمد الفكي الى ان الامريكان لديهم مدخلين الى السودان هما التصوف والقبائل، ولفت الى انهما يمثلان المدخل الاجتماعي للعلاقات السياسية، عازياً ميولهم الى التصوف لأنه فكر لديه جماهير كبيرة بجانب انه تدين وسطي ومعتدل لا يميل للتطرف والحركات الارهابية مما يجعله الأصلح لهم في بناء علاقات مع مثل هذه المدارس الفكرية التي اكد انها تتصف بالمرونة وسهولة التواصل معها لكونها لا تشكل خطرا عليهم.
المطامع السياسية
واكد بكري ان الامريكان يعلمون ان التصوف منهج واضح و فكر متسامح وليس لديه طموح سياسي مثل الحركات الاسلامية الأخرى ،واوضح ان الفكر الآخر- الحركات الاسلامية الأخرى - يمتاز بالعداء والإعتداء على الآخرين بكل الوسائل ،وقال ان بعض الحركات الاسلامية كالإخوان المسلمين غير محببة بالنسبة الى امريكا وذلك لما لديها من تطلعات على السلطة وبما تمتلك من اذرع أمنية.
تكتيكات سياسية
واوضح المحلل السياسي القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي ان هنالك من يدعون لفصل الدين عن الدولة كالعلمانية وقال: (لا أميل نحو ذلك ) لكنه لم يستبعد ان تكون مسألة الزيارة تكتيك سياسي يمارس من امريكا لإبعاد الحركات الاسلامية من واجهة الحكم وقال » ربما هي اشارة او رسالة بأنهم لا يحبذون الاسلام السياسي » واشار الى ان الفكر الصوفي يتحدث عن التربية وعلم الباطن ولا يميلون كثيرا للسياسة او اقحامها في الأمور الدينية.
تناقض المواقف
وقال ربيع اذا جاز لنا ان نقول ان امريكا تسعى لعلمانية الدولة في العالم الاسلامي وتود ان تكون قريبة من الذين لا يريدون ان يكونوا قريبين من السياسية ويهتمون بالتربية ، بمعنى لا سياسية في الدين ولا دين في السياسية.
واكد ربيع ان الامريكان يميلون لهذه الفئات والطوائف ووصف مواقف امريكا بالمتناقضة وقال بالرغم من انها تتخذ مواقف تنادي بفصل الدين عن الدولة نجد ان الرئيس الامريكي خلال الايام الماضية طالب الكنيسة ان تصلي لكي تنتصر امريكا في وقت لا يريدون لنا في العالم الاسلامي ان نربط بين الدين والسياسة.
اسرار الزيارة
وقال ربيع : اعتقد اننا نقول للقائم بالأعمال الامريكي انضم لحمدي سليمان (أهل القوم ) واضاف : "الأرواح جنود مجندة " ووصف زيارت القائم بالأعمال للأضرحة بالتصرف الشخصي و حرية شخصية تخص القائم مستبعداً ان تكون لها علاقة بالدولة الامريكية، وقال ان سبب زيارته المتكررة لهذه الاماكن سؤال يوجه للقائم بالأعمال نفسه معلقاً بقوله »هذه أسرار ترتبط بالقائم والشيخ حمد النيل ".
اكثر من هدف
من جانبه اكد الشيخ اسحاق الشيخ حمد النيل بأن هذه الزيارات لا تخرج من اطار السياحة والفلكلور، ووصف الزيارات التي تتم لضريح الشيخ حمد النيل بالكبيرة و أنها تأتي من كل الجنسيات بصورة منتظمة كل يوم جمعة من باب السياحة ، واشار الى ان اغلب الزوار الاجانب قد دخلوا الاسلام بعد هذه الزيارات، لافتاً الى ان كثير منهم يأتون من أجل البحث في عدة أشياء كالنوبة والدراويش بجانب السياحة.
الاسلام السياسي
واوضح الصحفي المهتم بالطرق الصوفية الفاتح الامين ان الامريكان عموما يتخوفون من الاسلام السياسي والحركات المتطرفة وفي المقابل يسعون لكسب المتصوفة خاصة في السودان لجهة انهم يفتكرون انهم اناس مسالمين ولديهم ولاء وارتباط بالمجتمع وقال ان الدبلوماسية الشعبية بالنسبة لأمريكا مهمة واقصر الطرق للدخول للشعب عبر الصوفية التى وجدوا فيها التكافل الإجتماعي وبالتالي شعروا بان هؤلاء الطوائف تقدم خدمة لها تأثير في المجتمع.
الاتجاه المعاكس
ويرى الفاتح أن الامريكان اكتشفوا ان الطرق الصوفية يمكن ان تقوي أواصر العلاقة بين امريكا والشعب السوداني وقال انهم يرغبون بذلك في إزالة الصورة العدوانية تجاه الاسلام بجانب انهم يهتمون بالفلكلور والجوانب الجذابة في اطار السياحة واكد ان الذين دخلوا الاسلام بسبب هذه الطوائف اكثرمن الذين دخلوا عن طريق العلماء وأصحاب المنابر .
وقال الأمين ان امريكا تعتقد بأن المتصوفة اكثر ارتباطا بوجدان الشعب السوداني من الاسلاميين لأن دعوتهم لا ترتبط بالعنف، واضاف ان الامريكان يرغبون في الاتجاه للتيار المعاكس للإسلام السياسي والمتطرفين، وبين ان امريكا وجدت ضالتها في الطرق الصوفية مؤكداً ان كثير من المتصوفة موجودين في امريكا وبعضهم فتح خلاوي ومعاهد هناك واشار الى انهم مالوا للتصوف ككتلة اجتماعية مؤثرة لا تعاني مشاكل او صدامات وفي حالها فضلا عن انها تمثل بالنسبة لها نسيج اجتماعي مهم في السودان.