عندما يمر المصلون أمام منزله عائدين من المسجد يقول رحمة الله عليه أتفضل والله. عرفنا كرمه قبل شخصيته وعرفنا شخصيته عبر سيرته من أهل الحي وأصدقائه ومعارفه.
العم الولوف الودود عمي عبدالله رجل صافي السريره طيب القلب جميل المعشر كريم الأصل وفيٌ بالوعد سهل التعامل جميل الروح والنفس وبرغم من وضعه المادي ولله الحمد والمن ، متواضع وبشوش يأخذ الأمور بأريحية، حدثني جاره وهو حزين على فراقه يقول بأن العم عبدالله منذ عام 1990م عندما يأتي رمضان يوزع كيس الصائم على جيرانه القريبين والبعيدين عمي عبدالله أفتقده المصلون في مسجد مربع (9) بالحاج يوسف كما أفتقده أهل الحي وكذلك الجيران وكان فقده أكثر ألماً وحزناً على المساكين والفقراء الذين يحسن إليهم دون من ولا أذى بل يبتغي في ذلك وجه الله سبحانه وتعالى رجل لا يعرف إلا الخير ولا يسعى إلا لعمل الخير وهذا من صفات المؤمن الحق.
عندما زرته في مستشفى شرق النيل استقبلني على سريره هاشاً باشاً مبتسماً كعادته وغادرت وأدراجي المستشفى على أمل أن يعود إلينا لأننا أكثر حوجة له حتى ننهل من طيبته وكرمه وجوده ولكن إردات الله غالبه ولا نقول إلا ما يرض الله سبحانه وتعالى: (إنا لله وإنا إليه راجعون) نعم رحل عمي ابراهيم عبدالله ولكن ترك لنا إرثاً ضخماً في كيفية إكرام الضيف وإستقباله وكذلك الجار وأيضاً في كيفية التعامل مع الناس وفي مساعدة المحتاجين. لم تكن الدنيا وزخرفها الزائل محل إهتمام عند عمي عبدالله بل كان زاهداً فيها.
اللهم أرحمه وأغفر له وأجعله من أصحاب اليمين اللهم أكرم نزله ووسع مدخله اللهم إن كان محسن فزد في إحسانه وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده - أغفر لنا وله وأجعل البركة في ذريته وألهم آله الصبر والسلوان.
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
ابنك المكلوم/ السر إبراهيم حمزة